محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني| صور    رئيس الوزراء يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية    خطة إسرائيلية للهيمنة على مساعدات غزة بمساعدة شركات أمريكية: تتعارض مع المبادئ الإنسانية    ديمبلي يشارك في تدريبات باريس سان جيرمان قبل مواجهة أرسنال    قبل مواجهة الأهلي.. بوسكيتس: إنتر ميامي ليس مؤهلا للمنافسة في مونديال الأندية    بالصور والفيديو | الحماية المدنية بالجيزة تسيطر على حريق بالمهندسين    نائب وزير الخارجية التايلاندي في جولة بالمتحف اليوناني بالإسكندرية    وصلت لحد تضليل الناخبين الأمريكيين باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي.. «التصدي للشائعات» تناقش مراجعة وتنفيذ خطط الرصد    جانتس: التأخير في تشكيل لجنة تحقيق رسمية بأحداث 7 أكتوبر يضر بأمن الدولة    رئيس جامعة المنوفية يعقد اجتماع لجنة البحوث العلمية «أون لاين»    "المصري الديمقراطي" يعقد جلسة نقاشية بعنوان "الإصلاح الاجتماعي من منظور الديمقراطية الاجتماعية"    سيخضع لفحص طبي جديد.. يوفنتوس يعلن إصابة كامبياسو    مصر تحصد 62 ميدالية بالبطولة الأفريقية للمصارعة بالمغرب وتتصدر كؤوس المركز الأول    «دور الشباب في تحقيق رؤية مصر 2030» فعاليات المؤتمر الطلابي الأول بسوهاج    الأرصاد: طقس غداً الثلاثاء حار نهاراً معتدل ليلاً على أغلب الأنحاء    جنايات بورسعيد تؤيد سجن متهم ثلاث سنوات لتهديد سيدة بصورها الخاصة وابتزازها ماليًا    سفيرة الاتحاد الأوروبي ومدير مكتب الأمم المتحدة للسكان يشيدا باستراتيجية مصر لدعم الصحة والسكان    تعرف على مكان وموعد عزاء الفنان نعيم عيسى    الغرف السياحية: التأشيرة الإلكترونية ستؤدى إلى زيادة كبيرة في أعداد السائحين    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم 5 مايو    مهرجان مسرح الجنوب يُكرم الكاتب محمد ناصف    ما حكم الاقتراض لتأدية فريضة الحج؟.. عضو مركز الأزهر تُوضح    هل يجوز التحدث أو المزاح مع الغير أثناء الطواف؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى المنصورة التخصصي: يثني على أداء المستشفى والاطقم الطبية والتمريض    تقارير تكشف موعد سحب قرعة بطولتي كأس العرب ومونديال الناشئين    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    بعد جنازته بمصر.. كارول سماحة تقيم عزاء زوجها في لبنان الخميس    الرئاسة الروسية: سننظر إلى أفعال المستشار الألماني الجديد    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 5 مايو 2025 .. البلطي ب 100 جنيه    «المركزي» يطرح سندات خزانة ب3 مليارات جنيه    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    رئيس الاتحاد الدولي للترايثلون: مصر تستحق تنظيم دورة الألعاب الأولمبية    مستقبل الذكاء الاصطناعي ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية    شام الذهبي: الغُناء بالنسبة لي طاقة وليس احتراف أو توجه مهني    وزير التعليم العالي يُكرّم سامح حسين: الفن الهادف يصنع جيلًا واعيًا    "قومي حقوق الإنسان" ينظّم دورتين تدريبيتين للجهاز الإداري في كفر الشيخ    وزير الاتصالات يغادر إلى طوكيو للمشاركة في فعاليات مؤتمر "سوشي تك"    محافظ الجيزة يوجه بصيانة مصعد فرع التأمين الصحي ب6 أكتوبر    محافظ المنوفية يلتقى وفد الهيئة العامة لاختبارات القطن    الهند تحبط مخططا إرهابيا بإقليم جامو وكشمير    ترامب يرسل منظومتي باتريوت لأوكرانيا.. ونيويورك تايمز: أحدهما من إسرائيل    وزارة الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة لإزالة ورم من فك مريضة بمستشفى زايد التخصصي    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    "وُلدتا سويا وماتتا معا".. مصرع طفلتين شقيقتين وقع عليهما جدار في قنا    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    فيديو.. ترامب يكشف عن نيته بناء قاعة رقص عالمية في البيت الأبيض    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    هيئة الرعاية الصحية: نهتم بمرضى الأورام ونمنحهم أحدث البروتوكولات العلاجية    جدول امتحانات الترم الثاني للصف الثاني الثانوى في القليوبية    الكرملين: بوتين لا يخطط لزيارة الشرق الأوسط في منتصف مايو    مصرع طالبة صعقًا بالكهرباء أثناء غسل الملابس بمنزلها في بسوهاج    صدمة لجماهير الأهلي.. صفقة واعدة تبتعد    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    تعرف علي آخر تحديث لسعر الدولار اليوم الإثنين 5 مايو 2025 بالبنوك المصرية    بكام الشعير والأبيض؟.. أسعار الأرز اليوم الإثنين 5 مايو 2025 في أسواق الشرقية    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار مع "الوفد":
الشيخ محمود عاشور:فتوي قتل أعضاء جبهة الإنقاذ "شاذة"
نشر في الوفد يوم 19 - 02 - 2013

«عالم جليل ذو علم غزير ورأي مستنير».. هكذا يعرف الكثيرون الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية،
قضي حياته العلمية في الأزهر الشريف فاستمد منه وسطيته واعتداله، آراؤه قوية ومستنيرة في القضايا الشائكة، خاصة التي تتعلق بمصير الأمة وكيانها ومستقبلها.
هذا الحوار مع الشيخ عاشور يجيء في وقت صعب خاصة في ظل تفتت مصر وانقسامها، ووصول التيار الإسلامي الي الحكم، وانتشار الفتاوي التي وصلت الي حد إهدار دم التيارات المعارضة، إنه شهادة عن الإسلام وللإسلام ضد كل من يحاول استغلال الإسلام.
هل يوجد ما يسمي بالحكم الإسلامي؟
- لا يوجد ما يسمي بالحكم الإسلامي أو غير الإسلامي فالذي يحكم يحكم سواء من هنا أو هناك، إنما الحكم الإسلامي كان في وجود الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه لأنهم الذين أقاموا الإسلام ودولته ووضعوا نماذج لرجال الأمة الإسلامية عظيمة ورائعة، ووصفهم الله تعالي قائلا: «للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانه وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون»، أي أنهم كانوا صادقين في إيمانهم ونصرتهم لله ورسوله ولم يرفعوا شعارات زائفة ليصلوا بها الي السلطة أو البرلمان أو الوزارة أو سعوا للسيطرة والهيمنة
ووحد الرسول بينهم فلم يكن يوجد إخوان مسلمون أو الجماعة الإسلامية أو الجهاد بل كانوا أمة واحدة لنصرة دين الله ولم يتنازعوا ولم يحتاجوا الي وفاق وطني.
كيف تري تجربة الإسلام السياسي في الحكم؟
- ما يحدث يختلف تماما فهذه دولة ربما بعض الناس يدعون الإسلام فيها أو ينتسبون اليه ورفعوا شعارات إسلامية كبيرة، إنما التصرفات جميعها بعيدة عن الإسلام، وليست من الإسلام في شيء وتصرفاتهم تؤكد أنهم طلاب دنيا ومناصب وجاه وسلطان، وليسوا طلاب دين فهم ليسوا الذين يدافعون عن الدين أو يطبقونه وإلا فأين الإسلام مما نحن فيه؟! فرأينا من يقول لن يوافقوا علي شيء يخالف شرع الله وآخرين يطالبون بتطبيق الشريعة.. مع أن ما يجري في الشريعة الإسلامية لا يطبقونه، فالقضية مجرد شعارات ترفع لأن الشريعة الإسلامية سلوك وهي ما وقر في القلب وصدقه العمل، وهذا لا يطبق ولا نجد إلا الكذب ثم الكذب ثم الكذب، شعار هؤلاء الناس جميعا.. والنبي حذر من الكذب تحذيرا شديدا جدا لأنه يهدي الي الفجور والفجور يهدي الي النار.
إذن تم استخدام الدين لأهداف سياسية؟
- نعم وإذا أردنا أن نطبق الإسلام فلننظر الي المناطق العشوائية الفقيرة التي لا يتذكرونها إلا خلال الانتخابات بالزيت والسكر والأرز ولا يتم علاج مشاكلها، وعندما تم التفكير في العلاج وجدناه ثلاثة أرغفة لكل مواطن وكوبون للبوتاجاز وبالفعل توقفت الدولة تماما بعد تولي التيارات الإسلامية السلطة، واندلعت المظاهرات اليومية بعدما شعر الناس بالظلم بسبب ظاهرة العناد التي لديهم مع اننا عانينا كثيرا بسبب عناد النظام السابق ولابد أن نعمل ونسعي جميعا لمصلحة الوطن، ونتفق عليها إنما اذا كانت مصلحة جماعة أو هيئة أو فرقة أو حزب فملعون هذا الحزب أو تلك الهيئة أو الجماعة بل مصلحة مصر الأهم وشعبها، وعلي الجميع أن يتعاون في سبيل ذلك،وإذا كان الله ولاهم وحكمهم فسيعزلهم كما عزل من قبلهم وعليهم إدراك ذلك وإلا سنغرق جميعا ونهلك، وإذا ظلت المصالح الخاصة هي الشغل الشاغل بالتحكم وازدراء الآخرين والانتقام منهم فلن نصل الي شيء علي الإطلاق بل علي الجميع التكاتف والتعاون حتي تمر هذه المرحلة الصعبة علي الوطن.
هل من حق الحاكم أن يتحكم في الدستور؟
- أي دستور يكون لصالح الشعب بالكامل وليس لمن يحكمون وحدهم، أي أن يكون دستورا راعيا لكل من الرجل الفقير المهمش في أي نجع والرجل الذي يحكم ويجلس علي كرسي الحكم في مصر، فالدستور لهذا وذاك، وليس دستورا لفئة أو لجماعة أو مجموعة، لا لصناعة أمة وتصبح عظيمة وقوية ولا يكون دستورا لجماعة وصلت للسلطة فيجعلونها فرصة للتحكم والسيطرة علي الناس فهذا خطأ كبير لا ينبغي أن يكون دستورا ليعزل فلانا أو فلانة فيتم التشفي والانتقام بالدستور ولهذا ليس من حق الحكومات أن تعبث في مواثيق البلاد ودستورها لتغيير واقع المجتمع بحجة أنها تحكم باسم الأغلبية أو إرهاب الناس والعاملين في مؤسسات الدولة بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي فهذا لا يصح ولا يجوز من حاكم أو حكومة علي الإطلاق.
ماذا عن احترام القضاء في الإسلام؟
- ينبغي أن تكون الحكومة مراعية للدين والشرع والحق ولذلك اندهشت جدا عندما سمعت الرئيس محمد مرسي يقول ثلاث مرات إن أحكام القضاء واجبة الاحترام ويؤكد عليها مع أنهم لم يحترموا القضاء، وإذا كانوا احترموا القضاء كان باقي الشعب احترم القضاء وأحكامه وكانت هيبته فوق رؤوس الناس جميعا، ولكن المسئولون أفسدوا القضاء وقضوا عليه وهذا ليس من الدين ولا الشريعة في شيء لأن القضاء في الإسلام له قدسيته ومكانته.
مقاصد الفقه السياسي في الإسلام هل تختلف عن مقاصد الشريعة؟
- لا طبعا لأن مقاصد الشريعة أو مقاصد الفقه طالما تتوخي مصالح الناس إذا لا يوجد اختلاف وتوجد قاعدة وهي أينما توجد المصلحة فثم شرع الله وهذا هو الدين والشريعة والغاية وما ينبغي أن يكون، وهذا هدف اقتصادي وسياسي واجتماعي، ولكن الأهم أن تكون لمصلحة الناس عامة وليس لفئة أو لطرف أو لجماعة لأنه لو سعي الفقيه السياسي الي ذلك سيوجد الاختلاف وحينها سيبتعد عن شرع الله.
الي أين يتجه الفقه السياسي الإسلامي الحاكم في مصر؟
- مصر الآن تمر بتيارات وأشكال وأوضاع غريبة عليها والناس غير مطمئنة ولا مستريحة علي المستقبل لأنها تري أنهم مقدمون علي خطوات لا ينبغي أن نسير فيها، فلا يصح أن تتحرك مجموعة ضد مجموعة أو يتم تنظيم ميليشيات تتعرض للناس وتؤذيهم وتسحلهم وتعريهم كما حدث مع حمادة صابر المواطن المسحول الذي شاهدته دول العالم وهذه الواقعة هي سبة وعار في جبين مصر وأساءت لنا جميعا ثم صاحبها عملية تلفيق وكذب تبعت هذه الواقعة بأن الثوار هم الذين سحلوه ثم تراجعوا في هذا الكلام بعد ثبوت التصوير وعرضه علي شاشات التليفزيون ثم عملية قتل محمد الجندي والادعاء بأن سيارة دهسته وإذا تم تطبيق القانون علي الجميع بدءا من رئيس الجمهورية الي أصغر مرؤوس في الدولة ستهنأ الناس وتسير الأمور الي الأمام والتقدم.
متي تتوقف ظاهرة العنف؟
- القلق والاضطراب الأمني الذي تعاني منه البلاد سببه عدم تطبيق القانون والتمييز في تطبيقه بين هذا وذاك.. من يتبع من؟ ومن ضد من؟ وتعيين قضاء خاص وأصبح يوجد خيار وفاقوس ووجدنا مواطنا له حصانة وغيره معدوم الحصانة ولهذا فالدنيا تخرب والمجتمع ينهار والبلد تشتعل والرسول صلي الله عليه وسلم حذر من التفرقة في تطبيق القانون قائلا: «وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها».
هل تم إخضاع الدين للسياسة؟
- من يفعل ذلك فهو مخطئ لأن الدين لا يخضع للسياسة لأنه أسمي وأعظم وأكبر من أن يخضع للسياسة لأنه تشريع إلهي ولا يحق أن يغير أو يبدل ولكن تخضع السياسة للدين لأن السياسة لا أخلاق فيها ولعبة قذرة، والدين إيمان ويقين وطهارة ونقاء وبراءة وإذا خالف الدين السياسة إذن فلابد من إخضاع السياسة للدين وليس العكس.
ماذا عن فتوي قتل أعضاء جبهة الإنقاذ وتطبيق حد الحرابة عليهم؟
- هذه ليست فتوي بل شيء شاذ وغريب نطق به من لا يعرف ومن لا يدرس ومن لا يفقه، لا يوجد في الدين كله ما يحض علي قتل الفرد أو التحريض علي القتل والله قال: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق»، لكن أن نقتل الناس بمنتهي البساطة لأنهم معارضون؟ فهذه بلطجة وإجرام وسفك للدماء والدم مصون ومقدس في الإسلام.
كيف تتعامل الدولة مع هذه الفتاوي؟
- قضية الفتاوي الشاذة المحرضة علي القتل ينبغي أن يحاكم من يطلقها بتهمة التحريض علي قتل الناس لأن حرمة دم البشر أشد عند الله من حرمة الكعبة، وسيدنا النبي صلي الله عليه وسلم قال: «الإنسان بنيان الله ملعون من هدم بنيان الله» ولا يمكن قتل الناس تحت دعوي نفاق الحاكم والدولة فهذه جريمة بشعة ومنكرة ويجب محاسبة من أفتي بهذه الفتوي، ويحاكم ويحول الي التحقيق في مجالس تأديب.
ما الفتوي الشرعية وشروطها ومن يقوم بها؟
- المفتي من يقوم بها وهو موقع عن الله سبحانه وتعالي فيما يقول لأنه يقول إن الله قد حرم هذا وأحل هذا وبالتالي لابد أن يكون دارسا وعالما وفقيها ويرعي ويخاف ويتقي الله سبحانه وتعالي ويكون علي بينة من الدين ويعرف الفقه دراية ودراسة وخبرة وعلم حتي يفتي الافتاء الصحيح ولهذا لا يجوز لأي شخص أن يفتي افتاء عاما بل يجوز له أن يرد علي سؤال وإذا كان الأمر يختص بالأمور العامة التي تتعلق بضرورات المجتمع فالإفتاء يكون للمجامع العلمية وليس للأفراد مثل مجمع البحوث العلمية الذي يتكون من أربعين عضوا وتناقش الأمور فيه مناقشة وافية ثم تصدر القرارات بعد ذلك، ولا يصح أن يظهر «علج» من «الاعلاج» في إحدي الفضائيات ويفتي بقتل هذا وذبح ذاك، فهذا عبث ومجون ونفاق، ولابد من وقفة جادة من الدولة ضد هؤلاء حتي لا يستشري القتل في مصر مثلما حدث في تونس وقتل «بلعيد» زعيم المعارضة نتيجة لفتوي شاذة.
هل يحرم الإسلام الخروج علي الحاكم؟
- قضية الحاكم من القضايا الشائكة جدا ومن القضايا المحاطة بكثير من الضمانات والأسوار التي تجرم وتحرم العدوان عليه طالما اختارته الأمة والطريق الشرعي الصحيح لتغييره هو طريقة الاختيار التي تم وصوله للسلطة بها سواء كانت انتخابا أو بيعة، وإذا رفضه الشعب يكون الخروج عليه بعدم التخريب والتدمير والفساد والسوء والشر والبذاءة إنما يكون خروجا فيه شيء من الحكمة وحسن التصرف حتي يخرج.
وإذا لم تتم الاستجابة؟
- يعود الشعب الي ما كان عليه في 2011 اجتمعت مصر كلها 18 يوما ولم تحدث واقعة سيئة لم يقص أحد غيره أو يستقطب فصيلا آخر لكن اليوم يتم التحرش والسحل والقتل والسباب والتخوين والإقصاء والاستقطاب بحجة الخروج علي الحاكم ولا تتجمع النوايا كما حدث في يناير 2011 ضد «مبارك» مقاومين للظلم والفساد ولكن اليوم أصبحنا فرقا وطوائف وميليشيات ولا نري صفا واحدا ولا ضميرا واحدا ولا توجها واحدا وإذا انقسمت الأمة ضاعت هيبتها ومكانتها.
وما الضوابط التي تحكم الحاكم في الإسلام؟
- توجد ضوابط كثيرة منها الدستور الذي يحدد واجبات الحاكم ولا يوجد صك علي بياض لأحد في الإسلام مهما كان لأن الحاكم بشر يخطئ ويصيب.
متي يخرج الشعب علي حاكمه؟
- يخرج الشعب علي من يحكمه حينما يخرج علي حدود الله سبحانه وتعالي وحينما يخرج علي مصالح الناس في المجتمع لأنهم اختاروه وبايعوه لتحقيق هذه المصالح.
ماذا عن استخدام المساجد للدعاية السياسية؟
- أري أن الإمام الذي يحترم علمه ودينه ونفسه لا ينبغي أن يخوض في السياسة وألا يجعل المسجد مكانا للدعاية السياسية وعليه أن يعرف أن المساجد لم تبن لهذا وإنما لعبادة الله سبحانه وتعالي ولقضاء مصالح المسلمين ولما ينفعهم بكل طوائفهم وفرقهم وهيئاتهم.
يقول بعضهم إن النبي صلي الله عليه وسلم كان يستخدم المسجد في السياسة؟
- نعم لأن المسجد كان فيه إدارة الدولة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان مقرا لرئاسة الدولة لأنه لم يكن يوجد وزارات ولا دواوين ولا برلمانات فكان المسجد مكانا للصلاة والنادي والمدرسة والجامعة والمحكمة والقيادة العامة لجيش المسلمين والجيوش كانت تنطلق من المسجد وتعود إليه ولكن الآن الأمور اختلفت بعد وجود مؤسسات لإدارة الدولة فالمسجد يكون لتوجيه الناس الي دين الله ومعرفته والي ما ينبغي وما لا ينبغي دينيا، والرسول صلي الله عليه وسلم عندما رأي فردا ينشد ضالته في المسجد فقال: لا راد الله عليك ضالتك، وآخر يعقد صفقة تجارية في المسجد فقال: لا ربحت تجارتك لأن المساجد لم تبن لذلك.
هل الإكراه وارد في إقامة العدل؟
- أولا: لا إكراه في الدين نهائيا ولكن اذا كان لتطبيق مصلحة الناس بالتصدي للمنحرفين فيتم الإكراه حتي يسيروا في الطريق الصحيح ولا يصح علي الحاكم إلا أن يكون توجهه لصالح الجميع ولخيرهم وإسعادهم ولا يكون لجماعة دون جماعة أو طائفة دون طائفة أو حزب دون حزب وبالتالي لا يصح أن يكره أحد حتي يقتنع بما تقتنع به جماعة ما أو حزب ما لأن هذا يعتبر خروجا علي ما ينبغي أن يكون عليه الحاكم.
ماذا عن ظاهرة الشعارات الدينية التي تظهر في الانتخابات؟
- هذا إقحام للدين في غير ما هو له، فالدين لا يستخدم فزاعة للبشر، مثل الشعارات التي تظهر خلال الانتخابات وأن من يقول «نعم» سيدخل الجنة ومن سيقول «لا» سيدخل النار، فهذا كلام لا أساس له ولا معرفة به وليس من الدين في شيء وهؤلاء يشوهون الدين وينحرفون به عن مساره، وطريقه، والمولي عز وجل لم يعط صكا لأحد في توزيع الناس علي الجنة والنار فهذا هراء وتخريف ولا يحدث من إنسان لديه ذرة من قيم ودين وإنسانية.
كيف يتم تقنين الشريعة بين المجتمع والسلطة؟
- الحاكم مسئول عن تطبيق الشريعة وإذا حاد عنها أو انحرف بها أو سلك سلوكا يخالفها وجب علي الناس إسقاطه لأن الشريعة هي الأساس وعليه أن يطبق الدين في المجتمع، وإذا لم يفعل سيكون انحرافا بالسلطة.. والشريعة لا تردد كهتاف ونشيد وشعار ولافتات فالتطبيق غير ذلك بأن يكون قولا وفعلا وقد قدم أبوبكر الصديق دستورا لكل حاكم مسلم عندما قال: أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني، الضعيف فيكم قوي حتي آخذ له حقه والقوي فيكم ضعيف حتي آخذ الحق منه،أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت فليس لي طاعة عليكم، وإذا طبق الحاكم هذا الدستور حقيقة فعلي الناس طاعة الحاكم لأنها من طاعة الله ورسوله طالما لم يحد عن أمر الله.وعمر بن الخطاب قال: والله لو عثرت دابة في العراق لسألني ربي لمّ لم أسوّ لها الطريق.
الدماء التي تراق والأرواح التي تزهق في الشارع المصري في رقبة من؟
- هذه الدماء وهذه الأرواح في رقبة الدولة الحاكمة بالكامل، لأن الدماء طاهرة ولها حرمة ولا ينبغي أن تترك الدولة البعض يسفك هذه الدماء وعليها أن تحقن الدماء سريعا لأنها جريمة من الجرائم التي ستفكك المجتمع وتثير الفتن والمشاكل التي يصعب حلها.
وما حدود الثوابت والمتغيرات بين الإلهي الملزم والاجتهاد البشري؟
- الرسول صلي الله عليه وسلم كان يجتهد في الأمر الذي لا يرد فيه الوحي مثل تلقيح النخل واختيار موقع النزول في غزوة بدر وأسري بدر مع أن الله عاتبه في بعض هذه الأمور التي اجتهد فيها.. وعندما لم ينتج النخل بسبب عدم تلقيحه سألوه العام الثاني فقال لهم: «أنتم أدري بشئون دينكم»، وأيضا أخذ الرسول صلي الله عليه وسلم برأي «الحباب بن المنذر» في اختيار موقع غزوة بدر وأسماه بعد ذلك «ذا الرأى» فإذا نزل وحي فالنبي ملتزم وطبقه كما هو وفي عدم وجود الوحي فالاجتهاد واجب وعلي الناس جميعا أن يجتهدوا لصالح العامة ولصالح المجتمع.
إذن ما دور المؤسسة الدينية في الإسلام؟
- المؤسسة الدينية في الإسلام عليها أن تعلم الناس ما هو الحلال والحرام وما يجوز ولا ما لا يجوز وأن تطبق شرع الله ودينه في المجتمع وأن تخرج علماء دين ينصحون ويوجهون ويعلمون الناس أمور دينهم، وهذه وظيفة المؤسسة الدينية وينطبق عليها قول الله: «ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرن بالمعروف وينهون عن المنكر».
هذه تنطبق علي جماعات الأمر بالمعروف التي يريد البعض إطلاقها في الشارع المصري؟
- بالطبع لا.. لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعني وجود ناس في الشارع تضرب الناس وتزعجهم أو تقتلهم كما قتلوا الشاب في محافظة السويس!! إنما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكون من خلال الدولة والمجتمع والحاكم ومن خلال مؤسسات الدولة والقضاء والنيابة والشرطة، وهذه هي المؤسسات التي يخول لها الأمر بالمعروف في المجتمع، ولا يقوم أفراد من تلقاء أنفسهم ليقولوا إنهم سيطبقون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه لا يوجد في الإسلام أوصياء علي الناس في المجتمع.
وماذا عن رجل الدين في الإسلام؟
- الإسلام لا يعرف رجل الدين بل يعرف عالم الدين وعلماء الدين هم الذين يأخذون بيد الناس الي الله سبحانه وتعالي وإلي الدين الصحيح الذي لا عوج فيه ولا انحراف ولا خروج ولا يوجد في الإسلام رجل دين له قداسة.
وثيقة الأزهر التي تنبذ العنف لماذا لم تلتفت اليها الدولة؟
- دون مجاملة للأزهر أري أن وثائق الأزهر التي أصدرها بالكامل كانت قمة فيما صدرت فيه من إصابة الحقيقة والوصول اليها بمنتهي الوضوح والصراحة ولكن الدولة معرضة أو مشغولة عن هذه الوثائق، ومن الضروري الالتفات والاهتمام لما يصدر عن الأزهر، لأن الشعب يحترم ويقدس الأزهر ودوره ويؤمن ويصدق علي ما يصدر من الأزهر في شئون كثيرة علي الدولة أن تعترف بوثائق الأزهر وتعتمدها وحينها سيطبق الناس جميعا ما صدر عن هذه الوثائق سينجو المجتمع من الفتن التي طلت برأسها وظللنا محلك سر منذ عامين ولا نعرف أن نخطو خطوة للأمام.
عدم الاهتمام بهذه المبادرات يؤكد عدم اهتمام الدولة بمؤسسة الأزهر؟
- الأزهر هو الأزهر سواء رضي الناس أو كرهوا لأنه قيمة وقامة في العالم كله فهو منارة للإسلام لأكثر من 1050 سنة حتي مع غير المسلمين، لكن الناس اليوم مشغولون والدنيا غلبت عليهم جميعا والكل يريد أن يحصل علي جزء من الدنيا التي أتت عليهم فجأة ولهذا فهم انشغلوا عن الدين بالدنيا وعن الأزهر وعن شئونه.
كيف تري اعتراض بعض التيارات الدينية علي زيارة أحمد نجاد رئيس إيران الي القاهرة؟
- أحمدي نجاد رئيس دولة مسلمة وجاء الي مصر لحضور مؤتمر إسلامي بدعوي من الرئيس محمد مرسي فهو ضيف علي مصر وجاء ليعرض خدماته علينا فما المانع في تعاونه مع إيران فلا يصح أن يخرج أحد ويدفعه بالحذاء فهذا عيب كبير ولا داعي للسير وراء الغوغاء لهدم المجتمع، ومصر لا يصلح فيها التشيع لأننا نحب آل البيت أكثر من الشيعة ولهذا لن يؤثر فينا أحد أو يزايد علينا في العشق والولع بآل البيت.
لكن حجتهم أن الشيعة يسبون بعض الصحابة؟
- د. أحمد الطيب شيخ الأزهر قال ل«نجاد» ما ينبغي أن يقال في هذا الأمر بكلمات في منتهي الصراحة ولهذا ينبغي أن يصمت الإعلام ولا يتكلمون ثم أن الإعداء من أمريكا وإسرائيل يأتون الي مصر ولا نري هذه الضوضاء حول زيارتهم!! والرسول صلي الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وإذا كان الشيعة يسبون الصحابة فهم فسقة وليسوا كفرة.
ماذا عن دعوة د. عصام العريان لعودة اليهود المصريين؟
- ربما رأي د. العريان رؤيا منامية فأراد أن ينشرها علي الناس ليعرفوها لأن الدنيا صعبة والجو متقلب، فجاء الحلم علي شكل كابوسا مزعجا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.