عشرات الأهالي النوبيون يفترشون منذ، ليلة أمس، أرض طريق "أسوان -أبو سمبل" بالقرب من منطقة كركر، بعد أن حاصراتهم قوات الأمن، التي اعترضت قافلة لممثلي القرى النوبية التي حملت شعار "العودة النوبية"، للاحتجاج على انضمام الأراضى النوبية إلى مشروع المليون ونصف المليون فدان. منذ ليل أمس، يحاول بعض أهالي القرى النوبية المجاورة توصيل لهم الطعام، إلا أنه يتم منعهم، لتضيق الخناق على المشاركين في القافلة، الذين قرروا قطع الطريق والاعتصام حتى فتح الطريق أمام إلى توشكى، لتوصيل مطالبهم التي تتخلص في استبعاد أراضي النوبة وهي "نفرقندي" من البيع في مشروع المليون ونصف فدان، والتأكيد على أحقية أبناء النوبة في تملك منطقة توشكى حيث أنها الظهير الصحراوي لأراضيهم الأصلية. شبح الاندثار ومحو الهوية الذي يطارد أهالي النوبة منذ التضحيات الأربعة في التهجير والخروج عن أراضيهم التي لم يأيسوا في العودة إليها، سنوات فوق سنوات، والتعويضات المزعومة، قد تكون تفسير لموجة الغضب التي بدأت منذ صدور القرار الجمهوري رقم 444 لسنة 2014، بشأن تحديد المناطق المتاخمة لحدود جمهورية مصر العربية والقواعد المنظمة لها، فيلغي حق أهل النوبة فى مواقعهم الاصلية بالمنطقة الشرقية لضفاف بحيرة ناصر، بعد دخول حوالي 24 قرية في الحدود مع السودان. قام الإتحاد النوبي العام بأسوان بالطعن على هذا القرار، ولم يصدر حكم حتى الآن منذ 2014، وفقًا لعضو الاتحاد سهام عثمان، ليتفاجئ النوبيين بطرح كراسات شروط تخصيص 500 ألف فدان للبيع، في المغرة والفرافر وغرب المنيا وتوشكى ضمن المرحلة الأولى من مشروع "المليون ونصف فدان"، ليكون نصيب "توشكى" من تلك المرحلة نحو 110 ألف فدان، من الأراضي النوبية. تواصل الأهالي والاتحاد مع عضو مجلس النواب لدائرة النوبة ياسين عبدالصبور، والنائب النوبي عمرو أبواليزيد عن بولاق الدكرور، لتوصيل احتجاجهم عن هذا القرار، مطابين بخروج الأراضي النوبية من كراسة الشروط، وطرح باقي الأراضي بسعر مخفض للشباب وعدم اقتصارها على المستثمرين. "النوبة مش للبيع، توشكى نوبية"، كانت الشعارات التي رفعها أهالي النوبة الذين خرجوا في قافلة "العودة النوبية"، في 5 نوفمبر الجاري، وتم اعتراضها في كمين المطار في طريق (أسوان-أبوسمبل) لنحو 3 ساعات، بعد أن سحبوا رخص السواقين وبطاقات الخاصة بالشباب المشاركين، ثم طلب مدير الأمن بأسوان مهلة 3 أيام للتواصل مع الجهات المعنية، وقرر أعضاء القافلة الاعتصام بمبنى الاتحاد بأسوان، وفقا ل"سهام"، مشاركة في القافلة وعضو الاتحاد. بعد انتهاء المهلة ال3 أيام، قرر المشاركون في المسيرة بتحديد يوم 19 نوفمبر، بتجديد مطالبهم والتوجه لتوشكى في مسيرة، حتى تصاعد الموقف بعد اعتراضهم عند الكيلو 40 وعدم دخولهم أبو سمبل، قوات الأمن بحوالي 5 مدرعات، و4 أمن مركزي، ومنعهم من استكمال طريقهم ب"أوامر عليا". وأطلق الناشطون هاشتاج "#قافلة_العودة_النوبية"، الذي وصل إلى مقدمة قائمة الأكثر تداولًا على "تويتر"، وعلق مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن على معاناة النوبيين المهجرين منذ إنشاء السد العالي، وقصص التهجير، إلى جانب صور من جانب الاعتصام. أكدت سهام، ل"الوطن"، أنه ستوجه قافلة أخرى من القرى النوبية بأسوان لإمداد القافلة الأولى بعض المستلزمات والطعام، بعد أن منع الأمن.