حذر مصحوب بالتوتر سيطر على ميدان التحرير، فور النطق بالحكم، زاده توتراً وتعقيداً، تباين وجهات النظر بين المعتصمين، الذين احتشدوا أمام المقاهى المطلة على الميدان لمتابعة فعاليات حكم المجزرة، وسط تساؤلات عن مصير ضباط الشرطة المتهمين فى القضية، سرعان ما تلاشت هذه الحالة بعد سماع أحكام سجن بعضهم، فيما انتقل الجميع لترقب آخر لردود فعل الألتراس المحتشدين أمام مقر النادى الأهلى، قريباً من الميدان. وما هى إلا دقائق حتى وقع ما انتظروه، وتدفق المئات من تلك الحشود إلى الميدان، الذى مروا به فى طريقهم إلى الجزيرة، فى الصباح، متشحين بتيشرتات سوداء تتوسطها عبارات «القصاص أو الانتقام» من ناحية كوبرى قصر النيل فى مجموعات، تقرع الطبول، وكلما تقدمت إلى الأمام، ارتفع الصوت ليبلغ ذروته باندماجها فى كتلة واحدة. يتلاشى الصوت ليعود تدريجياً فى جنبات الميدان بعد دورة للألتراس، فى طريقهم إلى شارع محمد محمود، مرددين هتافات مناهضة لوزارة الداخلية، ليعودوا من جديد إلى الميدان، مع استمرار قرع الطبول برتابة تثير التوتر فى أرجاء المكان، بينما يصطف أصحاب المحال والمقاهى أمام أبوابها، شاخصة أبصارهم تجاه المتظاهرين، ويدور سجال بين المعتصمين بالميدان وبعض أعضاء الألتراس، بسبب إصرار المعتصمين على أن الحكم جاء هزيلاً ضد قيادات الشرطة، مطالبين بتغليظ العقوبات أسوة بباقى المتهمين، ومطالبة الألتراس بالتصعيد ضد الداخلية، ما رفضه بعض أعضاء الألتراس، الذين غادروا الميدان للانضمام لزملائهم فى الاشتباكات التى اندلعت فى محيط النادى الأهلى، ورفعت درجة سخونة وتوتر الميدان، لتخرج ثلاث مسيرات تضم كل منها المئات من المتظاهرين: الأولى توجهت إلى شارع طلعت حرب، والثانية إلى ميدان عبدالمنعم رياض، والأخيرة جابت شارع محمد محمود، فيما توجه مجموعة من الألتراس إلى محطة مترو السادات، لقطع خط مترو حلوان، وأشعلوا الشماريخ داخل المحطة، فى ظل غياب تام للأمن. فجأة حلقت طائرة تابعة لوزارة الداخلية فوق الميدان، باستمرار لمراقبة الموقف، واصطف جنود الأمن المركزى خلف جدران خرسانية أمام مبنى الوزارة، لصد أى محاولات لاقتحامها. أخبار متعلقة: مشاهد من 9 مارس منزل "مهاب" الأهلاوي..انهيار وصراخ ورفض حي "المعاشات" في بورسعيد: "نص بيضحك والتاني زعلان" شقيق الشهيد البورسعيدي "مهنا": "أخويا ضحية حب الإخوان للكرسي" الجزء الثاني من حفلة المجزرة حصرياً علي كل "القهاوي"