تُسمى أيضًا «المقطع الذهبي»، «الباي الذهبي»، «المقطع المقدس»، «القرن الذهبي»، «التناسب المقدّس»، «النسبة الذهبية»، «النسبة الإلهية»، «الرقم المثالي للتفوق التصميمي»، «الرقم الروحي»... إلخ، هي مقياس أساسي متجسد في جميع مظاهر الطبيعة تقريبًا. تُقَدَّر ب1.618033988749894848، ويرمز لها ب«فاي»، الثابت الرياضي الشهير، الذي شربناه شُربًا في المرحلة الإعدادية، ولا نعرف حتى الآن لماذا تكون إضافَتُه حلًّا لمشكلاتٍ كثيرة ولمعادلات رياضية مُعقَّدة. قال عنها كبلر: هي أحد أعظم كِنزَيْنِ أهدَتْهما الهندسةُ للبشرية. ظهرت عام 1914، ويُرمز لها بالرمز اليوناني «فاي»، وقد سُميّت وفاء لذكرى «فيدياس»، وهو نحّات قام بتزيين «البارثينون» في أثينا، وكان يستخدم هذه النسبة بكثرة. «متوالية فيبوناتشي» أو «سلسلة فيبوناتشي» حاول فيبوناتشي وضع سلسلة من الأرقام، هي عبارة عن تمثيل لتكاثر الأرانب في مزرعته، فوجدها تتكرر بشكل نمطي، هو 1/ 1/ 2/ 3/ 5/ 8/ 13/ 21، ووجد أن كلَّ رقمٍ يساوي مجموع الرقمين السابقين.. الغريب في أمر هذه المتوالية هو أنه في حالة قسمةِ أيِّ رقمين متتاليين، فإن النتيجة تكون دائمًا (1.618!!). لقد عرف هذه النسبة الذهبية الفراعنةُ تمامَ المعرفة، فاستخدموها في مبانيهم ومسلاتهم، فهرم «خوفو»، المبني في سنة 2800 ق.م. تقريبًا، وفي بقية أهرامات مصر القديمة كاملة، النسب بين أجزائها المختلفة ثابتة، وهي 1.618، حتى إن هذه النسبة كانت تُدرَّس لأبناء مصر القديمة في فصول الدراسة، ذكر ذلك يعقوب المصري، والخوارزمي، وجابر بن حيان (العالِم الذي ظُلم بحصره في علم الكيمياء، وهو صاحب باع واسع ومؤلفات شهيرة جدًا في الرياضيات). وقد أخرج ليوناردو دا فينشي الرسام الإيطالي العظيم للنور كتابًا يبيّن الخصائص الرياضية والجمالية والعجيبة للرقم الذهبي، ويُسمى «De divina proportion» أو «التناسب الإلهي»، وقد ألَّفَه كاهن إيطالي اسمه فرا لوكا باشيولي. لماذا أخرج هذا الرقم العلماء عن وقارهم؟! اعْتَبَرَه العلماءُ سرًّا أعظمَ في الكون، ودلالة على الجمال، فيكفي وجوده في مُجَسَّم حتى يكتسب شكلًا مريحًا للعين البشرية، ويطلق السعادة في النفس.. في النبات مثلًا.. البذور في رأس زهرة عباد الشمس تنمو بشكل لولبي متقابل، في متوالية هي متوالية فيبوناتشي بالضبط، ولو حسبنا نسبة قطر كل دورة إلى التي تليها سنحصل دائمًا على النتيجة ذاتها وهي 1.618. كذلك بتلَّات الصنوبر، والتشكيلات الورقية على سوق النباتات، وفصوص الحشرات، ولو لم يجدها العلماء في أوراق بعض النباتات، فقد وجدوها في ساق هذه النباتات، أو كعلاقة بين أجزائها المختلفة. عند علماء الأحياء.. عدد الإناث في أي خلية نحل يفوق عدد الذكور بنسبة ثابتة وبالطبع هذه النسبة هي 1.618. في جسم الحيوان الحلزون نسبة قطر كل التفاف لولبي إلى اللولب الذي يليه هو 1.618 أيضًا.. لماذا نذهب بعيدًا؟! لو قستَ المسافة من قمة رأسك إلى الأرض، والمسافة من السرَّة إلى الأرض وقمت بالقسمة حذِّر كم ستكون!!! كذلك المسافة بين الكتفين (عند أي كائن بشري) وأطراف الأصابع، إذا قسمتها على المسافة بين الكوع وأطراف الأصابع، ستظهر النسبة المقدسة. المسافة بين الوركين إلى الأرض مقسومة على المسافة بين الركبة والأرض تعطي النسبة العجيبة! كذلك الحبل الشوكي وسلاميات الأصابع وأصابع القدمين، كلها تعود إلى الرقم المقدس. حتى المجرة!!! المسافة بين بعد المجموعة الشمسية عن حافة المجرة، وبُعدِها عن مركز المجرة، إذا أجريت قسمة العددين ستجد أن الناتج هو الرقم «فاي». تطبيقات معاصرة... تظهر هذه النسبة كذلك في البنى النظامية لمعزوفات كل من بيتهوفن، وموتسارت، وديبوسي، وشوبرت، وبارتوك.. وغيرهم. وجد المهندسون أن أنسب شكل للمستطيل هو ما يكون طوله يتناسب مع عرضه بالنسبة نفسها 1.618. ومن مبنى الأممالمتحدة إلى بطاقة الائتمان والهوية الشخصية، تخضع جميع الأبعاد لهذه النسبة المقدسة. هل تساءل أحدكم عن سبب الهيبة والفخامة التي تطبعها سيارة «المرسيدس» في نفوسنا؟ الجواب: معظم مظاهرها وسماتها تخضع لقانون هذه الهندسة السحرية! جرب بنفسك أن ترسم نجمة خماسية.. ستجد الخطوط منقسمة تلقائيًّا إلى أجزاء بحسب النسبة الذاتية! وكأن هذه النسبة الذهبية خيط يشدّ أجزاء الطبيعة إلى بعضها، هي أشبه بطاولة نستطيع عليها تشريح الجمال، وفهمه.. إنه الكون ببساطة يقول لنا: أنا صنعة، ولست عبثًا..!