تمثل المجموعة الأولى في بطولة أمم أوروبا 2012 والتي تضم بولندا والتشيك وروسيا واليونان، لغزاً لا يقل في صعوبته عن لغز المجموعة الثانية الملقبة بمجموعة الموت، فالأولي تتسم بتقارب مستوى المنتخبات الأربعة المتنافسة فيها، من حيث اعتمادهم على كرة شرق أوروبا التي ينتمون إليها وتعتمد بنسبة كبيرة على اللياقة البدنية والتكتيك الجماعي والابتعاد عن نظرية النجم الأوحد. والمنتخب البولندي شريك الضيافة، والذي صعد للبطولة دون الحاجة للتصفيات كونه أحد المنظمين، و يقوده فنياً المدرب الوطني فرانسيسك سمودا، الذي أخذ على عاتقه بناء هذا الفريق منذ عام 2009، على أمل تقديم أداء جيد في هذه البطولة، ويعتمد المدير الفني سمودا على عدد من اللاعبين المميزين أهمهم الحارس تشيزني الذي دافع عن ألوان المدفعجية أرسنال خلال الموسم الماضي بنجاح كبير، وثلاثي بروسيا درتموند الألماني أوكاش بيسك المدافع الملقب بالصخرة البولندية وصانع الألعاب الرائع جاكوب بلزيكوفسكي والمهاجم روبرت ليفاندوفيسكي الذي أنهى الموسم في الدوري الألماني برصيد 22 هدفاً، والذي أتوقع أن يكون أحد أخطر مهاجمي البطولة نظراً لسرعته العالية وفاعليته الكبيرة أمام المرمى. ويعتمد المنتخب البولندي على خطة 4- 2- 3- 1 وهي خطة لعب متوازنة، تمتاز بنشر اللاعبين في وسط الملعب بشكل واضح، مما يعطي مزيد من الصلابة للدفاع ومزيد من الفاعلية للهجوم، خاصة أن المهاجم الصريح في هذه الخطة قليلاً ما يعود للخلف، ويعول المدير الفني سمودا على سرعة ارتداد لاعبيه من الدفاع للهجوم لضرب دفاعات الخصوم بالهجمة المرتدة. أما المنتخب اليوناني الذي فاجأ وأبهر العالم عام 2004، حينما توج بلقب النسخة قبل الماضية من هذه البطولة، بأداء قيل عنه الأسوء والأكثر مللاً في تاريخ كرة القدم، حيث لم تحتاج كتيبة الاغريق سوى تسجيل 7 أهداف للحصول على اللقب ، و يواجه اليونانيون تحديا لإثبات أن كرة اليونان لم تفز بضربة الحظ. ويأمل المدير الفني البرتغالي فيرناندو سانتوس أن تنجح خطته التي تعتمد على الصلابة الدفاعية والهجوم المركز و الفعال، في صد هجمات المنتخبات الثلاثة المنافسه له على بطاقتي الترشح، ويعد الحارس كونستانتينوس شالكياس صمام الأمان نظراً لخبرته الطويلة وثبات مستواه على الدوام، وفي الوسط يبرز اسم القائد جيورجوس كاراجونيس الذي سجل الهدف الأول لليونان في بطولة 2004 ويراهن سانتوس علي لاعب الوسط المهاجم الشاب ستوريس نينيس ليكون مفاجأة البطولة ، أما في الخط الامامي فالكلمة العليا للعملاق جيورجوس ساماراس لاعب فريق سيلتيك جلاسكو الاسكتلندي. وبالنظر إلى المنتخب الروسي الذي أبهر الجميع في البطولة الماضية بمنافسته القوية علي اللقب، فان كتيبة المدير الفني ديك أدفوكات لن تفرط فيه ، خاصة بعد أن أثبتت التوليفة الحالية كفاءتها بدك حصون المنتخب الإيطالي بثلاثية نظيفة، لترسل تحذير شديد اللهجة إلى كل منتخبات البطولة مفاده أن الدب الروسي قد عاد . ويحاول ديك أدفوكات إثبات مدى صحة نظريته بالاعتماد على خطة 4- 3- 2- 1 ذات الشكل السهمي، والتي تعتمد على تحركات ثنائي الدفاع اليكساندر أنياكوف وفاسيلي بيريزوتسكي الذين تبدأ عندهما الهجمات إضافة إلى خط الهجوم المثلثي المكون من الثلاثي أندري أرشافين ورومان بافليوتشنكو وبافل بوجربنياك. أما المنتخب التشيكي الذي حجز بطاقة تأهله للبطولة بعد معاناة طويلة وعبر الملحق عقب الحلول ثانياً في المجموعة التاسعة بالتصفيات خلف الماتادور الإسباني، فسيكون على موعد مع تحدي إثبات أنه أحد أقوى منتخبات أوروبا وأن معاناته في الصعود لم تكن سوى كبوه جواد، خاصة مع توافر عدد غير قليل من النجوم في تشكيلته وعلى رأسهم بيتر تشيك الحارس العملاق المتوج مؤخراً بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريق تشيلسي الإنجليزي. ويعتمد المدير الفني ميتشيل بيليك على خطة 4-2-3-1 للجمع بين عنصري الشباب والخبرة، حيث تتمثل عناصر الخبرة في كلاً من ميكال كادليتش مدافع باير ليفركوزن الألماني وتوماس روزسكي صانع ألعاب آرسنال الإنجليزي، والمهاجم المخضرم ميلان باروش مهاجم جلطه سراي التركي والذي يعد أقرب لاعبي البطولة لكسر رقم الأسطورة الفرنسي بلاتيني الهداف التاريخي للبطولة برصيد تسعة أهداف، حيث يمتلك باروش خمسة أهداف والمهاجم الشاب توماس بيكهارت نجم فريق نورنبيرج الألماني، وهو لاعب فارع الطول يمتاز بالتفوق في الألعاب الهوائية والتسديد البعيد.