"بيض بلدي، جبنة قديمة، عسل أسود، فطير مشلتت، مفتقة".. مأكولات ريفية شهية يرغب فيها أهل المدينة ويشترونها لعدم قدرتهم على الخبز والعجن، لذا.. اختارت الحاجة تحية هذه المأكولات كعمل تكسب منه رزقها اليومي البسيط. نشأت في المنوفية، تزوجت وعمرها 18 سنة، ثم انتقلت للقاهرة، في البداية كان يعمل زوجها في ورش أحذية وكانت هي "متستتة" لكن خروجه على المعاش، هو ما دفعها لتولي المسؤولية معه في محاولة لسد احتياجات الأسرة اليومية، فمعاش زوجها 280 جنيها في الشهر "مايكفوش حاجة" على حد قول أم هشام. تتنقل أم هشام من مكان لآخر حتى تجتذب الكثير من الزبائن، بدأت في تجارة هذه المأكولات منذ عشر سنوات عند مجلس الشعب، ثم انتقلت لتبيع عند وزارة الزراعة، ويكون مكسبها آخر اليوم لا يتعدى عشرات الجنيهات، تقول أم هشام "إن كان الحال نايم ومفيش زباين بوزع الحاجة على عيالي وجوزي في البيت ومبشتريش أكل". بجلبابها الأسود الفلاحي والخمار الطويل الذي يغطي رأسها ونصف جسدها تفترش "أم هشام" رصيف وزارة الكهرباء بميدان العباسية، يأتي إليها الزبائن منهم من يعرفها ومنهم من يبتاع ما يشتهي من "مشلتت" و"قرص"، تخبزه بنفسها في منزلها "بالزبد الفلاحي والسمن البلدي" أما الجبنة القديمة والمفتقة تشتريها جاهزة، والأكثر بيعا فهو الفطير المشلتت. بوجهها المبتسم البشوش تروي أم هشام عن البيع والشراء قبل الثورة الذي كان أكثر انتعاشا، أما الآن فهي تتعرض لبعض المضايقات من المارة أحيانا إضافة إلى "حال البلد الواقف". تقول إنها في البداية انتخبت الفريق أحمد شفيق ثم الدكتور محمد مرسي في الإعادة، "ولادي قالولي لا يا أمي بلاش شفيق تاني ده مش حلو، دلوقتي هم اللي مش عايزين مرسي ولا الإخوان"، فقررت أم هشام مقاطعة انتخاب مجلس النواب القادمة لأنها لا ترى أي فائدة من تلك الانتخابات. تعرف أن التعليم شيء مهم وأساسي في حياة الفرد، لها 5 من الأبناء، يعملون جميعهم في وظائف بسيطة، رغبت في استكمال تعليمهم، لكن جميعهم اكتفوا بشهادة "الدبلوم" لاستكمال حياتهم العملية، "كلهم دلوقتي متجوزين مفيش غير واحدة بس اتطلقت وعايشة معايا في البيت". علامات الرضا ترتسم على ذلك الوجه المليء بخطوط الشيخوخة، تستنبط الابتسامة الصافية بين الأسنان البالية، تقبل يديها عدة مرات عند الحديث عن المال، وصعوبات الحياة اليومية، "الإيجار غالي بس بندفعه، الكهرباء غالية بس الحمد لله مستورة".. ليس لها طلبات، لا تريد شيئا من الرئيس أو حكومته "أنا مطلبش حاجة من حد، أنا أطلب من ربنا بس، والحمد لله هو مش مخليني عايزة حاجة". أخبار متعلقة: في اليوم العالمي للمرأة.. 5 وجوه من مصر رجل و8 فتيات في "ثورة البنات": نطالب بتجنيد النساء.. والرجال أيضا يتعرضون للتحرش بالفيديو| أم كريم "بائعة الخرشوف": نفسي أسدد ديوني.. ويبقى البلد فيها "أمان" و"فلوس" بالصور| قمر "ماسحة الأحذية": أعرف إن "يوم المرأة" بتطالب فيه "العاملات" بزيادة المرتب بالفيديو| نادية "المنتقبة": انتخبت شفيق ورفضت حكم الإسلاميين .. وأطالب برفع القهر عن النساء