صعّدت القوى الثورية من احتجاجاتها، ورفعت شعار «الشعب يريد إسقاط الرئيس» فى تظاهرات الذكرى الثانية لتنحى مبارك، وشهدت القاهرة أمس 6 مسيرات حاشدة تجاه ميدان التحرير وقصر الاتحادية، لمطالبة الرئيس محمد مرسى بالتنحى، وأغلق المتظاهرون مجمع التحرير لليوم الثانى على التوالى، وعلقوا لافتة «مغلق بأمر الثوار»، فيما احتشد مئات من أعضاء حركة «6 أبريل» أمام دار القضاء العالى، لمطالبة النائب العام بالإسراع فى تحقيقات شهيد الحركة «جيكا»، فضلاً عن وقفة للفلاحين المستقلين للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين جرت محاكمتهم فى عهد حكومة هشام قنديل. وأمام دار القضاء العالى، احتشد المئات من أعضاء حركة 6 أبريل، صباح أمس، للتنديد بالنائب العام المستشار طلعت عبدالله وتأخر التحقيقات فى قضية جابر صلاح «جيكا»، شهيد أحداث محمد محمود، والمطالبة بالإفراج عن معتقلى القوى الثورية فى الأحداث الأخيرة، مرددين: «يا سيادة النائب العام.. بعت دم الشهدا بكام»، و«جيكا قالها قوية.. لا لحكم الإخوانجية». ونشبت مشادات بين أعضاء «6 أبريل» وقوات الأمن المعنية بحراسة دار القضاء العالى بعد رشق أعضاء الحركة المدخل الرئيسى لمكتب النائب بأكياس ذات لون أحمر تشبه «الدم» لتذكيره بالقصاص لدماء الشهداء، واحتجز الأمن 5 متظاهرين لفترة قصيرة، ثم أفرج عنهم. وعلى غرار ألتراس أهلاوى، اتجه متظاهرو 6 أبريل إلى مبنى البورصة المصرية، بوسط البلد، وحاصروها لمدة 15 دقيقة، ورفعوا لافتة: «القصاص لجيكا.. أو الفوضى». وتظاهر عشرات الفلاحين من النقابة المستقلة، على سلالم دار القضاء، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين جرت محاكمتهم فى عهد حكومة هشام قنديل، والعودة إلى أرضهم، بعد طردهم من الأراضى التى حصلوا عليها فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد ثورة 52. وفى ميدان التحرير، تواصل إغلاق المجمع لليوم الثانى على التوالى، ومنع المعتصمون الدخول إليه، ووضعوا حواجز حديدية على مداخله وسط مشادات كلامية مع موظفى المجمع، ونظم المتظاهرون مسيرات طافت الميدان وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، و«مرسى باطل.. الرئيس قاتل»، وقطعوا شريط مترو محطة أنور السادات، وناموا على القضبان، فيما نظم المعتصمون دورة لكرة القدم على أرضية الميدان تحت «شعار المجد للشهداء»، ووضعوا قواعد خشبية تحمل علم مصر فوقها لافتة «المجد للشهداء». وانطلقت 4 مسيرات حاشدة، أمس، والجريدة ماثلة للطبع، من مساجد «الفتح برمسيس والسيدة زينب» تجاه ميدان التحرير، ومسيرتان من مسجدى «رابعة العدوية بمدينة نصر والنور بالعباسية»، تجاه قصر الاتحادية، فضلا عن عدد من المسيرات الفرعية من مساجد «مصطفى محمود بالمهندسين والخازندارة بشبرا» تحت شعار «لا بديل عن الرحيل»، بمشاركة نحو 31 حزبا وحركة، مرددين: «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، و«طول ما الدم المصرى رخيص.. يسقط أى رئيس»، فضلاً عن لافتات حملت صور الشهيدين «محمد الجندى ومحمد كريستى». وقال عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن المسيرات تأكيد على مطالب القوى الثورية والشارع الذى يرفض حكم الإخوان، موضحاً أن الفرصة الآن باتت سهلة لإسقاط النظام الذى يتهاوى يوماً بعد الآخر، مشددا على أن التصعيد سيستمر، ويدرسون إمكانية الاعتصام المفتوح أمام الاتحادية. من جهة أخرى، عقد مجموعة من قيادات القوى الثورية اجتماعا مغلقا، منذ يومين، مع حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى وقيادى جبهة الإنقاذ، للحديث عن اعتراضات الثوار على أداء الجبهة، فيما يتعلق بمعارضتها النظام الحاكم والرئيس مرسى، التى جعلتها محل سخط بين ثوار الميادين، مع غياب رموزها البارزين أمثال الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى، فضلا عن تخلى الجبهة عن مسئوليتها حال نشوب اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، على الرغم من كونها داعية رئيسية للتظاهرات. وقال خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذى للتيار الشعبى، إن الاجتماع تطرق لفكرة انفصال جبهة الإنقاذ عن الشارع بشكل كبير، واهتمامها بالاجتماعات المغلقة والمؤتمرات الصحفية وفكرة الحوار الوطنى مع الرئيس، بدلاً من اهتمامها بالتفاعل مع الشارع ومطالبه، فضلاً عن موقفها الغريب بشأن إعلان تخليها عن مسئوليتها بشأن متظاهرى قصر الاتحادية خلال جمعة الخلاص وما ترتب عليها من سقوط شهداء، موضحاً أن «صباحى» وعد بإعادة النظر فى خطوات الجبهة المقبلة وعلاقتها بالنظام.