بين إصبع ملطخ بحبر فوسفورى يشير إلى الحرية، وآخر يهدد ويتوعد، وثالث خارج عن النص، كان للمصريين باع طويل مع حركات الإشارة بالأيدى، التى تصدر عن الساسة والمشاهير، كان آخرها موجة الغضب العارمة التى شعر بها قطاع كبير من الشعب بعد سماع خطاب الرئيس مرسى الأخير، حيث أشار الرئيس بأصبعه، مهدداً بأنه قد يضطر لاتخاذ قرارات أكثر حزماً إذا اضطرته الظروف لذلك. حين يتكلم أى شخص لجماعة ما، عليه أن ينتبه إلى أن استخدامه للغة الجسد وإشارات الأصابع من الممكن أن تفسد الفكرة وتشوه صورته، خاصة إذا كان يهدد أو يتوعد، وفقاً لرأى الدكتور سيد صبحى، أستاذ الصحة النفسية بتربية عين شمس، حيث تصاحب تلك الإشارات دائماً ألفاظ حادة وإيماءات بالوجه ونبرة مستفزه، وجميعها عوامل مشتتة للمتلقى، فقد فعلها بعض رموز النظام السابق مثل أحمد عز وفتحى سرور ولم تُجدِ، وقام بها اللواء محسن الفنجرى، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خلال البيان العسكرى، الذى طغت عليه نبرة شديدة اللهجة، وتم رفضه من قبل ملايين المصريين، لأنه يحمل تهديداً صريحاً للثوار، وظهرت فى خطاب الرئيس مرسى مخلفة عضباً شعبياً واسعاً. إصبع الحرية الفسفورى، كان بطلاً لكافة مواقع الإنترنت، وتصدر شاشات الفضائيات، منذ قيام الثورة حتى الآن، بعد أن تصالح الشعب مع صناديق الانتخابات، وحرصوا على الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات المختلفة، كما حرص الساسة على التقاط صور لهم تُظهر أصابعهم وعليها الحبر الفسفورى، الأمر الذى يراه صبحى ربما يكون نوعاً من الدعاية لهم، حيث تستطيع لغة الجسد أن تمهد للكلام إذا كان حسناً، لذا دائماً نناشد المتكلم، بأنه إذا أراد أن ينصت لك الآخر بدقة وتجذبه تجاهك، تجنب استخدام لغة التهديد، أو الإشارات الخادشة للحياء، لأنها تُعد إساءة للمتلقى. وقد اتهم البعض جمال مبارك أنه لوّح بإشارات خادشة للحياء بيده، بعد شهادة المشير طنطاوى فى قضية قتل المتظاهرين، كما اتهموا الداعية عبدالله بدر بأنه أشار بإصبعه بشكل غير لائق موجهاً كلامه للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى.