فى الأغلب أنه ارتبك، أحس بالمأزق، وربما الغرق.. فراح يصنع مراكب من ورق أمام جمهور المشاهدين، على الهواء مباشرة، يضحك ضحكات هيستيرية ضاعفت ارتباكه، بينما الناشط السياسى أحمد دومة فى برنامج «العاشرة مساء» لوائل الإبراشى، يفضح دعاة القتل والاغتيال، وحين تعالى صوت «دومة»، بأن فتيات التحرير أشرف من كل من يحاول النيل منهن، قرر «أبوإسلام» الانسحاب من البرنامج «أنت ماعندكش كلام محترم يقال يا أستاذ وائل»، وقام برفع الحذاء فى وجه أحمد دومة!! أبوإسلام الشهير (بأبوالكفر) هو نفسه من سبق ومزق الإنجيل فى ميدان التحرير، خلال أحداث الفيلم المسىء إلى الرسول عليه السلام، وهو نفسه من صرح بأن فتيات التحرير يذهبن إلى الميدان من أجل اغتصابهن، وأنهن جميعاً صليبيات، أو من أعضاء «الليونز»..!! «أبوأسلام» الذى برر فتوى «محمود شعبان» بقتل المعارضين، لم تنقذه المراكب الورقية التى صنعها، بدا عارياً تماماً أمام المشاهدين، بدا فارغاً وخاوياً، إلا من جهله وسوء لسانه. نفس الجهل الذى دفع الكثير من الأدعياء للتخفى خلف عباءة الإسلام، والحض على القتل والعدوان، نفس العماء، وإغلاق العقل والقلب والروح. نفس الجهل الذى أحرق مخطوطات مالى، واعتدى على مقام سيدى بوسعيد فى تونس، وحطم التماثيل فى أفغانستان، وقام بتغطية تمثال «حوريات البحر» فى الإسكندرية، وتمثال «أم كلثوم» فى المنصورة، ونادى بتحطيم رأس «أبوالهول»، وهو نفسه من حطم هذا الأسبوع، رأس تمثال «أبوالعلاء المعرى» فى مسقط رأسه بمعرة النعمان بمحافظة أدلب فى الشمال السورى، بدعوى أن شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، كان زنديقاً ملحداً، وبدعوى أخرى أكثر جنوناً، هى أن «المعرى» على الأغلب من أجداد بشار الأسد!! المتخلفون هنا، هم المتخلفون هناك، والجهلاء هنا نفس الجهلاء هناك، والفضيحة واحدة.. محاربة العقل والفكر، ومطاردة الخيال، والعدوان على الفن والثقافة، العدوان على الحياة كلها.. مراكب «أبوإسلام» لم تستطع إنقاذه من جهله وجهالته، من ضيق روحه وقلبه، فلم يقو على استكمال الحوار، ولم يقبل المناقشة.. والحقيقة أنه لا مجال للحوار مع هؤلاء، طمس الله على قلوبهم وعقولهم، أعماهم وأعمى بصيرتهم عن قول الحقيقة، أو رؤيتها أو محاولة فهمها.. ربما السؤال المُلح: كيف لنا أن نواجه هذا الغبار الخارج علينا من كهوف غابرة؟ كيف يمكن مواجهة الجهل والخرافة؟ والتعامل مع هؤلاء المهووسين، فاقدى الأهلية والعقل والصواب؟ فضحهم بالتأكيد، فضح خوائهم، جهلهم وتعصُّبهم، فضح تناقضهم، وكشف ادعاءاتهم.. إعمال العقل ضرورة، وإعمال القانون ضرورة أكبر، تقديمهم للمحاكمة عما تقترفه أيديهم وألسنتهم من آثام ولوثة، أو تحويلهم إلى مصحات نفسية، لصيانة المجتمع من الهوس والجنون.