ما إن تقترب من منزل محمد رمضان، الشاب الذى قُتل فى السعودية، فى قرية سدمنت الجبل ببنى سويف حتى تسمع أصوات البكاء والعويل على السند الذى راح، والظهر الذى انكسر، الأم ترقد على سريرها لا تقوى على الحركة وتصرخ «عايزة حق ابنى»، والزوجة بجوارها تندب «حبيبى راح منى»، أسرة القتيل تطالب بالقصاص وتؤكد أن حق ابنهم فى رقبة الرئيس مرسى. اعتاد أبناء القرية السفر إلى السعودية، للبحث عن الرزق، وهرباً من الفقر، ويبدو أن القرية كُتب عليها الحزن، فلم يكد يمر أكثر من عام على وفاة 5 من شبابها فى حادث تصادم بالسعودية حتى استيقظ الأهالى فزعاً على نبأ مقتل محمد، وإصابة 2 من أقاربه بأعيرة نارية أطلقتها الشرطة السعودية، أثناء طردهم مع العشرات من أبناء الجنسيات الأخرى خارج سوق العلف فى منطقة وادى الدواسر، بدعوى أنهم لا يقيمون بشكل شرعى. أسرة القتيل تطالب بالقصاص وبتدخل الرئيس محمد مرسى لإعادة جثمان ابنهم ورفع دعوى قضائية لملاحقة قاتليه. سعدية عبدالناصر، والدة الفقيد، ترقد على سريرها فى شبه غيبوبة لا تقدر على الكلام، قالت ودموعها تبلل خديها «يد الغدر اغتالت أفضل أبنائى، عايزة حق ابنى، دم بدم وراجل براجل». ودخلت عبير سيد، زوجة القتيل فى نوبة متواصلة من البكاء، قبل أن تحكى عن زوجها الذى سافر منذ 5 سنوات من أجل تحسين أحوال الأسرة المالية، وقالت «لم أكن أتخيل أنه سيُقتل، ويترك طفلين عمر وهدير».. وقال عادل رمضان، شقيق المتوفى «الشرطة السعودية قتلته، وأصابت 2 من أقاربه بحجة الإقامة غير الشرعية رغم أنهم على كفالة سعوديين، ويسدد كل منهم 3 آلاف جنيه سنويا، وحق شقيقى فى رقبة الرئيس مرسى». وقال صلاح حسين المليجى، المحامى، إنه أرسل أكثر من 20 شكوى عبر الفاكس إلى جميع المسئولين، بداية من رئيس الجمهورية، للمطالبة بفتح تحقيق فى السعودية حول مقتل محمد.