مشكلة «مرسى» وجماعته أن كليهما لا يريد أن يصدق أن ما يحدث فى مصر منذ 25 يناير من هذا العام وحتى الآن «ثورة» تطالب بسقوط حكمه وحكم «مرشده» والمكتب المسئول عن إرشاده، لذلك تجد أن «صبيان» الإخوان يطلقون ألسنتهم فى اتهام جبهة الإنقاذ ويؤكدون أنها السبب فى موجة العنف التى تجتاح الشارع المصرى حالياً. أولى لهم بدلاً من الحديث عن الأغطية والبطاطين والألحفة أن يحاولوا التركيز وفهم المشهد مرة واحدة لوجه الله. أيها الدكتور الحاكم، والدكتور المرشد، والمهندس المخطط: ما يحدث فى مصر الآن بداية ثورة حقيقية ضد حكم الجماعة وستنتهى بالإطاحة بها، قد يتم الأمر بصورة أبطأ -نسبياً- من حالة «المخلوع» مبارك ونظامه، لكنكم حتماً «مروحين» مثله، وقد تكون نهايتكم أخزى منه بكثير. «جبهة إنقاذ إيه يا أبوجبهة؟» التى تحرك الشارع، طيب ها هى الجبهة تبادر إلى التحاور معكم، وها أنتم تلقون إليها بورقة السلفيين الذين تلعبون بهم «الكورة»، فهل يعنى ذلك أن الشارع سوف يهدأ بمجرد الجلوس على مائدة الحوار؟ ولو هدأ يوماً أو أسبوعاً أو شهراً، هل معنى ذلك أنه لن يشتعل ضدكم ثانية؟ أيها الإخوان أنتم أكبر ضمانة لاستمرار حالة الثورة بالشارع، ورئيسكم هو أكبر ضمانة تجعلنا نراهن على رحيله. ومن سيتولى خلعه وخلعكم هو الشعب نفسه، وليس جبهة الإنقاذ، فهم لا يقلون عنكم عجزاً، وطمعاً، وسذاجة فى فهم أبعاد المعادلة الزمنية الجديدة التى نعيشها. لقد يئس الشباب منكم ومن جبهة الإنقاذ، فقد الثقة بمرسى وبديع والشاطر، كما فقد الثقة بالبرادعى وحمدين وموسى. أيها الإخوان السذج لو صح أنكم القوة التى قامت بثورة 25 يناير 2011، لصح أن البرادعى وحمدين وجبهة الإنقاذ هم القوة الدافعة لثورة يناير 2013. لا أنتم كنتم وراء ثورة يناير الأولى، ولا جبهة الإنقاذ وراء الثورة التى نعيشها، فالشباب هو الذى قاد المشهد الأول، وكذلك هو من يسيطر على الأمور فى المشهد الثانى، وكما نجح فى الأولى سوف ينجح فى الأخيرة. مشكلتك يا «مرسى» أنت وجماعتك أنك تريد أن تعيد عجلة التاريخ إلى الخلف، والتعامى عن الواقع، لذلك سوف تخسر. وإياك أن تظن أن جبهة الإنقاذ سوف ترث عرشك. كلكم سوف تخسرون؛ لأن تركيبتكم لا تسمح إلا بالخسارة. سوف يخسرون مثلك، لا لشىء إلا لأنهم ظنوا مثلكم ظناً آثماً بأنهم وراء الثورة التى تحدث فى الشارع، ولم يكونوا أسعد حالاً منكم فى التعامى عن قراءة المشهد على الأرض.. وقد وصلوا متأخرين جداً، بعدما «خرج الموضوع من إيديهم».. أبشروا أنكم سوف تأخذونهم فى أيديكم إلى متاحف التاريخ، ليرث الأرض الجيل الذى صنع الثورة.