هزمت القوى الثورية الأمطار الغزيرة والطقس السيئ، واحتشد الآلاف فى ميادين وشوارع القاهرة والمحافظات تحت شعار «جمعة الخلاص»، للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى، وإقالة حكومة هشام قنديل، وإيقاف العمل بالدستور، والقصاص للشهداء، ووقف أخونة مؤسسات الدولة، وكثفت وزارة الداخلية تأمين المقر الرئيسى لتنظيم الإخوان بالمقطم. واستغل المتظاهرون فى ميدان التحرير هطول الأمطار بغزارة، وتوجهوا إلى الله بالدعاء لرحيل «مرسى والإخوان»، وأعلنت المنصة الرئيسية للميدان، أنه لا مسيرات ستخرج من التحرير، إلى قصر الاتحادية، وأن المتظاهرين سيتوجهون بعد صلاة المغرب، لمحاصرة مجلس الشورى، ومحافظة القاهرة، فضلا عن إقامة محاكمة شعبية للرئيس «مرسى» والإخوان، داخل الميدان. ورفعت المنصة، لافتة ضخمة، تحمل صورة «حمار» شعار الحزب الديمقراطى الأمريكى، وكتبوا عليها «يسقط الإخوان عملاء أمريكا»، ورددوا الهتافات المطالبة برحيل النظام، منها «ارحل يا مرسى»، و«يسقط حكم المرشد»، و«ارحل يعنى امشى ياللى مبتفهمشى». وانطلقت مسيرة كبرى من أمام جامع الأزهر، إلى التحرير، رافعين لافتات «اللى يقدر يوحد مصر.. يقدر يحكم مصر»، ورددوا هتافات «مصر بقت ضعيفة معاك يا مرسى»، و«ارحل»، وحملوا علما لمصر طوله 30 مترا، وشهدت المسيرة مشادات بين مؤيدى ومعارضى الرئيس مرسى. وانطلقت مسيرة أخرى من أمام مسجد النور بالعباسية إلى قصر الاتحادية يقودها الدكتور عمرو حمزاوى، ومجموعات «البلاك بلوك»، وحركة شباب 6 أبريل، مرددين هتافات «يا مرسى خلاص النهاردة يوم الخلاص»، «المرة دى بجد مش هانسيبها لحد»، واستقبل معتصمو الاتحادية المسيرة بهتافات «مرحب مرحب بالثوار»، ونشبت مشادات كلامية بين مؤيدى الرئيس مرسى وأعضاء مجموعة «البلاك بلوك»، وتدخل العشرات من المتظاهرين لوقفها خوفا من تطورها لاشتباكات. وشهد محيط القصر الجمهورى تكثيفا أمنيا من قوات الأمن المركزى، وانتشر الجنود والسيارات على بوابات وأسوار القصر، فيما زادت أعداد الخيام فى حديقة مسجد عمر بن عبدالعزيز المقابل للبوابة رقم «4» من القصر. وطاف المتظاهرون عقب صلاة الجمعة، الشوارع المحيطة بالقصر، وعلقوا لافتات على أسواره مناهضة لحكم الرئيس مرسى وجماعة الإخوان. وقطع المتظاهرون طريق شارع الميرغنى أمام البوابة رقم 4 من قصر الاتحادية، ووضعوا إطارات السيارات فى منتصف الشارع، وجهزوا منصة صغيرة وضعوا عليها صورة كبيرة للرئيس الراحل «أنور السادات»، وشهدت المنطقة تكدسا مروريا، حيث اضطر سائقو السيارات إلى استخدام طريق واحد للسير. ودفعت وزارة الداخلية ب 9 سيارات أمن مركزى وتشكيلات من أفراد الشرطة، وسيارة إسعاف لتأمين المقر الرئيسى لتنظيم الإخوان بالمقطم من الخارج، أمس، بينما حشدت الجماعة شبابها من، «شُعّب حلوان والمقطم ومصر الجديدة»، لحمايته من الداخل، أثناء المظاهرات، فيما أدى المئات من شباب الإخوان صلاة الجمعة فى مساجد رابعة العدوية والأرقم والرحمن الرحيم والثورة قرب قصر الاتحادية، وسط حالة استنفار تحسبا لاقتحامه من قِبل المتظاهرين، وتابع المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، الفعاليات عبر غرفة مركزية فى مكتبه بمدينة نصر.