قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، إن البرلمان الأوروبي كان أسرع في التعامل مع مع أزمات البلاد الحالية، فواشنطن قدمت تسهيلات من أجل وصول هذا النظام للحكم و«تصبر عليه» لأنه الحل الأمثل لأزمات المنطقة. وأضاف هيكل، في لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر من أين؟ مصر إلى أين؟"، تعليقا على قرار البرلمان الأوروبى بتعليق إرسال المساعدات لمصر على خلفية أزمات المرأة والحريات، أن أوروبا اتخذت هذا القرار بسبب «خيبة أملهم» فى الإخوان، وليس هم فقط بل أنا أيضاً فمثلاً اعتقدت أن الإخوان سينجحون بامتياز فى مسألة عودة الأمن لعبور الأزمة الاقتصادية ولكن الأمر تفاقم. * تحديداً فيما يتعلق بقضايا انتهاكات حقوق المرأة؟ - بالتأكيد قضايا المرأة حيوية، بالإضافة لحقوق جميع الطوائف والأديان الأخرى، فأزمة مصر الحالية هى الشعور ب«ضياع الأمان»، فالشعب المصرى لم يضَع فى حسبانه يوماً ما «الخوف والقلق»، وأتذكر أن السيدة «هيملتون» زوجة رئيس مجموعة إدارة جريدة «التايمز» البريطانية كانت تتنزه فى مصر بمفردها وكانت دائماً تقول لى «أستغرب من ذلك الشعور بالأمان»، فأوروبا ترى أن مصر فقدت روح الحضارة والإنسانية. * حتى وسط ضغوط وزير الخارجية الأمريكى على الدول الأوروبية؟ - ليعلم الجميع أن أمريكا لا تستطيع الضغط حالياً على دول أوروبا، فالشخصية الأقوى فى أوروبا هى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وزمن ضغوط الرئيس الأمريكى «إيزنهاور» انتهى. * الشأن الداخلى ملتهب، فاليوم تخرج تظاهرات باتجاه مكتب إرشاد الإخوان للتنديد بوقائع الاعتداء على المتظاهرين والصحفيين الأسبوع الماضى، هل ترى أن قيادات الإخوان تسأل أنفسها كيف وصلنا بهذه السرعة للغضب الشعبى؟ - هناك تخوفات من الإخوان، ولكننى شخصياً خائف على الإخوان، فالظروف دفعت بهم للسلطة من حيث لا يعلمون، وأنا أظن أنهم لم يتوقعوا وصولهم للسلطة بهذه السرعة، أخشى على «الجماعة» فى هذه الأوقات لأن حاضر مصر بين أيديهم، أخاف من تصرفاتهم انطلاقاً من الخوف على البلاد، فسياسات تيار الإسلام السياسى التى درستها تؤكد أن اختلاط الدين بالسياسة «مسألة لا بد أن تؤخذ بحذر»، فمثلاً وضع الآيات القرآنية والمصطلحات الإلهية فى الدستور خطأ، فالدستور هو عمل إنسانى لا يصح أن نقحم فيها دين الله المنزه عن الأخطاء.