يتخذ سكان وزائرو المدن الساحلية من كورنيش البحر متنزهاً لهم، يروحون به عن أنفسهم ويتنسمون به هواء نظيفا، إلا فى مدينة السلوم بمحافظة مرسى مطروح، التى يهرب زائروها وسكانها من كورنيش البحر الملاصق للطريق الدولى الساحلى بسبب الروائح الكريهة، والأدخنة الناتجة عن القمامة ومخلفات ذبح الطيور التى يلقيها أصحاب المحلات والأهالى دون أى تدخل من قبل المسئولين. يشكو عبدالرسول دبنون، الذى يبلغ من العمر 40 سنة، من سوء نظافة كورنيش البحر قائلاً: «هذه المشكلة موجودة منذ فترة طويلة قبل ثورة يناير، وعلى الرغم من توفير رئاسة الحى صناديق قمامة للمحلات والمطاعم، فإن أصحابها لا يلتزمون بوضع المخلفات بها ويفضلون إلقاءها فى مياه البحر مباشرة أو على الشاطئ، ما يتسبب فى عزوف الأهالى عن زيارة الكورنيش والتنزه به»، وأضاف: «مقلب القمامة موجود خارج المدينة وهو مقلب عشوائى، كما أنه لا يوجد صرف صحى بالمدينة ويعتمد الأهالى على الآبار الجوفية التى يتسرب منها الصرف إلى طبقات الأرض، لكن المبانى الحكومية وحدها تصرف فى (طرنشات) تحملها جرارات الكسح إلى مناطق صحراوية أحيانا وإلى البحر أحيانا أخرى». حميد حمدان، شاب بدوى من سكان السلوم، يبلغ عمره 25 سنة، يشكو أيضاً من تدهور أوضاع المدينة خاصة فى مجال النظافة، قائلاً: «الواحد مش عارف يشم شوية هوا نضاف من ريحة الزبالة، دا الناس بترمى مخلفات الفراخ المدبوحة عشان كدا الريحة معفنة، سكان المناطق الساحلية ينعموا بوجود بحر لديهم، لكن تحول البحر لدينا إلى نقمة بسبب الرائحة والأدخنة المنبعثة من القمامة بالكورنيش»، وأضاف: «حرام منظر البحر الجميل دا يتعمل فيه كدا، الناس بتتمنى يبقى عندها بحر زى بتاعنا، المجلس المحلى بالمدينة لا يهتم بمنع هذا الإهمال أو إزالته من الشاطئ واستسلم لإلقاء الزبالة هنا، ويردوا على شكوانا: لو شيلنا الزبالة الناس هترمى مخلفات فى البحر تانى»!