عندما تحدثنا فى بداية اليوم مع المشرفين على المركز حاولنا أن نوضح لهم هدفنا من الزيارة، والذى لخصناه فى أننا نبحث عن الجانب المضىء فى حياة مريض التوحد، وكيف أن النجاح مع حالة واحدة قد يعطى الأمل لمئات الحالات، التى يمكن أن تقرأ ما سنكتبه، لمعت عيون الجميع وابتسموا مؤكدين فى نفس واحد على أن ما نبحث عنه سنجده فى شخصية أسطورية أجمع الكل على أنه العبقرى «يوسف جينيس». توجهنا لمقابلة يوسف وعلمنا أن الفصل الموجود به الآن هو الفصل الخاص بوقت الاستراحة، وتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، دخلنا إلى الفصل، فإذا بخمسة من أبطال المركز، وبينهم كان هو هناك، وجه تبدو عليه ملامح الثقة ويتميز بكاريزما غريبة، تجعلك لا تحرك عينيك من عليه ولم أدر لماذا توقعت أنه يوسف وبالفعل صدق توقعى وتوقفنا هناك لتحية الأبطال والتعرف عليهم، وهنا قام يوسف بعد أن أنهى طعامه ليلقى ببقايا الطعام فى سلة المهملات ويضع طبقه الخاص فى مكانه وسط تشجيع المشرفين وبعدها بدأ سيل المهارات يتدفق من هذا العبقرى. توجه يوسف بعد ذلك إلى فصل الأنشطة الفنية وبسؤال المشرفة الفنية عن مهارات يوسف لم تكن تعرف ماذا تقدم لنا من أعمال وإنتاج يوسف من كثرة هذه الأعمال سواء كان شغل النحاس المذهل الذى يحتاج إلى مهارة ودقة فوق الوصف ويبدو أنها ظنت أننا لا نصدق أنها من إنتاج يوسف ولم تتركنا إلا بعد أن ناولتنا عملا آخر لم يستكمل وطلبت منه أن يستكمله أمامنا، هذا بجانب أعمال تجميع الخرز العبقرى والذى أنتج منه يوسف روائع لا تتمنى البنات أن تتزين بأفضل منه، ثم قدمت إلينا المشرفة بعض لوحاته الفنية المرسومة بالزيت والتى بهرتنا كأجمل ما يمكن أن تراه عيناك من أعمال فنية على هذا النحو. وبعد أن تركنا يوسف لفترة تحركنا فيها إلى مكان آخر وأثناء انتقالنا إلى مكان آخر تصادف مرورنا على منطقة الحديقة فوجئت وزميلى المصور بمشهد لم نكن نتوقعه رغم كل ما رأيناه من إبداع فى هذا المركز المدهش، حيث فوجئنا بالعبقرى يوسف يرتدى قفازات خاصة فى يديه ويجلس فى وضع متعب جدا وهو فى منتهى السعادة ليعمل بمنتهى الجدية فى الحديقة لنشاهده وهو يقلم النباتات التى يشارك فى زراعتها بيده ويقص أطرافها المتضررة فى منتهى الدقة. أما على المستوى العلمى فيكفى أن تعرف أن العبقرى يتحدث الإنجليزية كواحد من أهل بلادها ولا يقدم على أى خطوة وهو يعرف أنك ستقول له إن هذا «رونج» أى خطأ لأنه لا يبحث فى كل تصرفاته إلا على كلمة «رايت» أى صح. أما على المستوى الرياضى للعبقرى يوسف فحدث ولا حرج، فهو يمتلك جسدا رياضيا يؤكد أنه ممارس متميز للرياضة ولم نندهش كثيرا حينما تحدث إلينا الكابتن محمد عبدالفتاح المسئول الرياضى بالمركز حينما تحدث عن قدرات يوسف الخاصة جدا فى المجال الرياضى ومدى سعادته أثناء ممارسة أى رياضة خاصة السباحة إلا أنه أذهلنا حينما أقسم لنا أن يوسف تعلم سباحة «البرست» فى ساعة واحدة فقط. أخبار متعلقة: «الوطن» تقضى يوماً فى مركز تحويل «محنة الأوتيزم» إلى «منحة» 5 ساعات من «الدهشة» مع المبدعين الصغار مصاب بالتوحد والإعاقة وبطل مصر فى السباحة.. «كريم» يا «عادل» الرياضة بالنسبة لهم.. «مفتاح» الحياة «النجم» عمر.. عزف الإبداع على «نول» المهارة مها هلالى: الطفل المريض يواجه «العجز».. والمجتمع يصيبه ب«الإعاقة»