الشوارع تكتسى احمراراً، وشباب وفتيات ارتدوا الأحمر وساروا فى زهو، «هو الأهلى فاز؟» يقولها الشيخ محمد حسين يعقوب فى برنامجه على قناة «الناس» الفضائية التى تأخذك إلى الجنة، بلحيته البيضاء ووجهه البشوش يقول بصوت أجش غليظ: «أووووووه.. ده عيد الحب»، تجول الشيخ يعبث بيديه بلحيته الكثة، يسأل القادم والآتى: «إيه عيد الحب ده؟»، بحث رجل الدين وتفحص فى تاريخ تلك المناسبة ليجد جواباً قد شفى غليل فضوله: «بنحتفل باليوم ده عشان فالنتين اللى ضحى بحياته عشان الحب يعيش».. نظر الشيخ مستغرباً متعجباً مذهولا: «ومين فالنتين ده؟» ليأتيه الجواب: «ده راهب».. لم يُكمل المُجيب إجابته حتى قاطعه «يعقوب: «أووووووه راهب.. يعنى كمان مش مسلم»، إنهم مسيحيون ونحتفل بتضحياتهم.. سبحان الله العظيم!! يحل 14 فبراير وتحل معه نسمات الرومانسية، ولكن ينقسم الحب لأنواع -وفقا للشيخ «أبوإسلام» فى أحد فيديوهاته على قناة «الأمة»- فهناك «حب الصليبيين» والذى هو عبارة عن ممارسة الزنا والدعارة، أما «الحب عندنا ففيه مساحة من الاحترام»، يمتعض وجه الشيخ أبوإسلام وترتسم على وجهه ملامح الغضب رافعاً سبابته مُهدداً: «أحب أقول لكل بيّاع جملة أو قطاعى هيبيع الحاجات الحمرا دى يوم عيد الحب هيبقى آثم.. ربنا هينتقم منه فى الدنيا وفى الآخرة». إذا كنت تعتقد أن الفتاة التى تُمسك بيديها أنت تملكها فأنت خاطئ، فهى «فى إيد ربنا.. مش هتاخدها من ربنا غصب»، رسالة من الشيخ حازم شومان إلى الشباب والفتيات على قناة الرحمة، ف«البنت اللى لابسة أحمر عشان تبقى حلوة فى عينين صاحبها هل مامتها على علم بده».. «خد بالك.. كما تدين تدان»، فالفالنتين -حسب «شومان»- فيروس بدأ يكتسح شباب الأمة لا ينفع معه «أنتى فيروس».. أو حتى الدباديب «الحمرا». على خلفية إعلانية لمنتج ملابس داخلية «فخامة» يتحدث الدكتور محمد هشام راغب، المفكر الإسلامى على قناة «الحافظ»، الذى يُحلل ويفند ظاهرة «عيد الحب»، فمصر كان يسيطر عليها النخبة العلمانية لأكثر من 100 سنة، فعلى حد رأيه كم صاحَب هذا اليوم من دعوات للمجون و«قلة الأدب». نسى علماء الدين دعوة الدكتور محمد مرسى للجميع «بحبكو كلكو والله»، فكما قال الرئيس المنتخب قبل توليه الرئاسة: «أنا باصدق قوى لما حد يقوللى أنا بحبك»، فالحب عنوان المرحلة فكيف يُحرمه المشايخ أو يحرموا حتى الاحتفال به، وتذكروا مقولة «الرئيس» من قبل: «يلا نحب بعض كلنا عشان نعمل نهضة كبيرة لينا كلنا».