وما زالت التوكيلات تتوالى وتسجل فى الشهر العقارى لصالح الجيش لإدارة شئون البلاد. أمام الكاميرات الجيش والإخوان حبايب.. الجيش على مسافة واحدة من الجميع. الإخوان تحترم الجيش والمجلس العسكرى. خلف الكاميرات ووراء الأبواب المغلقة الكل يتحدث عن لحظة الانقضاض والانقلاب العسكرى المحتم فى بلد يتراجع ويتهاوى. نجح الإخوان ومرسى فى إعادة شعبية مبارك نفسه فما بالك بالجيش. أثبت الإخوان ومرسى أنهم فاشلون، فلا حلول، ولا إدارة للأزمات، ولا قدرة على التقدم خطوة واحدة للأمام، ويبدو أن سياسة الإخوان هذه الأيام هى سياسة الامتصاص، فكلهم تقريباً وأولهم مرسى يلعبون دور «سبونش بوب» الإسفنجة الكارتونية الشهيرة دون أن يدركوا أن الإسفنج الذى يمتص فوق قدرته يثقل ولا يستطيع الحركة، وها هو الأمر عبارة عن حصار كبير، ومعركة تكسير عظام بين كل الأطراف. الكل يلعب فى مصر لمصلحته ويحاول إحراز أى هدف فى أى مرمى حتى لو كان مرماه والبلد فعلاً يضيع. مرسى والإخوان.. يظنون أن الناس ستمل مع مرور الوقت ويراهنون على زهق المعارضة وتراجع شعبيتهم وأخطائهم المتكررة. المعارضة.. تراهن على غباء الطرف الآخر، وعلى احتمالية قيامه بأى رد فعل أخرق وأحمق من هذه الردود التى يتسم بها ويفعلها بين الحين والآخر. الجيش.. لا يزال طرفاً فى المعادلة.. مبسوط بحالة عودته للصورة من خلال التوكيلات التى يوقعها كثيرون له لإدارة شئون البلاد، وكثيرون يراهنون على انقلاب عسكرى ناعم تأتى به الأغلبية الصامتة التى ملت من الجميع، ولا مانع لديها من عودة مستبد لديه عقل بديل لمستبد تحركه جماعته. التحرير.. سقط بالثلاثة ولم يعد يجدى لا هو ولا الاتحادية لأنهما لم يعودا ملكاً للجميع وغالباً لن يعودا كذلك ثانية. الناس.. ليسوا مع أحد كما يتوهم كثيرون، فقد اختبروا الجميع وسقط الجميع فى اختباراتهم، ولذلك فرهانهم الدائم دائماً هو القبول بالمنتصر. الحل: ليس لها من دون الله كاشفة. باختصار نحن فى خناقة كبيرة قادمها أسوأ يجب أن نتوقعه ونستعد له من الآن، لا لشىء إلا لأن الوحيدين الذين يستحقون الثقة الآن هم الشهداء.. فقط الشهداء. - تحول أمن الدولة إلى الأمن الوطنى، وكان الجميع لا يزالون ينادون بتطهير الداخلية، وأولهم الإخوان، فلما أصبحوا يحكمون تركوا الجميع فى أماكنهم، ولعل حكاية صديقى، الذى استدعاه الأمن الوطنى لإجراء يتعلق بطبيعة عمله، فذهب ليجد نفس الوجوه ونفس مسئول أمن الدولة الذى كان يستدعيه قبل الثورة فى نفس المكان ونفس المنصب، تدلكم على أن شيئاً لم يتغير، ولن يتغير - هى البلد دى هيفضل بختها مايل كده؟؟