اعتبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن توازن القوى في سوريا سيميل غالباً لجهة المعارضين، في تقرير نشر الخميس، محذراً من أن امتداد الحرب الأهلية قد ينسف استقرار المنطقة برمتها. ويشير التقرير السنوي حول توازن القوى المسلحة في العالم إلى أهمية الصين المتزايدة ومواصلة زيادة الميزانيات العسكرية الأسيوية فيما تخضع ميزانيات الغرب للتقشف. واعتبر المعهد أن الرياح تتجه عكس مصالح الرئيس السوري بشار الأسد في النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 70 ألف شخص ولجوء الملايين منذ عامين، مضيفاً أنه من "غير المحتمل" أن يحدث تدخل عسكري أجنبي. وأكد التقرير أنه من المحتمل أن يميل توازن القوى تدريجياً إلى جهة المعارضين نظراً لتحسن قدراتهم والدعم الذي يتلقونه من الخارج، وتسعى باريس ولندن إلى رفع الحظر الأوروبي على تسليح المعارضة. وتابع التقرير أنه باستثناء استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضين، مع احتمال أن يدفع ذلك باتجاه التدخل الخارجي، من الصعب رؤية كيف يمكن للأسد أن يقلب هذا التوجه. لكن المعهد حذر من أن قوات النظام "ما زالت قادرة" على هزيمة المعارضين إذا تخلوا عن تكتيك "حرب العصابات" وحاولوا السيطرة على مناطق مدنية. ويحذر التقرير من غياب الإدارة السياسية والعسكرية القوية لدى المعارضة، وهو ما يشكل تهديداً متزايداً باندلاع معارك داخلية بين الفصائل المعارضة للنظام. واعتبر المعهد أن هذا قد يغرق البلاد في حرب أهلية تكون فيها الحكومة الفصيل الأهم وهو ما يضاعف مخاطر زعزعة استقرار المنطقة كلها. كما قارن التقرير النزاع السوري مع الوضع في أفغانستان وأن النقطة المشتركة بينهما هي "معارك بين متمردين وقوات حكومية" مع ضلوع قوات خارجية. لكنه اعتبر أن العمليات العسكرية في أفغانستان تحاول الحد من عدد الضحايا بأكبر قدر ممكن فيما تستخدم الحكومة السورية العنف كغرض بحد ذاته وأداة قمع وردع. وأضاف أن الحلف الأطلسي والحكومة الأفغانية في سباق مع الزمن لتحسين الوضع الأمني وتطوير قدرة الدولة الأفغانية قبل نقل المسؤوليات في العام المقبل، وعلى القوات الأفغانية أن تبلغ أقصى درجات قدراتها في أواخر 2014 لكن الوضع في البلاد قد يبقى متفاوتاً لاحقا مع أماكن يبقى فيها المتمردون ناشطين. وأكد التقرير تجاوز النفقات الأسيوية الإجمالية في القطاع العسكري للمرة الأولى في 2012 نفقات أعضاء الحلف الأطلسي الأوروبيين. وأشار المعهد إلى الأهمية العسكرية المتزايدة للصين، التي استلمت في سبتمبر أول حاملة طائرات تمركزت عليها لاحقاً طائرات شنيانج ج-15 المطاردة. كما أدى تقليص الميزانيات في دول غربية عديدة إلى التركيز على تقليص عدد القوات لكن مع زيادة قدراتها، بعد عشر سنوات من الحرب على أفغانستان والعراق.