"بنت البهوات المحروسة .. فاكرينها ملاك طلعت سوسة" .. مطلع إحدى أغنيات مسرحية "بيتا"، وهي الفتاة التي تتجسس على أهل قريتها وتكشف أسرارهم، فيقاطعها أهل القرية حينما يكتشفون فعلتها، لكن بيتا تحاول إصلاح غلطتها بتنظيف القرية من القمامة. بيتا هي إحدى أعمال "مسرح البرجولا للعرائس"، والتي كانت أحد عروضها اليوم في بيت السناري بمنطقة السيدة زينب. رانيا رفعت مؤسسة الفرقة، كانت تعشق مسرح العرائس منذ صغرها، وبرغم عملها كمحامية، فإنها استطاعت أن تؤسس فرقة مسرح العرائس التي كانت تحلم بها "سميتها البرجولا عشان فرقتنا بتعمل مسرحيات من كل شكل ولون، سياسي واجتماعي وألوان تانية كتير"، رانيا هي كاتبة العمل، بدأت كتابتها لمسرح البرجولا ب"فتح عينك تأكل ملبن" والتي كتبتها في ميدان التحرير "كنت في وسط الثوار في الميدان لما كتبت فتح عينك تاكل ملبن، والناس هناك كانت بتساعدني أكتب، اللي يكتبلي الأغاني واللي شارك معايا وعلمته إزاي يحرك ويشتغل مع العرائس". عرض اليوم ليس الأول لبيتا، وليس الأول للبرجولا للعرائس، ففرقة البرجولا عرضت مسرحياتها في مدارس ومراكز ثقافية، لكنها أيضاً عرضت في الشارع "كنا بنختار مكان ينفع يتأمن ونبني عليه مسرح صغير ونعرض مسرحياتنا، وكان في ناس بتهاجمنا بالطوب أحياناً، خاصة في المسرحيات السياسية". البرجولا ليس مسرح للصغار فقط، فكما يحمل الامتاع للطفل، فهو أيضاً يحمل أحياناً رسائل مهمة للكبار "بحاول أوازن في اللي بكتبوا بين إني أمتع الطفل وأوصل رسائل معينة يفهمها الكبير، كمان باستغل شغلي في المحاماة أحياناً إني أعمل زي ورشة صغيرة عن مفاهيم قانونية معينة بشكل لذيذ". رانيا بدأت في مسرح العرائس من ساقية الصاوي، حين كان المهندس محمد عبد المنعم الصاوي يؤسس مسرح الساقية للعرائس "كنت الأول لوحدي في الفرقة والصاوي كان بيحلم يعمل حاجة، وبدأ ناس تنضم وكنت بعلمهم إزاي يشتغلوا ويعملوا عرائس ويحركوها، وبعد كده لما جه الوقت المناسب أسست مسرحي الخاص".