كل يوم يثبت الإخوان المسلمون أن الإسلام بالنسبة لهم وسيلة وليس غاية وأن مهمته تتلخص فقط فى كسب الأصوات أثناء الانتخابات واستخدامه فى المعارك ضد المعارضين، بدليل أن شعار «الإسلام هو الحل» الذى ظل الإخوان سنوات طويلة يتاجرون به فى الانتخابات لم يعد أحد يذكره منذ وصول الرئيس محمد مرسى للحكم، كما أنه بنظرة بسيطة على أداء الإخوان المسلمين فى البرلمان المنحل الذى كانوا يسيطرون عليه وماذا قدموا فيه للإسلام.. لا شىء.. وماذا قدم الدكتور مرسى للإسلام منذ وصوله للحكم.. أيضاً لا شىء.. بل لن أكون متحاملاً إذا وجهت للجماعة تهمة الإساءة للإسلام خلال هذه الفترة بكذبهم ووعودهم التى ذهبت أدراج الرياح وفُجرهم فى الخصومة وابتعادهم عن العدل، بالإضافة إلى استخدامهم سلوكيات وألفاظا بعيدة تماماً عن روح الإسلام وقيمه.. سألت المهندس أشرف ثابت القيادى بحزب النور: هل الإخوان لديهم مشروع دين؟ فأجاب لم أر هذا، هم يملكون مشروعا سياسيا، ومن غرائب الأمور أن يعلن أوباما القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولا يعلق الإخوان نهائياً وبعد أن كانوا يستخدمون شعار «على القدس رايحين شهداء بالملايين» أثناء الانتخابات، الآن تغير الشعار «على المقطم أو الاتحادية رايحين شهداء بالملايين» نفس الموقف تكرر مع الفيلم الأمريكى المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم فعندما كان الإخوان فى المعارضة انتفضوا للكاريكاتير الدنماركى المسىء وطالبوا بسحب سفيرنا وطرد سفيرهم واحتجاجات شعبية واسعة لكن عندما أصبحوا فى الحكم لم يفعلوا ذلك ولم يخرجوا لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وإدانة أمريكا لكنهم خرجوا كثيراً لنصرة مرسى طمعاً فى السلطة والحفاظ عليها. إن بيان مجلس إدارة مسجد بلال بن رباح بالمقطم حول استخدام الإخوان للمسجد فى معركتهم ضد المتظاهرين لدليل واضح على أن الإسلام أصبح بالنسبة لهم وسيلة للسلطة وليس العكس، كما حدث أيضاً فى قانون الصكوك الذى أضاف إليه الإخوان كلمة «الإسلامية» وعندما رفضه مجمع البحوث الإسلامية حذفوا الكلمة واكتفوا بأن تصبح «الصكوك» فقط ليضمنوا إقرار المشروع دون اعتراض الأزهر كما تحايلوا لعدم عرض القانون على هيئة كبار العلماء كما ورد فى الدستور الذى فصلّوه. من انتخب الإخوان حباً فى الإسلام، عليه الآن مسئولية تجاه دينه ليؤكد للناس أن الفشل الحالى من صنع «الإخوان» وليس الإسلام.