بالفيديو| "المزيكا" لغة شعوب الأرض.. 10 آلات موسيقية قبلية حول العالم

حلقات دائرية على الرمال وسط الصحراء، وسط أشجار الغابات المطيرة، بين طرقات بيوت قرى ريفية على شاطىء أحد المدن الساحلية، يصدح عن هؤلاء، الذين لم يجمعهم مكان نغمات وألحان تعلو حتى تمتزج عاليًا في سماء الأرض.
الموسيقى، التي تعبر عن الفرح والحماس والثورة والغضب والحزن والمقاومة، الحالات والأحداث المختلفة، تحدثك عن المحبوب في قصص "الليل والعين"، فليست الموسيقى شيئا يضاف إلى العالم، بل أنها عالم يعبر عن عالمنا، بآلات موسيقية مختلفة، كانت جسور بين ثقافات البلدان والشعوب.
رصدت "الوطن" 15 آلة موسيقية خرجت من رحم الثقافات والبيئات المختلفة في العالم:
- آلة "كورا" - غرب أفريقيا:
نصف حبة كبيرة من نبات "اليقطين" ومغطاة بجلد البقر، مثبت عليها مشط مسنن مثل يخرج منه 21 متر تشبه العود، أو الجيتار، ويشبه صوتها الجيتار، لكن عند العزف عليها بالطريقة التقليدية الإفريقية، تكون نغماتها أقرب إلى آلة "الفلامنكو".
عازفو "الكورا" في غينيا، ومالي، والسنغال، وبوركينا فاسو، وجامبيا، وارتبط أصل "الكورا" منذ أوائل القرن التاسع عشر، حيث ورد ذكرها في الأدب الغربي في رحلات داخل المناطق الداخلية لأفريقيا للمستكشف الاسكتلندي "مونجو باركوا"، وفي روايات أخرى ارتبطت في وقت تأسيس مملكة "ماندينيكية" من "سينجامبيا" في القرن السادس عشر.
في أواخر القرن العشرين، تم تطوير نوع من "الكورا" ليصبح لديها 25 وتراً، ولكن قليل من العازفين استطاعوا التكيف مع هذا النوع، كما تم تطوير نوع كهربائى منها (ولكن أساسها من المعدن)، وأطلق عليها اسم جرافيكورد.
- "ره وا فو أو الرُباب الكابولي" - أفغانستان
تعرف هذه الآلة في الموسيقى الكلاسيكية الأفغانية باعتبارها عنصرا أساسيًا، وذكرت في الكتب الفارسية القديمة، والعديد من شعراء الصوفية الأفغان ذكرها في قصائدهم، ظهرت في القرن الرابع عشر الميلادي، حين كان لمنطقة "شينجيانج" تبادل اقتصادي وثقافي كثير داخل الصين وخارجها، مما ساهم في ظهور هذه الآلة.
تصنع "ره وا فو" من الخشب بشكل خاص، لها ذراع طويل رفيع طرفه الأعلى أعوج، وفي طرفه الأسفل علبة رنانة بشكل نصف كرة، تتنوع أوتارها بين 3 إلى 9 أوتار، ينقر العازف الوتر الخارجي لينتج اللحن، وترنّ الأوتار الأخرى مصاحبة له.
- آلة "Gusle" - صربيا
تتكون هذه الآلة من وتر واحد، وتلعب في جنوب شرق أوروبا، فهي ترافق الغناء والموسيقي الفولكلورية، وخاصة الشعر الملحمي، لاعب ال "Gusle" يحملها عموديا بين ركبتيه، وأصابع اليد اليسرى على الأوتار، ويستخدم عصا مثل "الكمان"، مما يعطي صوت فريد من نوعه.
- ال"دودوك" أو المزمار الأرميني:
آلة نفخ موسيقية مزدوجة اللسان تتميز بنغمتها الدافئة والناعمة، وتصنع من الخشب الناعم المستخرج من شجرة المشمش، أما القصب الذي يصنع منه لسان "الدودوك" يطلق عليه اسم "غاميش" أو "يغيغ" بالأرمينية، فهو نبتة محلية تنمو على ضفاف نهر "أراكس".
ترافق الأغاني والرقصات الأرمنية الشعبية التقليدية من مختلف المناطق، وتُعزف في المناسبات الهامة كحفلات الزفاف والجنازات، تتوفر بأربعة أنواع رئيسة، يتراوح طولها بين 28 و40 سم، وبفضل هذا التنوع، يمكن لعازف "الدودوك" التعبير عن حالات مختلفة حسب مضمون المعزوفة وسياق العزف.
- "السُورُود"
من الآلات الموسيقية الأكثر شعبية لدى قبائل "البلوش"، التي تسكن بين باكستان وإيران وأفغانستان في إقليم "بلوشستان"، وهي حاضرة بقوة في احتفالاتهم وحفالات الزفاف، كما يستحضرون بها ماضيهم في جلسات تستمر حتى الفجر.
قبل خمسينات القرن الماضي، كانت "سوروز" تعزف في بلوشستان فقط، ثم انتشرت في كورديستان وإيران وأفغانستان، وهي تشتبه الربابة ذات الأربعة أوتار.
- "إمزاد" الجزائرية:
آلة "إمزاد"، تختلط أصواتها، التي تشبه الكمان أو الرباب ذات الوتر الواحد بأصداء الصحراء، عن طريق أنامل نساء قبائل "الطوارق"، تصنع من نصف ثمرة قرع دائرية، مغلفة بجلد حيوان ومزينة برسوم مع ذراع خشبية ووتر وحيد من شعر الحصان.
- آلة "كوتو" اليابانية
نوع من الآلات الموسيقية الوترية المقروصة، تعتبر من أهم العناصر في الفرقة الموسيقية التقليدية اليابانية، يربط 13 وترًا فوق صندوق مصوت يصنع من خشب "الباولونيا"، يبلغ طوله 1.80 مترا وعرضه 24 سم، يجلس العازف، وراء الآلة، إما على الأرض أو فوق كرسي.
- ال"Valiha"- مدغشقر
آلة تشبه القانون على شكل أنبوب، مصنوعة من نوع من نبات الخيزران المحلي، وتعتبر آلة الشعبية الوطنية في مدغشقر، بها من 21 إلى 24 وتر.

- "أبواق الألب" أو "Alphorn"
هذه الأبواق تتجاوز أطوالها أضعاف عازفيها، تُسمع على بعد 10 كيلومترات تقريبًا، قاطعة الوديان المرتفعة بين جبال الألب، ليس لها أي ثقوب أو مفاتيح أو صمامات، إلا أن صعوبة عزفه تكمن في تنظيم انسياب الهواء فيه ليصدر النغمة المرغوبة، ولا يصدر سوى 12 نغمة طبيعية، استخدام هذه الآلة الاتصال بين قبائل جبال الألب، فكان الرعاة ينفخون في البوق من أعالي الجبال ليطمئنوا عائلاتهم في الوادي على حالهم.

- طبلة ال"الهانج" - سويسرا
صنعت "الهانج" عام 2000 من قبل "فيليكس رونر" و"سابينا شارير" في "برن" بسويسرا، تشكل هذا الشكل الغريب، نتيجة تعمق مبتكرها في البحث العلمي، ورغبته في تطوير الموسيقى، التي هي عشقه الأول.
وغالبا ما كانت تستخدم للأغراض الدينية والاحتفالات الخاصة، لاسيما في أوروبا، وتتسم "الهانج" بسهولة تعلمها، فيمكنك بعد مشاهدة طريقة عزفها مرة واحدة، أن تعزف عليها بنفسك فيما بعد.