سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة السولار تواصل التحدى.. شلل فى المحافظات ومعارك بالسنج والخرطوش أصحاب المحطات يستعينون ببلطجية لتنظيم الطوابير.. وهيئة البترول تتسلم 150 مليون دولار من المخصصات المالية لسد العجز
اشتعلت أزمة السولار فى المحافظات بدرجة غير مسبوقة، وأصيبت الشوارع الرئيسية بشلل مرورى تام، واختفى الوقود بأنواعه من جميع المحطات، وشهدت بعض المحطات اشتباكات بالسنج والمطاوى والخرطوش بين السائقين والمزارعين، والبلطجية الذين استعان بهم أصحاب المحطات لتنظيم الطوابير. فى القليوبية، استمرت المشاجرات والمشاحنات بالسنج والخرطوش والجنازير بين السائقين والفلاحين وأصحاب التكاتك، والبلطجية الذين استأجرهم أصحاب المحطات لتنظيم الطوابير أمام المحطات ومنع التدافع والتسابق والتزاحم. وشهدت محطة الوقود فى كفر شكر مشاجرة بين سائقى سيارات النقل الثقيل، ومجموعة من البلطجية بسبب وقف العمل لمدة ساعة حتى يقوم السائقون بالاصطفاف فى طابور واحد، ما تسبب فى إصابة اثنين من السائقين بجروح وكسور. وفى مدينة طوخ، شهدت محطة وقود مشاجرة بالجنازير بين سائق جرار زراعى وسائق لودر، ما تسبب فى إصابة الاثنين، وأدى إلى تكدس السيارات أمام المحطة وتعطل حركة الطريق الزراعى السريع. وفى منطقة مسطرد، التابعة لقسم ثانى شبرا الخيمة، دارت مشاجرة طاحنة استُخدمت فيها العصى والشوم والسنج بين سائقى التكاتك والتاكسيات، ما دفع أحد العاملين فى المحطة لإطلاق الأعيرة النارية من فرد خرطوش، حتى تمكنت قوة من قسم ثانى شبرا الخيمة من ضبط المتشاجرين وتنظيم حركة السيارات بالمحطة. وتسبب نقص السولار وصعوبة الحصول عليه فى ارتفاع إيجار ماكينات رى وحرث الأراضى الزراعية، وانتظار الفلاحين فى طابور حجز الجرارات الزراعية وآلات حصد ودرس محصول القمح. وفى سوهاج، تسببت الأزمة فى غلق جميع الطرق والشوارع، واختفى السولار من جميع المحطات بشكل تام، وشهدت المحطات مشاجرات واشتباكات بين أصحاب السيارات بسبب طول فترة الانتظار التى امتدت فى بعض الأحيان إلى أكثر من 10 ساعات، واضطر بعض السائقين إلى المبيت أمام محطات الوقود. يأتى هذا فى الوقت الذى سيطرت فيه حالة من الغضب على العاملين فى شركة مصر للبترول بسوهاج بسبب نقل خالد العمدة، مدير المبيعات، والإطاحة به على خليفة زيارة الرئيس «مرسى» للمحافظة منذ أكثر من أسبوعين، ورفضه سحب حصة محافظتى الأقصروأسوان، وضخها فى سوهاج لتخفيف الأزمة قبل وخلال زيارة مرسى، ودعا العاملون إلى الإضراب عن العمل حتى عودة «العمدة»، وطالبوا بتوليه رئاسة فرع الشركة فى سوهاج. وفى البحيرة، استمرت أزمة النقص الحاد فى كميات السولار الواردة إلى محطات الوقود، التى تقدر ب50% من مخصصات المحافظة، ما أدى إلى تصاعد الأزمة التى تسببت فى رفع تعريفة الركوب وتفاقم معاناة المواطنين وطلاب المدارس والجامعات وتكدس السيارات والجرارات الزراعية على جانبى الطرق أمام المحطات. وتهدد الأزمة محصول القمح؛ حيث إن بعض محطات الوقود ترفض بيع أكثر من «جركن» سولار للمزارعين وأصحاب الجرارات الزراعية وماكينات الرى، فى الوقت الذى وصل فيه سعر الصفيحة فى السوق السوداء إلى 45 جنيها. وفى أسوان، تصاعدت الأزمة بشكل غير مسبوق واستمر الزحام أمام محطات الوقود، وبات سائقو السيارات العملاقة والشاحنات والميكروباصات وأتوبيسات السياحة أمام المحطات، ما أثر على حركة المرور على الطرق الرئيسية، واستغل بعض السائقين الأزمة ورفعوا تعريفة الركوب. وفى المنوفية، قال الدكتور أحمد عبدالمنعم حبليزة، وكيل وزارة الزراعة: إنه تم عمل دراسة لمعرفة احتياجات المحافظة من السولار فى موسم حصاد القمح. يأتى هذا فى الوقت الذى أضرب فيه بعض السائقين عن العمل، فيما رفع البعض تعريفة الركوب. وقال السيد الخولى، مدير مديرية التموين فى المنوفية: إن السائقين هم سبب الأزمة، خاصة أنهم لا يحترمون الدور ويشتبكون مع أصحاب المحطات. وقال مسئول فى مديرية التموين -رفض نشر اسمه-: إن حصة المحافظة زادت منذ أكثر من 3 أشهر، لكن الأزمة فى زيادة معدلات التهريب ونشاط السوق السوداء، وعلى الحكومة أن تحكم سيطرتها ومراقبتها على المحطات. وتواصلت الأزمة فى الأقصر، فقد اكتظت محطات الوقود بعشرات السيارات وامتدت الطوابير لمئات الأمتار. ونجحت مباحث تموين الأقصر فى ضبط 13 ألف لتر سولار أثناء محاولة تهريبها فى منطقة شرق السكة الحديد فى الأقصر. وفى دمياط، تكدست السيارات الملاكى والميكروباص والنقل الثقيل على محطات الوقود. وقال شريف بدوى، رئيس شعبة المخابز فى دمياط: إنه تم الاتفاق مع مسئولى المحافظة ورؤساء مجالس المدن ومديرية التموين على تسليم أصحاب المخابز الحصة الأسبوعية من السولار مرة واحدة، وحذر من أن استمرار الأزمة قد يجبر أصحاب المخابز على إغلاقها. من جانبه، كشف مصدر مسئول فى هيئة البترول عن أن الهيئة تسلمت 150 مليون دولار من المخصصات المالية الشهرية لشهر أبريل الجارى، للعمل على سد احتياجات المواطنين من البنزين والسولار فى مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية. وأوضح المصدر، فى تصريحات ل«الوطن»، أنه جارٍ تسديد تلك المخصصات إلى موردى الوقود للسماح لهيئة البترول لتفريغ 4 شحنات من البنزين والسولار محملة ب70 ألف طن سولار بجانب 33 ألف طن بنزين سيتم توزيعها على مختلف المحافظات فى مصر طبقاً لجدول غرفة العمليات، لمنع تزايد عجز المنتجات فى السوق المحلية. وأشار إلى أنه فى حالة عدم تأخر المخصصات المالية الشهرية من وزارة المالية لدعم الطاقة سيتم سد احتياجات المواطنين من جميع المنتجات البترولية السائلة فى السوق المحلية، لافتاً إلى أن عجز السولار تناقص اليومين الماضين؛ حيث وصل فى السوق المحلية إلى 25% مقارنة بالأسبوع الماضى. وتدعم الحكومة السولار بقيمة 50% من إجمالى الدعم الذى من المتوقع أن يصل فى نهاية العام الجارى 2013 إلى 200 مليار جنيه مقارنه بالعام الماضى الذى بلغ 114 مليار جنيه.