ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية، أن مستقبل الأقليات في مالي بات في خطر، في ظل التوترات العرقية المتصاعدة بعد أشهر من الاضطرابات السياسية التي عصفت بالبلاد. وذكرت الصحيفة، في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم، أن الشماليين الذي يقطنون الآن في جنوب ووسط مالي يقولون إنهم يتعرضون لتمييز، ويخشون من عمليات انتقامية من قبل عناصر تحمل مجموعات الطوارق والعرب، التي تبلغ نسبتهم أقل من 15% من إجمالي تعداد سكان مالي، مسؤولية كافة المشكلات التي شهدتها البلاد، مشيرة إلى أن معظم العناصر الإسلامية التي استولت على أراضي شمال مالي العام الماضي، تنتمي إلى مجموعات الطوارق والعرب. ولفتت الصحيفة إلى أن بعض النشطاء يخشون من أن يكون عشرات الآلاف العائدين لديارهم في الشمال، عرضة لهجمات بسبب اشتباه البعض بإنهم على صلة بجماعة أنصار الدين. واستشهدت الصحيفة في هذا الصدد بما قالته كورينن دوفكا، كبير باحثين في منظمة هيومن رايتس ووتش: "نظرًا لتاريخ مالي والتوترات العرقية في البلاد، يعترينا خوف بالغ من تصاعد مطرد في عدد الهجمات الانتقامية بعد عودة الإسلاميين إلى ديارهم في مدن وقرى الشمال، من قبل السكان المحليين الذين عانوا كثيرا تحت حكم جماعة أنصار الدين". وأضافت: "هناك تقارير ترد من مدينة جاو، تفيد أن سكان المدينة يستهدفون منازل الأفراد الذين إما قاموا بإيواء مقاتلين إسلاميين، أو متهمين بالتعاون مع هؤلاء المقاتلين وتجار عرب، فيما أشارت الصحيفة، من جانبها، إلى أن عشرات المحال التجارية في مدينة تمبكتو التي يمتلكها مواطنون عرب، تم تدميرها وتخريبها نظرًا للاشتباه في تحالفهم مع الإسلاميين". ونوهت الصحيفة إلى أن قوات الجيش المالي تواجه أيضًا تهمًا تتعلق باستهدافهم مجموعات الطوارق والعرب، خلال الشهر الماضي، على وجه الخصوص، فيما أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن مخاوفها حيال مهاجمة جنود لمدنيين بشكل عام، وهجمات ضد الطوارق ومن يشتبه في صلتهم بالإسلاميين بشكل خاص.