اعتدى «أليكس كينيوا» على زميل له فى جامعة ميرلاند يدعى «جوشوا سيزار» بمضرب بيسبول فأفقده الوعى وإحدى عينيه، وعندما عاد سيزار إلى وعيه وجد «كينيوا» -الطالب بكلية الهندسة- يستعد لتقطيع أعضائه بسكين، لكن وصول اثنين من زملائه إلى موقع الجريمة أنقذه. وعند الإبلاغ عن الحادث تبين أن كينيوا «آكل لحوم بشر» ومتهم بالتهام قلب ومخ ضيف حل لسوء حظه على أسرة كينيوا، وهو أمريكى من أصل كينى. الحادث المخيف الذى يتصدر مانشيتات الصحف الأمريكية منذ الأول من يونية الحالى أعاد ظاهرة «آكلى لحوم البشر» إلى بؤرة الاهتمام مرة أخرى. ويعد «آرمين ميفيس» الذى كان حديث العالم عام 2004 هو أحد أشهر أكلة لحوم البشر فى العصر الحديث، وهو مهندس كمبيوتر وصفه جيرانه بأنه متعاون وودود وخجول، لكنه أقر بأنه التهم شخصا يدعى «بيرند يورجن برانديس» بناء على رغبة الأخير! فقد التقى الرجلان مصادفة على أحد مقاهى الإنترنت، وهناك صارح الضحية ميفيس برغبته فى أن يؤكل، وهو ما رحب به ميفيس الخجول. وأمام المحكمة كشف ميفيس فى هدوء عن تفاصيل مرعبة، خلاصتها أن الضحية طلب أن يُطعن وتُقطع أوصاله بعد تناوله لمخدر، وقد كان. ثم قسم ميفيس الذبيحة فى أكياس ووضعها فى الثلاجة وتناولها على مدار عدة أشهر. وقال ميفيس إنه كان يتذكر برانديس وهو يأكله بشىء من الرضا لأنه كان يريد دائما أن يشعر أن شخصا ما «قد أصبح جزءاً منه»! وقتها أعلن فريق الأطباء النفسيين أن ميفيس كان يعشق أفلام «الزومبى» ومشاهد تقطيع الجثث وذبح الحيوانات، ويعانى حرمانا عاطفيا شديدا نتيجة التفكك الأسرى فى طفولته. ولم يكن هناك من ينتبه لميوله الشاذة واضطراباته النفسية والجنسية، لكن أحداً لم يفسر سلوك الضحية الذى كان مصراً على «أن يؤكل»! أكل لحوم البشر ظاهرة قديمة ارتبطت لدى بعض الشعوب بالخلود. فالتهام جزء من لحم إنسان يعنى امتصاصك لروحه، لذا كان أكل لحوم البشر -قبل تحريمه دينيا وقانونيا- جزءا من عادات وطقوس الجنائز لدى بعض الشعوب، حيث يتم حرق الجثمان ويذاب بعض من رماد الجثة ويخلط مع الماء ويقدم للمحظوظين! واشتهر إمبراطور أفريقيا الوسطى «بوكاسا» بحبه للحوم الآدمية. وقد حدث أن دعا فى فى 28 ديسمبر 1977 عددا من زعماء العالم لحضور حفل تنصيبه إمبراطورا لبلاده التى أطلق عليها «إمبراطورية» بعد حوالى عشر سنوات من استيلائه على الحكم بالقوة، وأقام لهم مأدبة ضخمة. وبعد أسبوع واحد من الوليمة وسقوط بوكاسا عبر انقلاب دبرته الحكومة الفرنسية اكتشف الجنود الفرنسيون بقايا 12 جثة آدمية فى ثلاجته، وأخبرهم الخدم، فى براءة، أن الجثث بقايا السجناء الذين قدم بوكاسا لحومهم لضيوفه الكبار أثناء مراسم حفل تنصيبه! و«صونى بين» هو اسم أشهر العائلات الآكلة للحوم الآدمية فى التاريخ. كان «صونى بين» عاملا فقيرا يعمل فى العاصمة الأسكتلندية، أدنبرة، فى أواخر القرن ال14، فطرده أهالى البلدة بسبب جرائمه الكثيرة، فاستقر مع عشيقته فى منطقة ساحلية داخل أحد الكهوف، وعاش هناك على سرقة الأغنام والإغارة على المسافرين، ثم التخلص من جثثهم بالتهامها. الغريب فى قصة «صونى» التى حفظها التاريخ أن عائلته بالكامل (8 أولاد و6 بنات ثم 18 حفيدا) كانوا جميعا من أكلة لحوم البشر. وعندما أمر ملك أسكتلندا «جيمس الأول» بالقبض على هذه العصابة رأى الجنود مناظر لا تستطيع أفلام هوليوود محاكاتها، فقد وجدوا لحوما بشرية معدة بكل الأشكال: لحوم مدخنة ومجففة ومملحة ومخللة، وكلها معلقة فى سقف المغارة لمن يشتهيها. الحكم على عائلة صونى كان فى مستوى جرائمهم، فقد تم تقطيع أجسام الرجال قبل إعدامهم وتم دفن النساء أحياء!