عندما علمت أن الكتابة ستكون عن الأسرة والأهل فكرت قليلا وودت لو أستطيع أن أشكر الجريدة التى أتاحت لكل ما فى قلبى أن يقرأه أمى وأبى وإخوتى، ولكن البداية ليست سهلة فلكل أهلى فضل علىّ لم ولن أنساه يوما فاعذرونى أنى سأبدأ بأغلى ما أملك فى الدنيا سأبدأ بأمى ولكن يا أمى اعلمى أن الكلام لن يوفيك حقك ولكنى أكتب ليعلم كل من يقرأ أنك أعظم أم وكل أم بالنسبة لأولادها أعظم أم. عندما كان عمرى لا يتعدى الأربعة أعوام كنت أعيش أنا وأمى وأخى معا وكان أبى يعمل بالخارج وكانت أمى بالنسبة لى ولأخى هى أمى وأبى ربتنا وأحسنت تربيتنا وعلمتنا وأحسنت تعليمنا ورعتنا وأحسنت رعايتنا وتحملت كل هذا لوحدها فهى هنا تربى وأبى هناك يعمل ليوفر احتياجاتنا، لم نشعر أبدا أنا وأخى أن هناك ما ينقصنا من حب وحنان ولكن الآن أنا أتذكر كيف كان لأمى أن تستطيع العيش بدون أبى كل تلك المدة، أتذكر كم مرة كنا نراها تبكى وعند سؤالنا ما لك يا أمى؟ تضحك وتكدب علينا وتدارى دموعها وتبدأ فى اللعب معنا، كيف كان قلبها يتحمل سنوات غربة زوجها حبيبها يااااه كم أنت عظيمة يا أمى! لم نشعر لحظة أن هناك ما يتعبها على الرغم من أنها أجرت أكثر من عملية جراحية خطيرة ولم نكن نتصور يوما أنها بحاجة لعملية أو أنها بحاجة إلى دواء أصلا! كيف كانت تتحمل الألم لنبتسم نحن؟ يا أمى لو يعود الزمن يوما ما كنت زعلتك أبدا، أنا آسف يا أمى، أحببتينى أكثر مما أحببتك ولكن الآن أنا أحبك حبا لا أستطيع من بعده أن أحب امرأة مثله. أبى، إذا كان ولا بد أن أكتب إليك ففقط سأرسم أرضا ومزارع يحمل فأسا ومنحنى الظهر والشمس الساطعة تحرقه، فهذا أبى المحاسب القدير الذى أفنى عمره فى عمله بإتقان حتى يوفر لنا حياة كريمة، أبى الذى ضحى برفاهيات الحياة ليعطينا رفاهيات أكثر منها هذا هو أبى الشيخ الكبير الوقور الذى وقف بجانبى فى كل موقف ومد يده ليساعدنى على الحياة وكيف أعيش فيها فشكرا لك يا أعظم أب، ولتعلم الآن أنك عندما طلبت منى فى أول يوم لى فى الجامعة أن أنظر إلى إنسان ناجح وأتخذه مثلى الأعلى فاعلم أنى اتخذتك أنت مثلى الأعلى فيكفينى نجاحك فى عملك ونجاحك فى حب أمى ونجاحك فى تربيتى أنا وإخوتى. إخوتى الصغار، أختى الصغيرة «فاطمة» لذة الحياة ومتعتها، على الرغم من أنى أكبرك بنحو 8 سنوات فإنى أريد أن أصارحك الآن بأنى تعلمت من ابتسامتك حب الحياة وألا أستسلم أبدا وأن الخير مقبل لا محالة. الدكتورة الصغيرة أختى الثانية «يمنى» كاتمة أسرارى وصديقى الوحيد الذى لا أخفى عنه شيئا، شكرا على ما تحملتيه من أجلى، فكثيرا ما تسببت فى المتاعب وكثيرا ما «خبيتى» على أمى وأبى أعمالى الطائشة حتى تحمينى من غضبهما، ولكن الآن أصبحت مش طايش مثلما كنت تناديننى وهذا بفضل حكمك وعقلك فشكرا لك. أخى المهندس العبقرى «محمود»، ها قد أنهيت دراستك وبدأت رحلة الكفاح وتحقق حلمك فأنت الآن مهندس عبقرى كما كنت طفلا عبقريا، فأتذكر أننا كنا لا نلجأ لأى مهنى مثل الكهربائى أو السباك أو غيره لأنك موجود وبالفعل كنت تستطيع أن تفعل أكثر مما يفعلون وكان عمرك لا يتعدى عشرة أعوام، فالآن أصبحت مهندسا فى المصنع وليس فى البيت فأبدع كما تريد فستصل حتما فى يوم من الأيام إلى ما سعيت اليه. وأخيرا لا أريد أن أنسى من عائلتى شخصا انضم إليها حديثا شخصا أضاف إلى عالمنا مذاقا خاصا شخصا انتظرته كثيرا شخصا سوف أكتب عنه مقالا خاصا ولكن أنا فى انتظار المحررة لتحدد متى نكتب عن زوجاتنا.