"الوطن" تنشر نص بيان مجلس حكماء الشرق والغرب بعد مؤتمر أبوظبي

أصدر مجلس حكماء المسلمين والطائفة الأسقفية الإنجليكانية، بيانا مشتركا بشأن نتائج جولة الحوار الرابعة بين حكماء الشرق والغرب، التي عقدت في دبي أمس الأول وأمس.
وأضاف المجلس في بيانه: "في لقاء تاريخي جمع بين الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية ومجلس حكماء المسلمين، وبرئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الأساقفة جستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري، والذي عُقد بمدينة أبوظبي بالإمارات، في الفترة من 2 وحتى 3 نوفمبر 2016، في إطار الجولة الرابعة للقاءات حكماء الشرق والغرب، بعنوان "نحو عالم متفاهم متكامل".
وتابع البيان: "شهد اللقاء على مدى يومين وعبر 4 جلسات من المحادثات، تركزت بشأن أبرز قضايا (حوار رجال الأديان، التعددية الدينية، تجارب العيش المشترك، ونشر ثقافة السلام".
وشهد اللقاء كلمة للإمام الأكبر شيخ الأزهر، وكلمة رئيس الأساقفة جاستن ويلبي رئيس الطائفة الإنجليكانية في العالم، رئيس أساقفة كانتربري، بشأن دور القادة الدينيين في بعث الأمل في قلوب الشعوب، والتحديات التي يواجهها العالم اليوم في الشرق والغرب، وإمكانية مساهمة لقاء حكماء الشرق والغرب في التغلب على التحديات.
وعرض اللقاء ل4 محاور رئيسية، هي التعددية الدينية، تجارب العيش المشترك، دور الأديان في تعزيز المواطنة وترسيخ المبادئ الإنسانية، العقبات التي تواجه الحوار والتعايش والحلول الممكنة. وتركزت المناقشات والمداخلات التي تخللت اللقاء، على الدور الحيوي لأتباع الأديان والقادة الدينيين في صناعة السلام، والدعوة إلى ترسيخ القيم الإنسانية ونشر المفاهيم الدينية التي تحث على التقارب والتسامح والتعاون بين أتباع الأديان لمواجهة التطرف وخطاب الكراهية، ولبعث الأمل في نفوس الشعوب، والدعوة إلى تمكين الشباب ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم.
وأكد المشاركون، ترسيخ مبدأ المواطنة باعتبار الجميع يتمتعون بنفس الحقوق ويتحملون مسؤوليات متساوية تجاه بلدانهم ومجتمعاتهم. وانتهى الطرفان إلى مجموعة من التوصيات.
ومن بين التوصيات التي انتهى إليها المؤتمر: "خلق عالم متفاهم ومتكامل، من خلال بناء حوار مجتمعي، إسلامي مسيحي، يكون فيه المجتمع المدني فاعلا لتجسير الهوة في فهم الآخر، ومن ثم فإن الحوار سيسهم في الحد من ظواهر التطرف والإسلاموفوبيا، لذا فإن دعوة المجتمع إلى الانضمام لمثل هذه الفعاليات والأطراف الفاعلة مجتمعيًا، سيسهم في إضفاء روح السلم المجتمعي".
كما انتهى الطرفان أيضا، إلى التوصية بتنظيم لقاءات شبابية متبادلة من طلاب بالجامعات بين المسلمين والمسيحيين، تتخللها محاضرات تؤكد التسامح والتعايش، وإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية التي تبرز تجارب التعايش التاريخية والمعاصرة، وبث الأفلام بعد ترجمتها إلى لغات عالمية عدة على شبكة الإنترنت ومحطات التلفاز، انطلاقا من الأهمية القصوى للإعلام في النشر والتأثير بصورة أكبر من الملتقيات والمنتديات.
وأوصى المشاركون في المؤتمر، ببناء برنامج أكاديمي مشترك مدته 5 سنوات، للبحث في أسس وقيم التسامح والتعايش في الإسلام والمسيحية، يشترك فيه باحثون من الجانبين، ويصدر عددا من الدراسات التي تترجم إلى اللغات الحية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم عمليًا في الحوار الإسلامي المسيحي، مع ربط هذا البرنامج ببرامج الدراسات العليا في الجامعات المعنية.
كما أوصى المشاركون أيضا، بإنشاء موقع رقمي للتعريف بكل المبادرات، مع التأكيد على ضرورة إتاحة المواد الفيلمية والمؤتمرات والدراسات التي تخدم الهدف السامي الذي يسعى له المجتمعون في أبوظبي والمهتمون بهذا الأمر.
وأوصى المؤتمر أيضا، بدعم المبادرات التي تسعى لتأكيد قيم التسامح والعيش والمشاركة، وعلى رأسها تجربة الإمارات، التي ضمت وزارةً للتسامح هي الأولى من نوعها في العالم، وكذلك تجربة بيت العائلة في مصر، الذي يتميز بالعمل على أرض الواقع من خلال لجانه المختلفة، وعلى رأسها لجان التعليم والمرأة والشباب، والذي استطاع منذ إنشائه تحقيق نموذجًا من المواطنة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين.
كما أوصى المؤتمر، بالعمل على نشر ثقافة الحوار، والتأكيد على احترام عقيدة الآخر على المستويات كافة، والالتزام بالعمل من أجل تحقيق الخير العام، عبر مكافحة الأمية والفقر والمرض.
وناشد المجتمعون من مجلس حكماء المسلمين والطائفة الأسقفية الإنجليكانية، القادة الدينيين والسياسيين وغيرهم من أصحاب القرار، العمل على تحقيق التعاون والعدل والسلام للبشرية جمعاء دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو أي سبب آخر.