تسببت حالة عدم الاستقرار التى سيطرت على الدول العربية فى أعقاب ثورات الربيع العربى، فى عودة شبح التدخل الأجنبى العسكرى فى تلك الدول ليتصدر الواجهة، خاصة بعد مطالب وتصريحات بالتدخل العسكرى فى عدد من الدول التى مرت بثورات ثم عانت من الاشتباكات بين الفصائل المختلفة بها. وكانت أولى الدعوات للتدخل الأجنبى فى دول الربيع العربى، هى دعوة مواهب مصباح، إحدى ممثلات حزب «الوطنيون الديمقراطيون الموحد»، الذى تزعمه المعارض التونسى شكرى بلعيد الذى تم اغتياله، حيث طالبت مصباح، فى حوار لها على قناة «فرانس 24» الفرنسية، فرنسا بالتدخل فى تونس للتصدى للإسلاميين على غرار ما فعلته فى مالى. ولم تكن الدعوة من «مصباح» فقط فى تونس، حيث دعا الباجى قائد السبسى، المعارض البارز وزعيم حركة «نداء تونس»، فى حوار له مع إحدى الإذاعات الفرنسية، فرنسا إلى دعم القوى المدنية فى تونس، قائلا: «نطلب من فرنسا أن تدعمنا وتدعم تونس المدنية والديمقراطية التى نريد التقدم بها إلى الحداثة، ويريد الإسلاميون العودة بها إلى الخلف». وبعد أن أثارت تصريحات وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس، الأسبوع الماضى، غضب المواطنين والمسئولين التونسيين، بسبب تعليقه على اغتيال بلعيد ووصف الحكم الإسلامى بأنه فاشية إسلامية متزايدة، دعا عدد من الأحزاب السياسية الإسلامية إلى مظاهرة أمام السفارة الفرنسية فى تونس مساء أمس الأول، لرفض ما سموه «التدخل الفرنسى فى السياسة التونسية»، ورفع أعضاء حزب «التحرير» لافتات «ابتعدى يا فرنسا» و«الإسلام حلنا ومشكلتكم»، للتنديد بالتدخل الفرنسى فى الشئون الداخلية التونسية. وقال أحمد تتار، عضو حزب التحرير، إن الحزب يطالب الرئيس الفرنسى بالكف عن التدخل فى السياسة التونسية والسماح للشعب ببناء دولة إسلامية. وفى البحرين، طالب فاضل عباس، الأمين العام للتجمع الشيعى الوحدوى، بدور روسى فى البحرين، داعيا القيادة الروسية إلى دعم الحوار فى البحرين، مؤكدا أنها مدعوة لاتخاذ موقف على صعيد المنظمات الدولية لوقف «الفيتو» الأمريكى على طرح قضية البحرين فى مجلس الأمن الدولى أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى حال فشل الحوار. وقال الكاتب الأردنى عوديد عمران، فى مقال له بوكالة «عمون» الأردنية، إن انضمام الأردن إلى دول عدم الاستقرار يمس ويضر بمستقبل المنطقة بأسرها، مشيراً إلى أن التحالفات متقلبة لا يقبلها المنطق، والولايات المتحدة تشكل شراكة مع الإسلاميين الذين يؤيدون التدخل العسكرى الغربى. وحذر مراقبون من تسليح إقليمى للانفصاليين فى جنوب اليمن، مؤكدين أنه قد يجر البلاد إلى العنف ويعيق العملية السياسية ويمنع تنفيذ المبادرة الخليجية. ونقلت صحيفة «عدن الغد» اليمنية، عن مراقبين إقليميين وأجانب، قولهم إن وصول أسلحة متطورة إلى الفصائل المتشددة فى الحراك اليمنى، تنامى مع ظاهرة تهريب الأسلحة، خاصة بعد ضبط سفينة إيرانية محملة بالأسلحة والصواريخ القادرة على إسقاط الطائرات العسكرية، قبل وصولها إلى اليمن، كما أن سلطات الأمن اليمنية استطاعت ضبط شحنة سلاح فى حاوية قادمة من تركيا قبل أسابيع.