تحولت جدران كلية التجارة جامعة القاهرة، من مكان لتوثيق الذكريات الطلابية ونقوش تعبر عن الصداقة والحب، إلى جدران تلونت بدماء طلابها الذين يتساقطون واحدًا تلو الآخر في كل موقعة واشتباكات ثورية، كلما تخطو قدم أحدهم ساحة الكلية يسترجع مشاهد شهداء الكلية، التي تفوقت على كليات الجامعة من حيث عدد الشهداء الذين وصلوا إلى ستة منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011. "قتلوا محمد حسين في النور.. لأجل بلاد الظلمة تدوم"، هذه لافتة تعلو مبنى مدرجي "ه" و"و" بالكلية، ويحرص طلاب فرسان تجارة، وهو فريق خدمي بالكلية، على إحياء ذكرى شهدائها، والتنديد بقاتليهم والتضامن مع المصابين، وفي هذه اللافتة أعلن الفريق عن رفضه لقتل محمد حسين "كريستي"، شهيد أحداث الاتحادية. اهتم فريق فرسان تجارة بالتضامن مع زميلهم المقبوض عليه في الأحداث ذاتها، وهو الطالب محمد خالد الشهير ب"خلدون"، رافعين لافتة "الحرية ل محمد خلدون"، الذي ما زال محبوسًا بتهمة التعدي على ممتلكات عامة وخاصة، والتعدي على الأمن، وأكد أعضاء الفريق استمرارهم في الضغط بكل الوسائل القانونية، حتى يتم القصاص لزملائهم، إلى جانب مشاركتهم في المسيرة الجنائزية، التي نظمها طلاب القوى السياسية بجامعة القاهرة؛ للمطالبة بالقصاص لمحمد حسين "كريستي". كلية التجارة شهدت سقوط خمسة آخرين من طلابها أولهم مصطفى الصاوي، شهيد جمعة الغضب 28 يناير، الذي أحيا فريق فرسان تجارة ذكراه الثانية داخل جامعة القاهرة، بالإضافة إلى تعليق لافتة أمام منزله كتوبوا بها، "الذكرى الثانية للبطل مصطفى الصاوي.. شهيد جمعة الغضب 28 يناير 2011"، وأطلقت كلية تجارة إنجليزي اسمه على أحد مبانيها. وانضم عمرو البحيري إلى قائمة شهداء كلية التجارة، الذي استشهد في أحداث محمد محمود الأولى، وتم إحياء ذكراه بواسطة فريق فرسان تجارة بتعليق لافتتين تعلو المبنى الذي أطلق عليه اسمه من قبل الإدارة مكتوب عليهما، "الذكرى الثانية للطالب البطل عمرو البحيري.. شهيد أحداث محمد محمود"، وعلى الثانية، "ناضل من أجل الحرية ومات على إيد كلاب الداخلية". وسرعان ما انضم للقائمة شباب الأولتراس، شهداء مذبحة استاد بورسعيد، وهم أحمد عزت، ومحمد سمير، وخالد عمر، وتعليق رسالة كل منهم أمام منزله، ليتذكر فريق فرسان تجارة جميع شهدائه في امتحانات الفصل الدراسي الأولى، بتعليق لافتة تعلو مبنى الامتحانات مكتوب عليها، "في عز الامتحانات.. مش ناسيين اللي مات"، بالإضافة إلى إحياء ذكراهم في بداية الشهر الجاري. من جانبه وافق الدكتور عز الدين أبو ستيت نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب، على دعم أسر ضحايا الجامعة معنويًا وماديًا وصحيًا، بعد المسيرة الجنائزية التي شهدتها الجامعة أمس، وإعلانهم عدة مطالب بتكريم الشهداء وتقديم الدعم المعنوي والصحي لأسهم.