أعتقد أنه جاء الوقت الذى نجلس فيه ونقص ونروى كيف كانت الحكاية وكيف صارت هى البداية.. ببساطة فى خضم الأحداث التى تموج بها الأيام فى مصر الآن عليك أيها الصامت أن تفكر بصدق لم ما زال جيلنا ثابتا فى مكانه ولم ما زال يثور ويعترض ويجول بالميدان؟ ببساطة قبل حدوث الثورة كانت أيامنا كلها إجازة كبيرة كل شىء فى إجازة، مصر كلها كانت فى إجازة منذ آلاف السنين.. لقد كانت أحلامنا فى إجازة، قلوبنا فى إجازة فكرنا فى إجازة.. ببساطة أرادونا مسوخا للقهر، تعمدوا الفقر والجهل والتدمير المستمر والممنهج فى التعليم وتدمير الأزهر، مصدر ثورات مصر فى العصر الحديث، وإفساح لكل الأفكار المنقوصة عن جوهرها لتدمير فكرنا وإفساح المجال لتجار الدين وتجار الفكر ليعبثوا بعقول الناس وكل ذلك ليبقوا فى الحكم.. أكثر ما أذكره أننى كنت أتابع نظرات المصريين فى شوارعنا، كانت مليئة بالقهر، يبدو أن القهر سيطر على المصريين فصاروا يولدون به، كنت أنظر لأحلامى وأقول إلى متى ستظل فوق ذاك الرف فى القلب الذى فى إجازة إجبارية؟.. . إلى متى سنظل ذاك.. ؟؟ وكانت الإجابة فكل شىء كان يمهد للثورة دون أن ندرى، كنا جيلا ينتظر الأمل الذى صنعته فى قلوبنا ثورة تونس فانتفض جيل يريد أن يصنع تاريخاً جديداً لمصر بعيداً عن رواسب القهر والذل التى ترسخت فى المصريين جيلا بعد جيل، جاءت ثورتنا لأن أهم شىء كنا نحتاجه هو الحلم الذى لم يبق لنا غيره، الكل يحلم بمصر دولة الإنسان دولة الحرية والديمقراطية دولة قوية تسود ولا تقاد.. لتعود مصر التى كانت فى الزمان الأول.. إنه الحلم كل الحكاية، فالثورة خلقته وسيبدو لك هذا حينما ترى جيلاً تعمدوا تدميره وتهميشه ليكرهها وليفضل الموت غريقا عن الحياة بها فجأة يضحى بحياته من أجلها.. قف قليلاً وفكر لم نفعل ذاك؟ لم يفضل جيلنا الموت ولم لم يعد يخاف طلقات النار؟ ببساطة ستعرف حين ترى تلك النظرة فى عيوننا حين نتكلم عن الثورة إنه الحلم، كل أحلامنا الشخصية لم تعد تهمنا، الأهم حلمنا الذى خلقته لنا ثورتنا.. ومهما كانت تقلبات الأيام ومهما كانت تلك العقبات التى حدثت لنا على مدار عام ونصف إننا باقون ولن نهدأ ونعود إلى أحلامنا الشخصية، إننا ثابتون بأماكننا، ببساطة لن نعطى لذاك الحلم إجازة، ما أريده منك أن تفكر وتبحث عن ذاك الحلم بداخلك من المؤكد أنه بداخلك ولكن ما فعله تجارالفكر الرخيص أظلم ذاك المكان الذى به الحلم.. فنحن ليس كما يقولون احترفنا فن الثورة أو إننا ممولون من كل بلاد الدنيا، بل إننا نثور من أجل أن يصبح ذاك الحلم حقيقة وتضىء شمس دولة الإنسان أرض مصر.. . وأعترف لك قد يكونون نجحوا فى تفتيتنا قليلاً ولكن أنا أثق أن حلمنا سيوحدنا ثانياً مهما كانت الاختلافات ومهما مر من الزمن.. ببساطة الثورة خلقت حلما والحلم بقلوبنا لايموت وأن موتنا..