سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» فى منزل «المسحول»: «حمادة» يسكن فى غرفة مساحتها 4 أمتار مع زوجته وأبنائه الثلاثة.. ويشاركون 10 أفراد فى حمام واحد أرضية الغرفة سقطت فغطوها بالأسمنت.. والبوتاجاز يعمل بعين واحدة فقط
«أنا راجل غلبان على قد حالى» جملة كررها المواطن المسحول حمادة صابر فى مداخلته التليفونية مع بعض القنوات الفضائية، كان يقولها وهو تارة ينفى أى اعتداء من قبَل قوات الشرطة عليه أمام قصر الاتحادية وتارة أخرى مدافعاً عنهم. يقول: «معلش، هما غلطوا والضباط الكبار اعتذرولى هنعملهم إيه تانى يعنى؟». استنكر كثيرون أقواله تلك ودفاعه عن خطأ فادح حدث على مرأى ومسمع من الجميع وتناقلته كل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ولكن أحداً لم يتوقف عند أصدق جملة قالها الرجل: «أنا راجل غلبان وعلى قد حالى»، كان حمادة فى جملته تلك يتذكر تلك الغرفة التى لا تتجاوز 4 أمتار التى يعيش فيها مع زوجته وابنتيه رانيا وراندا وابنه «أحمد» ذى الواحد والعشرين عاماً، كان يتذكر اليومية التى يتحصل عليها من عمله كمبيّض محارة والتى لا تتجاوز فى أفضل الأحوال 30 جنيهاً، وأن تلك الجنيهات يتحصل عليها يوماً وينتظرها أياماً دون أن تأتى. فى منطقة الليمون بالمطرية يقع منزل «حمادة صابر». البيت مكون من ثلاثة طوابق يسكن وأبناؤه فى غرفة بالطابق الأول، الغرفة عبارة عن سرير واحد وأريكتين، وفى زاوية الغرفة يقبع دولاب خشبى يحاول جاهداً أن تتماسك أرففه ولكن بعضها يتمايل فى وهن شديد، بينما استسلمت أرفف أخرى وسكنت فوق الأرض، ويقبع تلفاز صغير فوق رف خشبى يعلو السرير الذى تنام عليه الزوجة والبنتان، بينما يريح الأب وابنه جسديهما على الأريكتين، وفى وسط الأرض تحتضن سجادة بالية الأرضية الخشبية التى ترتكز عليها الغرفة، وتحاول تلك السجادة جاهدة أن تخفى حفرة كبيرة ظهرت فجأة وأخافت الجميع واضطروا أن يملأوها بالأسمنت حتى لا يسقط أحدهم فيها. عندما تترك الغرفة ستجد على يسارك بوتاجازاً أبيض صغيراً تحتفظ إحدى عيونه بقدرتها على العمل فيما استسلمت العيون الباقية وذهبت دون رجعة، فيما تنسدل ستارة ملونة لتفصل غرفة أسرة «حمادة» عن جيرانهم فى الغرفة المقابلة، حيث يوجد بوتاجاز وأطباق وحلل ومعالق جيرانهم فى الدور. فى الغرفة المقابلة لأسرة حمادة تقع غرفة جارتهم السيدة سعيدة أحمد إبراهيم، تسكنها مع زوجها وأبنائها الثلاثة، صحيح أن أرضية غرفتها لم تتعرض لمثل ما تعرضت له غرفة «حمادة»، ولكن شرخاً كبيراً فى سقف غرفتها يذكّرها دائماً باليوم الذى هرول فيه الجميع خوفاً بعد انهيار جزء من سقف الغرفة، ولعل الأم تذكرت حينها قرار إزالة كان قد صدر للمنزل من قبل ولكنهم بقوا فيه لأن لا مكان لهم غيره. لمبة صغيرة ترقد فى هدوء بسقف حمام مشترك تستخدمه أسرة «حمادة» وأسرة جارتهم، يضطر كل منهم إلى إسدال الستارة بعد دخوله دورة المياه حتى يعلم الجميع أن أحداً بالداخل، فينتظره حتى ينتهى، ليصبح إسدال الستارة وإزاحتها هو العلامة التى حفظها الجميع عن ظهر قلب والتى تعنى «ممنوع الدخول يوجد شخص بالداخل». دورة المياه التى يتشارك فى استخدامها 10 أفراد يسكنون الغرفتين تعانى من شقوق كبيرة اضطرت العائلتين إلى سدها بالأسمنت فى محاولة لإيقاف تسرب المياه ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. مكالمة تليفونية تلقاها «أحمد» الابن الأكبر ل«حمادة» أثناء وجوده فى الصعيد. فى بداءة الأمر لم يصدق الابن ما قيل له عن الاعتداء الذى تعرض له والده على يد بعض أفراد الشرطة، ولكن ما أن نظر إلى تلك اللقطات بعينيه عبر شاشات التليفزيون حتى بحث عن أول قطار يعود به إلى القاهرة، فى طريقه تحدثت إليه إحدى أختيه وقالت له إن ضابطاً جاءها وقال لها: قولى إن الشرطة لم تضرب والدك وسنساعدكم، فما كان من الابن الأكبر إلا أن قال لها: «اوعوا تسمعوا كلامهم.. ده لو الرئيس مرسى جه اعتذر لى مش هسيب حق ابويا يضيع». «أحمد» الذى يعمل فى إحدى الكافتيريات براتب شهرى لا يزيد عن 800 جنيه يقول: «إحنا صحيح ناس غلابة وعلى قد حالنا زى ما ابويا قال، لكن مش معنى كده إن كرامتنا تنداس ونسسكت، كل اللى أذى ابويا لازم يتحاكم وأنا مش هسيب حقه أبداً». تقول جارته: «الراجل طيب قوى ومش بتاع مشاكل وعلاقته بأولاده هى علاقة صداقة وعمره ما زعّل حد فى الشارع ولا رفع صوته على حد.. حرام اللى عملوه فيه ده، إحنا مستحملين العيشة اللى احنا عايشينها دى وهما برضه مش سايبينا فى حالنا». أخبار متعلقة: مصادر: الرئاسة أبلغت «الداخلية» غضبها من الضغط على «المسحول» لتراجعه عن اتهام الوزارة القوى الثورية تتقدم ببلاغات ضد «مرسى وقنديل وإبراهيم» «حمادة» فى مكالمة هاتفية مع ابنة عمته: «الشرطة خدتنى المعتقل وقالولى لو قلت الحقيقة هتتعذب زى الشباب دى» «عمال اليومية»: حمادة صابر تعرض لتهديدات من «الداخلية» للتراجع عن اتهامها ب«سحله» مصريون بألمانيا يتضامنون مع «مسحول الاتحادية» بوقفة أمام «السفارة»