أ.د. حسين غانم أستاذ الأمراض التناسلية بقصر العينى، جامعة القاهرة يسود اعتقاد خاطئ أن علاج الضغط المرتفع قد يؤدى إلى ضعف جنسى ولكن على العكس تماماً، فإهمال علاج الضغط المرتفع يؤدى إلى أضرار بالغة بالدورة الدموية وبالتالى ضعف القدرة على الانتصاب وتعتبر أدوية الضغط الحديثة آمنة إلى درجة كبيرة وكذلك بعد أكثر من عشر سنوات على ظهور عقاقير علاج الضعف الجنسى الحديثة التى وجد أنها آمنة مع مرضى الضغط الذين لا يستخدمون ماده النيترات، من المهم معرفة أن الضغط المرتفع يكون فى كثير من الأحوال بدون أية أعراض ولذلك يصفه البعض بالقاتل الصامت وقد يكون الضعف الجنسى أول أعراضه ويعتبر الضعف الجنسى إشارة إلى فحص المريض للتأكد من عدم وجود أمراض متلازمة مثل الضغط والسكر والقلب وارتفاع الكوليسترول والدهون ويعتبر التشخيص المبكر لهذه الأمراض أمراً هاماً لتفادى مضاعفاتها ووجد فى عدده أبحاث طبية أن الضغط المرتفع مصاحب لحوالى 50% من مرضى الضعف الجنسى. **لماذا يحدث الضعف الجنسى فى مرضى الضغط المرتفع؟ فى الأحوال الطبيعية مع الآثار الجنسية يتمدد جدار الأوعية الدموية بالقضيب ويتسع مما يسمح بتدفق الدم إلى الأنسجة الإسفنجية بكميات كبيرة وبالتالى يحدث الانتصاب، مع مرور الوقت يصاب جدار الأوعية الدموية بأضرار وتشققات صغيرة بسبب الضغط المرتفع مما يؤدى إلى تصلب الأوعية وضيقها أثناء الالتئام وتزداد سماكة جدار الأوعية الدموية كمحاولة من الجسم على مقاومة الضغط المرتفع، وقد يحدث هذا فى مختلف أنحاء الجسم وفى القضيب يؤدى ذلك التصلب والضيق إلى عدم وصول دم بالدرجة الكافية لحدوث انتصاب ذى صلابة كافية للمعاشرة الزوجية مما يؤدى للضعف الجنسى ويلاحظ ذلك فى أغلب الأحوال فى الرجال الذين يهملون علاج الضغط المرتفع أو المدخنين الذين تتضاعف لديهم مضاعفات الضغط، بالإضافة إلى هذا الضرر العضوى توجد أيضاً عوامل نفسية إذا شعر المريض حتى بانخفاض بسيط فى القدرة الجنسية قد يقع فى حلقة مفرغة من الخوف من الفشل الذى يضعفه وقد يؤدى للفشل مما قد يجعل المريض يتفادى العلاقة الزوجية خوفاً من الإحراج ولذلك يجب عدم الانتظار ومراجعة الطبيب مبكراً حيث توجد الآن عقاقير مثل الفياجرا التى تعتبر عالية الفاعلية وعلى درجة كبيرة من الأمان. **هل تؤثر أدوية الضغط المرتفع على القدرة الجنسية؟ فى الماضى، كان الكثير من أدوية الضغط تؤدى إلى ضعف الانتصاب عن طريق تأثيرها على الدورة الدموية بالقضيب أو على مستوى الهرمون الذكرى لكن فى السنوات الماضية لم تعد هذه مشكلة حيث ظهرت عقاقير جديدة لعلاج الضغط تعتبر آمنة وفعالة بدون أضرار بالدورة الدموية أو الهرمونات، وبالطبع إذا شعر المريض بضعف جنسى أثناء تعاطى أى علاج، فعليه مراجعة الطبيب وقد يحتاج إلى استبدال العلاج بنوع آخر وكما ذكرنا مسبقاً، فأضرار الضغط أكبر كثيراً من بعض الآثار الجانبية لعلاجه. **علاج الضعف الجنسى فى مرضى الضغط الخطوة الأولى فى العلاج هى تشخيص سبب الضعف والأمراض المصاحبة له، فليس من الحكمة مجرد معالجة الضعف الجنسى وإهمال الأمراض المصاحبة مثل السكر والضغط وارتفاع الكوليسترول التى قد تؤدى إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل أمراض القلب والجلطات، ولذلك يكون من المهم جدا ضبط السكر وعلاج ايه أمراض مزمنة أخرى، أما عن علاج الضعف الجنسى فتكون الخطوة الأولى والأسهل هى العلاج الدوائى وتمتاز عقاقير علاج الضعف الجنسى الحديثة بفاعليتها العالية ودرجة الأمن المثبتة مع استخدامها الآن لأكثر من خمسة عشر عاماً. **هل يتعارض علاج الضغط مع الأدوية الحديثة للضعف الجنسى مثل الفياجرا والسيالس والليفترا؟ فى أغلب الأحوال لا يتعارض علاج الضغط مع علاج الضعف الجنسى لكن يجب أن يكون العلاج تحت إشراف الطبيب ولا تستعمل أدوية الضعف الجنسى مع الأدوية التى تحتوى على نيترات. ينصح أيضاً بمناقشة الحالة الجنسية مع طبيبك المعالج بدون تحفظات أو خجل مع إطلاعه على الأدوية التى تأخذها وتأثير المشكلة على حالتك النفسية والضغوط الأخرى التى قد تتعرض لها. **كيف يحمى مريض الضغط نفسه من الضعف الجنسى؟ هناك عدة إجراءات وقائية يستطيع مريض الضغط أن يتخذها لحماية نفسه من مضاعفات الضغط والحفاظ على قدرته الجنسية ومن أهمها الامتناع عن التدخين حيث يزيد التدخين من فرص الضعف الجنسى بمقدار الضعف، وينصح أيضاً بالأكل الصحى ويعنى الإقلال من الدهنيات والسكريات وتفضل الخضراوات والأكل قليل الدسم، ومن المهم لمرضى الضغط الإقلال من الملح فى الأكل والإقلال من الوزن إن كان زائداً وممارسة الرياضة بانتظام حسب الحالة الصحية ومن الطبيعى أن ترتفع القدرة الجنسية والثقة بالنفس مع ارتفاع اللياقة البدنية. وأخيراً يجب عدم إهمال الصحة النفسية وتتضمن العلاقة الطيبة بين الزوجين واختيار الوقت الملائم الذى يتيح الفرصة للطرفين للاسترخاء والاستمتاع بالعلاقة الزوجية.