سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. والدة محمد رمضان الذى لقى مصرعه على يد الشرطة السعودية: "عايزة حق ابنى ولا إحنا ولادنا مالهمش ثمن فى المملكة".. شقيقته بقرية سدمنت ببنى سويف: دم أخى فى رقبة الرئيس مرسى
"سدمنت الجبل" إحدى قرى مركز أهناسيا ببنى سويف، اعتاد أبناؤها السفر إلى السعودية هربا من ضيق الرزق، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 3 آلاف يعملون بالمملكة فى وظائف مختلفة أكثرها فى المزارع وأسواق العلف. ويبدو أن القرية اعتادت على سماع الأنباء الحزينة ومصرع أبناءها المسافرين فلم يمر أكثر من عام على وفاة 5 من شبابها فى حادث تصادم بالسعودية حتى استيقظ الأهالى على نبأ وفاة محمد رمضان محمد حافظ 32 عاماً حاصل على دبلوم، وإصابة اثنين من أقاربه بأعيرة نارية أطلقتها الشرطة السعودية على المصريين أثناء طردهم مع العشرات من الجنسيات الأخرى خارج سوق العلاف "بوادى الدواسر" بدعوى أنهم لا يقيمون بشكل شرعى، وعدم التزامهم بالمواعيد الرسمية للعمل بالسوق، وبعدما تم نقل الجثة والمصابين إلى مستشفى الدواسر تجمع أبناء عمومة وأصحاب الضحايا أمام المستشفى، فطاردتهم الشرطة بدعوى منعهم من التجمهر. كانت "اليوم السابع" فى القرية حيث طالب الأهالى بالقصاص وتدخل الرئيس مرسى والخارجية المصرية وسفيرنا بالسعودية، لإعادة جثمان ابنهم ورفع دعوى قضائية لملاحقة قاتله والقصاص منه، مؤكدين كذب ادعاءات بعض المسئولين السعوديين التى نشرتها الصحف هناك، والتى تشير إلى أن الشرطة طاردت أبنائهم بهدف القبض عليهم وترحيلهم لأنهم يقيمون بشكل غير شرعى، حيث قال الأهالى أنهم يعملون منذ سنوات ويسددون 3 آلاف جنيه لكل كفيل سعودى. بمجرد دخولنا منزل عائلة الفقيد استقبلتنا النساء المتشحات بالسواد بصراخ وعويل، أم الفقيد "سعدية عبدالناصر، 64 عاما" التى أصابها الإعياء ودخلت فى إغماء أيقظتها إحدى قريباتها وأجلستها حاولنا التحدث معها فصاحت: زوجى توفى منذ سنوات وترك لى محمد الله يرحمه، وعادل وحمدى ووليد وولاء ودعاء، وعايزة حق ابنى، راجل براجل، اللى قتله يتقتل، ولا إحنا ولادنا مالهمش ثمن عند السعوديين، ثم عاودها الإغماء. أما عبير سيد زوجة المتوفى التى لم يتجاوز عمرها 27 عاما، حاصلة على دبلوم، فجلست يحيطها نسوة من المعزين فى إحدى غرف المنزل محتضنة طفلها، وانطلقت فى البكاء قائلة (قتلوا محمد حبيبى وأبو عيالى تتقطع إيد اللى ضربه بالنار ). وأضافت أن زوجها يسافر منذ خمسة سنوات قضى معنا 3 إجازات خلالها وسافر منذ 6 شهور لمواصلة عمله فى سوق الأعلاف، ولم يكن يدرى أنه سوف يعود جثة هامدة، مطالبة بحق زوجها وطفليها "عمر عامين وهدير 6 أشهر" والقصاص من قاتله لافتة إلى وفاة زوج اختها العام الماضى فى حادث تصادم بالسعودية أيضا. فى حين قال عادل رمضان، شقيق المتوفى، 35 عاماً: أصبت بغضروف فى ظهرى لا أقدر على العمل المتواصل ولا نمتلك أرض زراعية وعندى 6 أبناء من بينهم طفلة مريضة وأخى محمد كان طيبا ويعيننى على نفقاتهم، ويساعد والدتى وباقى أشقاءه، مؤكداً أن الشرطة السعودية قتلت شقيقه وأصابت اثنين من أقاربه بحجة الإقامة غير الشرعية، رغم أنهم على كفالة سعوديين ويسدد كل منهم 3 آلاف جنيه للكفيل، وأضاف محاولا منع دموعه التى تتساقط أنا نزلت التحرير ودافعت عن السعوديين أيام أحداث السفارة، وحملت العلم السعودى ثم صاح باكياً "حق أخويه فى رقبة الرئيس مرسى لازم يجيبوا من الشرطة اللى قتلت أخويه". أما صلاح حسين المليجى محامى وأحد أقارب الفقيد، فأكد أن القرية نظرا لضيق العيش اعتاد أبناؤها على السفر، حيث يوجد ما يقارب 3 آلاف منهم بالمملكة السعودية، لافتا إلى استشهاد 5 منهم العام الماضى فى حادث سير بطرق المملكة، وقام أبناء عمومتهم بإنهاء الإجراءات وسداد مبالغ وتكلفة نقل جثامينهم إلى مصر، وتم دفنهم بمقابر القرية وأشار المليجى إلى إرساله أكثر من 20 شكوى عبر الفاكس لجميع المسئولين من بينهم رئيس الجمهورية، وزير الخارجية، النائب العام، وزير العدل، وحقوق الإنسان للمطالبة بالتنسيق مع السفارة المصرية بالسعودية لفتح تحقيق ومتابعته حول ملابسات إطلاق الشرطة السعودية النار على العاملين بسوق الأعلاف (بوادى الدواسر)، مما أدى إلى مقتل محمد رمضان بطلقات نارية اخترقت أسفل ظهره وإصابة اثنين من شباب القرية أقاربه، هما "خيرى حلمى حسين" و"محمد رمضان حسين". وانتقد المليجى ما ادعته السلطات السعودية من قيام الشرطة بإطلاق النار عليهم بسبب فرارهم أثناء مطالبتهم بإبراز هوية الإقامة، مؤكدا أنهم يقيمون بطرق شرعية منوهاً عن رفع دعوى قضائية وملاحقة الشرطى المتهم بالقتل، واستعادة حق المجنى عليه الذى كان يرعى والدته وينفق على زوجته وطفليه إخوته. والتقط أطراف الحديث صفوت رمضان محامى من أبناء القرية، قائلاً إننا لا نطالب بحق محمد فقط، ولكن أبناء الشعب جميعهم وحرصا منا على عدم حدوث ذلك مع باقى المصريين نافيا دخول أى من أقارب المتوفى العاملين فى السعودية أو المقيمين بالقرية فى مفاوضات للحصول على الدية، مناشدا الرئيس محمد مرسى وخادم الحرمين سرعة التدخل لإنهاء الإجراءات، ووصول الجثمان شاكرا القنصل المصرى بالسعودية السفير حسام على اتصاله وتقديمه واجب العزاء لأسرة الفقيد، عاتباً على السفير السعودى بالقاهرة لعدم إرساله برقية عزاء مواساة للقرية وعائلة المتوفى.