من ثائر يريد تحقيق مطالب يناير، إلى غلبان يتمنى أن يرى للعدالة الاجتماعية سبيلا، مرورا بسياسى يرفض أن تهيمن عليه جماعة لا تشاركه «الأيديولوجية»، تتجول الثورة، أضيف إليهم وافد جديد، بفعل قرارات الرئيس انضم «الخرمانين» إلى جماعة المطالبين بإسقاط الرئيس، بعدما أكد مسئول نية الحكومة تخفيض عدد السلع التى تعتزم رفع أسعار ضريبة مبيعاتها من 25 سلعة -كما كان مقررا فى ديسمبر الماضى وجمده اليوم التالى- إلى 6 سلع فقط، وهى «السجائر والمشروبات الكحولية والمياه الغازية والحديد والأسمنت والاتصالات». «كده الكلاب هتنهشنى» قالها أحمد محمد لرفاقه عقب سماعه النبأ، ليضج المقهى الجالس عليها بالضحك، قبل أن يفسر الأمر «باتكلم بجد يا جدعان»، لم يحزن «أحمد» على فراق التدخين سوى لأنه يواجه به «كلاب السكك» فالشاب ابن ال27 سنة ترتعد أوصاله برؤية كلب ضال ويكمن الحل السحرى بإشعال سيجارة «ساعتها باطلع خوفى فيها والكلب كمان بيحس إن الشخص اللى جاى ده مش هفية» يسكت لبرهة قبل أن تخالط كلماته ضحكه المكتوم: «خلاص أنا أوفر فلوس السجاير هينفعونى لما آجى آخد ال21 حقنة لما يعضنى كلب». وقع الخبر على سمع لبيب عزت كالصاعقة: «طب م السجاير هى اللى بتصبرنا عليهم.. عايزين يخلونا نبطلها كمان.. دول هيشوفوا أيام سودا» قالها الشاب العشرينى بوجه متأفف معتبرا أن الأمر نوع من الوصاية، لا يشغل بال الممثل الهاوى سوى الطريقة التى تتعامل بها الحكومة مع المدخنين، فهى تعتبر السجائر سلعة ترفيهية ترفع سعرها للضعف فجأة: «المشكلة بقى يغلوها وكمان يحطولك أبورجل مسلوخة ع الغطا.. أنا حاسس إنهم بعد كده هيحطوا شخص مريض أدام كل كشك عشان الناس تبطل سجاير».. «لبيب» واحد من 13 مليون مدخن فى مصر -حسب آخر إحصائية لجهاز التعبئة العامة والإحصاء- يطالب الحكومة بوضع لاصقة «التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة» على الفاكهة التى يشتريها: «السجاير كده كده عارفين ضررها لكن لازم يحطوا تنبيه ع الأكل المسرطن»، يدخن الشاب القاطن بمدينة السلام السجائر وهو لا يزال طالبا فى الثانوية العامة، يعتبرها صديقا له، يشير صاحب ال26 عاما إلى أن الساتر الذى تقبع خلفه الدولة هو الهاجس الدينى كون «السجائر حرام» غير أنه يقول بلهجة حادة «الريس اللى بيشوفها حرام يلغيها مش يتاجر فيها».