المكان: داخل شقة بمنطقة حدائق الهرم.. الزمان: الثالثة عصراً فى 30 ديسمبر الماضى.. محصل كهرباء يكشف عن مقتل رجل أعمال «سورى الجنسية».. المحصل طرق على باب الشقة فلم يرد عليه أحد.. استعان بحارس العقار والجيران وكسروا باب الشقة وعندما دخلوا.. شاهدوا المجنى عليه زهير محمد 68 سنة سورى الجنسية يرتدى بنطلوناً لونه أسود قماش وقميص أزرق اللون وملقى بصالة الشقة غارقاً فى دمائه. سكت الجميع من هول المفاجأة.. وما هى إلا لحظات وغادر حارس العقار الشقة واستقل سيارة «تاكسى» وأسرع إلى قسم شرطة الهرم.. وتقابل مع المقدم محمد عبدالواحد رئيس مباحث الهرم وقال له «زهير بيه اتقتل».. نظر إليه رئيس المباحث وقال له إهدى وقول إيه الحكاية «أخبره بعثوره على المجنى عليه مقتولاً داخل شقته».. أخطر المقدم محمد عبدالواحد اللواءين طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية بتفاصيل الواقعة. انطلقوا جميعاً إلى شقة المجنى عليه وتقابلوا مع رئيس المباحث، وعندما دخلوا الشقة تبين لهم أن المجنى عليه غارق فى دمائه بسبب جرح ذبحى فى الرقبة وأيضاً تبين وجود بعثرة فى محتويات الشقة واختفاء هاتف الضحية وحافظة نقوده، وفى تلك اللحظات أخطر اللواء محمود فاروق رئيس نيابة الحوادث أسامة حنفى بتفاصيل الجريمة الذى انتقل إلى مسرح الجريمة «شقة فى الطابق الثالث بعقار فى حدائق الهرم والشقة مكونة من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ، وتبين من المعاينة التى أجراها أسامة حنفى رئيس نيابة الحوادث أن المجنى عليه مصاب ب 3 طعنات فى الظهر وجرح ذبحى فى الرقبة. أضافت المعاينة أن الجانى المجهول «استخدم سلاحاً أبيض عبارة عن سكين فى الجريمة» نظراً لعمق الجرح، وأن الجانى دخل بطريقة مشروعة إلى الشقة بعد أن تبين سلامة نوافذ الشقة، فأمر بانتداب الطب الشرعى للكشف عن المجنى لبيان سبب الوفاة وأعد تقريراً بحالته وكلف ضباط المباحث بعمل تحريات المباحث حول الواقعة واستدعى جيران وحارس العقار لسماع أقوالهم حول الواقعة. وعقب انتهاء النيابة من إجراء المعاينة عقد اللواء طارق الجزار واللواء محمود فاروق اجتماعاً ضم قرابة 12 ضابطاً من المباحث على رأسهم العميدان جمعة توفيق رئيس مباحث القطاع ومحمود خليل مفتش المباحث وتم وضع خطة بحث استهدفت فحص علاقات المجنى عليه وأيضاً مناقشة الجيران وحارس العقار والمسجلين، وبدأ فريق البحث فى مناقشة حارس العقار الذى أكد أن المجنى عليه مقيم فى الشقة منذ 6 أشهر وأنه ليس لديه أى خلافات شخصية مع أحد وأنه كان دائماً يصطحب أشخاصاً هو لا يعرفهم، وأن الجريمة تم اكتشافها بعد هروب الجانى من مسرح الجريمة بحوالى 8 ساعات، ولم تصل المباحث إلى أى تفاصيل أو مواصفات من خلال مناقشتها لحارس العقار. استكملت المباحث عملها فى مناقشة جيران المجنى عليه الذين أكدوا لهم أنه رجل يتمتع بسمعة طيبة وأنه لم يكن لديه عداوات مع أحد وأنه قليل الخروج من منزله، فاتجهت المباحث إلى فحص المسجلين خطر وأصحاب المحلات والمترددين عليه من «مكوجى وبقال وسائق توك توك» ولكن لم تصل إلى أى شىء أو معلومة تتوصل من خلالها إلى خيط رفيع للكشف عن مرتكب الجريمة. استمرت المناقشات والفحص قرابة 45 يوماً، فتوجه اللواءان طارق الجزار ومحمود فاروق إلى مسرح الجريمة عقب مناقشة فريق البحث لإجراء معاينة مرة أخرى للبحث عن أى خيط يوصلهم إلى الجانى وقامت المباحث مرة أخرى بفحص وإجراء معاينة للشقة فتبين لهم قطع ورقة صغيرة جداً من كارت شحن لشركة اتصالات محمول وأثناء البحث أكثر فى الشقة تكمنت المباحث من تجميع الكارت بالكامل الذى كان ممزقاً فى غرف وصالة الشقة وبدأوا فى البحث عن رقم الهاتف الذى تم شحن هذا الكارت له. بدأت المباحث فى مخاطبة شركة المحمول وتبين أن هذا الرقم خاص بفتاة فى منطقة الهرم وانطلقت قوة من المباحث وألقت القبض عليها وقالت إن هذا الخط خاص بشقيقها وهو مسافر إلى الغردقة منذ فترة، وتمكنت المباحث من التوصل إلى شقيقها وبمناقشته توصلت المباحث إلى أن هذا الخط اشتراه من أحد محلات المحمول فى منطقة الهرم، ناقشت المباحث صاحب المحل فتبين أن هذا الخط ملك لأحد أصدقائه يدعى «مجدى» وبالكشف على ذلك الشخص بعد أن استكملت المباحث بياناته تبين أنه مسجل خطر من البحيرة وأنه باع الخط فى وقت معاصر للجريمة.