عيد الأم هذا العام سيكون مختلفاً تماماً عن سابقيه، والهدايا كذلك، ففى الوقت الذى تشهد فيه الأسواق ركوداً اقتصادياً حاداً وقدرة شرائية تتراجع يوماً بعد يوم، فضلاً عن أزمات نقص الوقود والبوتاجاز، ستصبح هدايا «ست الحبايب» عبارة عن «أنبوبة بوتاجاز» و«جركن بلاستيك» من الحجم العائلى. ولأن تلك الهدايا الجديدة من نوعها هى الأكثر ملاءمة للأوضاع الاقتصادية الراهنة، فقد توقع التجار نشاطاً فى مبيعاتها الفترة المقبلة وهذه الأيام تحديداً. وأكد أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية للقاهرة، وجود انتعاش كبير فى مبيعات أنابيب البوتاجاز ومنتجات البلاستيك، بنسبة كبيرة تجاوزت ال60%، فى مقابل تراجع فى شراء الأدوات المنزلية التى انخفضت نسبه مبيعاتها بشكل كبير نسبته 60% أيضاً، وأرجع ذلك إلى ارتفاع أسعارها بنسبة كبيرة تجاوزت ال40%، بسبب ارتفاع التكلفة الناتجة عن ارتفاع أسعار المواد الخام، لافتاً إلى غزو المنتجات والسلع التركية فى السوق المصرى من أدوات وأجهزة منزلية بشكل يفوق المحلى، وبأسعار منافسة، فالأتراك يجدون فى مصر فرصة لزيادة وجودهم على الساحة العربية، والقارة الأفريقية، مع توقيع مصر على العديد من الاتفاقيات التجارية مع دول منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، كاتفاقية أغادير، واتفاقية الكوميسا، وغيرها من الاتفاقيات. ويقول شريف يحيى، رئيس شعبة الأحذية بالغرفة التجارية بالقاهرة: «إن نسبة البيع فى شراء الأحذية لم تتعدّ ال10%، فالوضع فى تراجع، والمواطن يعانى ضائقة مالية تمنعه حتى من شراء أية هدية مهما كانت المناسبة عظيمة وفقد السوق حيويته لانعدام الحركة التجارية، لافتاً إلى أن العام السابق كان أفضل من الحالى مشيراً إلى «أن الوضع السائد فى البلاد ترك تأثيراته وانعكس سلباً على حركة الشّراء»، وخاصة المناطق الساخنة. ولم يختلف الأمر كثيراً فى محال الملابس ومحال اللانجيرى والعباءات، بحسب يحيى زنانيرى نائب الشعبة العامة للملابس بالغرف التجارية، حيث تلجأ إليها بعض السيدات للشراء، غير أن ارتفاع الأسعار دفعهن إلى التراجع عن الفكرة، فانخفضت المبيعات إلى70%، موضحاً أن البضاعة الجيدة مرتفعة الثمن ولا أحد يرغب فى شراء هدية للأم بسعر زهيد»، لافتاً إلى أن الوضع الاقتصادى والحالة النفسية للمواطنين وحكم الإخوان أدت إلى تشاؤم بعدم تحسن الأوضاع الاقتصادية لتتحرك الأسواق». ومن جهته، أكد صلاح عبدالهادى، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية للقاهرة، أن عيد الأم هذا العام يتسم بطابع خاص بسبب الارتفاع الجنونى لأسعار الذهب، وتخطى الجرام ال300 جنيه، وهو ما أدى إلى تراجع فى حركة الشراء أو البيع، حيث انخفضت واردات محال الذهب إلى أكثر من 60%، وقال إن أغلب المحال لايوجد لديها سوى 10 كيلو ذهب وتعتمد على المشغولات قليلة الجرامات فى البيع، نتيجة تراجع الطلب، لافتاً إلى لجوء محال كثيرة إلى التعامل بيعاً وشراءً مع الذهب الكسر قليل المصنعية والأكثر بيعاً.