سادت حالة من الهدوء الحذر العاصمة صنعاء، بينما خيم التوتر على الشارع السياسي في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، وباقى مدن الجنوب، وقال مصدر عسكري يمني، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح له اليوم أن تشكيلات عسكرية من قوات الأمن والجيش قامت بإطلاق النار من الأسلحة المتوسطة والخفيفة باتجاه المنازل، وبصورة عشوائية في محاولة لفتح الطريق الرئيسي بالمدينة والممتد من جولة كالتكس جنوبا وحتى جولة الغزل والنسيج شمالا. يذكر أن محتجين شباب من أبناء المدينة يقومون بقطع الطريق الرئيسية بصورة دورية أسبوعية، وغالبا ما تتدخل قوات الأمن والجيش وتطلق النار بصورة عشوائية مخلفة قتلى وجرحى بين سكان المدينة، ويأتي ذلك بالتزامن مع استئناف فاعليات الجلسة الثالثة العامة لمؤتمر الحوار الشامل بصنعاء اليوم برئاسة عبد الوهاب الأنسي، وسط مطالبات وضغوط متزايدة من جانب شباب اليمن ممن بات يعرفوا باسم "الثورة الشعبية السليمة" وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني بضرورة حسم مشكلة الجيش اليمني في أسرع وقت ممكن بما يضمن نجاح مخرجات الحوار الوطني الشامل. وقال مصدر بمكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بصدد إصدار قرارات جمهورية خلال الساعات القليلة القادمة بتعيينات جديدة ومهمة، استكمالا لمراحل إعادة هيكلة الجيش اليمني، وتشمل تعيين قادة للمناطق السبع المشمولة في قرارات الهيكلة التي أصدرها قبل أشهر في محاولة لتوحيد الجيش اليمني في إطار واحد لوضع حد للانقسام الحاصل في صفوفه. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مصدر دبلوماسى بالعاصمة صنعاء فشل محادثات المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، مع ممثلي جماعة الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني لمدة ساعتين ونصف، لبحث قضية صعدة وشئون يمنية آخرى، حيث وصلت المحادثات إلى طريق مسدود رغم إنه استمع خلال اللقاء لآراء ومقترحات ممثلي الحوثي، خصوصا فيما يتعلق بقضية صعدة، ثاني أبرز قضايا المؤتمر، والتي تهدف إلى معالجة التوتر في محافظة صعدة الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ 2004، والتي شهدت منذ ذلك التاريخ ستة حروب بين مقاتلي الجماعة المذهبية والقوات الحكومية، أوقعت آلاف القتلى والجرحى، وتسببت بنزوح عشرات آلاف السكان المحليين.