انطلقت، صباح أمس الأول الأحد، بمدينة مراكش المغربية، أعمال اجتماع برلماني دولي، الذي ينظمه البرلمان المغربي بشراكة مع الاتحاد البرلماني الدولي، على هامش مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22)، بمشاركة وفود الدول 167 الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي، وممثلي المنظمات البرلمانية الإقليمية والجهوية والدولية، وكذا المنظمات الحكومية وغير الحكومية. وبحث المشاركون في الاجتماع قضايا ترتبط أساسا بدور البرلمانات في تفعيل مضامين "اتفاق باريس"، حول المناخ وتفعيل "المخطط البرلماني حول التغيرات المناخية" المصادق عليه في الجمعية العامة ال 134 للاتحاد البرلماني الدولي التي انعقدت في مدينة لوساكا بزامبيا. وستتم خلال الاجتماع المصادقة على وثيقة ختامية تكلف البرلمان المغربي بإعدادها، وتهتم بالأساس التأكيد على أهمية إشراك البرلمانيين كفاعل رسمي في المفاوضات المرتبطة بتفعيل "اتفاق باريس"، بالإضافة إلى مقترح مغربي يرمي إلى مأسسة الاجتماعات البرلمانية بمناسبة مؤتمرات "كوب"، وتحويلها إلى ندوة برلمانية حول التغيرات المناخية. وأكد حكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين المغربي، في كلمته الافتتاحية في هذا الاجتماع، أن بلوغ مسعى العدالة المناخية بالنسبة للقارة الافريقية أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى. وأكد بنشماس أن الحديث عن إعمال فعلي لالتزامات الدول الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية المنبثقة عن قمة باريس، لن يستقيم دون الاعتراف بكون القارة الافريقية "كانت ولا تزال ضحية سياسات واستراتيجيات يتم سنها لإرضاء جشع جماعات الضغط الربحية التي لا تقيم اعتبارا لمركزية الإنسان في أي نشاط مدر للربح أو للنفع". في ذات السياق، دعا صابر شودري، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، الى انخراط أقوى للبرلمانيين المنتمين للاتحاد في تكريس الصبغة العملية لقمة المناخ كوب22 بمراكش التي وصفها ب"قمة العمل". واعتبر شودري في كلمته في افتتاح أشغال لقاء برلماني دولي حول التغيرات المناخية، إن هذا اللقاء هو الأول من نوعه الذي يلتئم فيه البرلمانيون لمناقشة موضوع التغيرات المناخية الذي يحظى بأهمية كبيرة لارتباطه الوطيد بالتنمية المستدامة. يذكر أن رئيس مجلس المستشارين المغربي قد دعا، في وقت سابق، الدول المانحة وكبار الفاعلين في مؤتمر الأطراف كوب 22، الى تكثيف الجهود الرامية إلى الرفع من مستوى الدعم الموجه للتكيف، خاصة لدى الدول الأقل نموا. وطالب بنشماش في كلمة خلال لقاء تنسيقي للبرلمانات الإفريقية حول التغيرات المناخية، انعقد قبيل الاجتماع البرلماني الدولي، حكومات البلدان النامية الى تيسير سبل الاستفادة من التمويلات لمن هم في أمس الحاجة إليها، وتسريع وتيرة العمل بغية تحديد معايير مشتركة، وتتبع التمويلات من أجل المناخ، مشددا على ضرورة إنصاف القارة الافريقية عبر، ليس فقط نقل التقنيات والمعارف والخبرات، بل حيازة التكنولوجيا الملائمة وتأهيل وتعزيز القدرات من أجل التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من وطأتها.