اتصلت به مهنئاً، فهو صديق عزيز يسعدنى أنه فاز بمنصب النقيب فى إحدى أهم النقابات المهنية المصرية وهى نقابة الصحفيين. ولقد خاض د. ضياء رشوان هذه المعركة التنافسية من قبل أمام الأستاذ مكرم محمد أحمد أحد الشيوخ الكبار فى الصحافة المصرية، ووصل باقتدار إلى جولة الإعادة حيث لم يحصل أحد من المرشحين وقتها على نسبة 50% من الأصوات الصحيحة وانتهت المعركة الانتخابية آنذاك بفوز الأستاذ مكرم بمنصب النقيب، لكن د. ضياء رشوان خاض معركة قوية أضافت لرصيده المهنى حباً واضحاً لدى قطاع من الصحفيين معظمهم من الشباب. وفاز مع د. ضياء رشوان ستة من الصحفيين فى التجديد النصفى لانتخابات مجلس النقابة. ويمكن للمتأمل فى هذا التنافس الانتخابى أن يرصد عدة ملاحظات منها: 1- فوز الدكتور ضياء رشوان بعدد من الأصوات بلغ 1280 صوتاً من إجمالى الأصوات الصحيحة التى بلغت 2339 صوتاً بنسبة تصل إلى 54٫7%. وإذا كان نحو ثلث الصحفيين المقيدين بالنقابة قد أدلوا بأصواتهم فمعنى ذلك أن الدكتور ضياء رشوان أيده حوالى 19% فقط من أبناء مهنة صاحبة الجلالة. ومن الطريف أن الإعلامى أ. عمرو أديب -زميل د. ضياء رشوان فى تقديم برنامج «القاهرة اليوم» على قناة أوربت- ركز كثيراً على أن د. محمد مرسى رئيس الجمهورية قد فاز بنسبة 51٫7%، غير أن نسبة المصوتين فى انتخابات الرئاسة بلغت أكثر من 50%، وبنفس المنطق يكون د. محمد مرسى حاز ثقة نحو 26% ممن لهم حق التصويت، وهى نسبة تزيد كثيراً عن ال19% التى حصدها د. رشوان، هذا بالرغم من الفرق الشاسع بين المعركتين الانتخابيتين. فهل يتوقف أ. عمرو أديب عن همزه ولمزه للنسبة التى فاز بها رئيس الجمهورية، أم أنه سيوجه نفس الهمز واللمز إلى صديقه د. رشوان قائلاً له بأسلوبه المعروف: «ده انت يا دوب أيدك 19% من الصحفيين ولم يؤيدك 81% منهم». 2- بعد إعلان نتيجة التجديد النصفى لأعضاء مجلس نقابة الصحفيين تعالت أصوات الحاضرين وقتها (يعدون بالعشرات إذ إن النتيجة أُعلنت فى حوالى الساعة الواحدة صباحاً) ببعض الهتافات العدائية والاستقطابية ضد جماعة الإخوان المسلمين ومرشدهم وكذلك ضد السيد رئيس الجمهورية. ورغم تسليمنا التام بالممارسة الديمقراطية التى أفرزت تلك النتيجة، لكن المنطق ينادى برفض حالة الاستقطاب التى تمسك بأطراف المجتمع، وكان حرياً بالطليعة الإعلامية من الصحفيين أن توقف هذا الاستقطاب لا أن تؤججه، خاصة أن أحداً من المنتمين إلى التيار الإسلامى لم يتقدم أصلاً بالترشح، وبالتالى فالذين فازوا -ولهم منى كل التهنئة- لم يواجهوا منافسين من التيار الإسلامى كله، فقد آثر رمز كبير من رموزهم وهو الأستاذ محمد عبدالقدوس أن يفسح المكان لغيره، وكان من قبل يفوز بأعلى الأصوات مرات متعددة وشغل منصب وكيل النقابة من قبل. 3- ركز د. رشوان على أن أحد الملفات التى سيوليها اهتماماً خاصاً هو ملف التشريعات الخاصة بالصحافة وذلك لحماية المهنة وأبنائها. وسوف يكون ذلك بالطبع من خلال مجلس النواب القادم، وقد أوضحت له أننا يجب أن نعمل جميعاً للوصول إلى هذا الهدف.