كشفت دراسة حديثة نشرت في الدورية العلمية الإفريقية، للدكتور زكريا محمد أستاذ السموم بجامعة سوهاج، وجود نسبة من السموم أعلى من الحد المسموح به، من منظمة الصحة العالمية في مياه الشرب بمحافظة دمياط. وأرجع زكريا، في تصريحات ل"الوطن"، وجود السموم إلى لجوء محطة تنقية مياه الشرب بمحافظة دمياط لاستخدام الكلور الابتدائي، الذي يتسبب في بقاء السموم في المياه لفترة طويلة بدلا من إزالتها، إلى جانب تجاهل إضافة الشبّة مع الكلور في عمليات التنقية. وكشفت الدراسة التي أشرف عليها أساتذة من جامعة دمياط، أن المياه التي تخرج من المحطة بها نسبة من السموم أعلى من الحد المسموح به، رغم مرورها بمراحل التنقية، بخاصة خلال أشهر الصيف، الذي تعدت فيه نسبة السموم ميكروجرام لكل لتر، بينما وصلت نسبة السموم في المياه بعد عمليات المعالجة من المحطة إلى 3 ميكروجرام لكل لتر. وحذر زكريا، من تناول المواطنين لمياه شرب تحتوي على هذه النسب المرتفعة من السموم، ما يتسبب في إصابتهم بعدد من الأمراض، أخطرها سرطان الكبد، إلى جانب الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، والطفح الجلدي، وتلف الكبد والتأثيرات السمية العصبية، بخاصة أن الدراسة وجدت نوعا من السموم يضر بالكبد يسمى "ميكروسيستينات" أو البكتريا الزرقاء. وطالبت الدراسة الجهات المعنية بضرورة تجنب استخدام الكلور الابتدائي، في علميات تنقية المياه طبقا للمعمول به عالميا، فلم تعد دول العالم تستخدم هذا النوع من الكلور في تنقية المياه سوى في البلدان النامية، وبينهم محطات المياه في مصر. ولفت الباحث الرئيسي للدراسة، إلى المعاناة التي وجدها في الحصول على عينات المياه من محطة مياه دمياط، بعد رفض المسؤولين السماح له بالدخول للمحطة وأخذ العينات، دون إبداء أسباب منطقية سوى أن هناك شيئا يريدون إخفاؤه، بحسب قوله، ما اضطره للتحايل من خلال بعض الموظفين للحصول على عينات المياه. كما اعتمدت الدراسة على عينات مياه منزلية في دمياط للمقارنة بينها وبين المياه التي تخرج من المحطة مباشرة، ووجدت أن نسبة السموم تقل في المياه المنزلية نظرا لمرور المياه على مراحل مختلفة قبل وصولها للمنازل، ما يساهم في امتصاص نسبة من السموم، ولكنها قليلة.