شهد مجمع التحرير حالات هروب جماعي من الموظفين العاملين فيه بعد ساعة واحدة من بدء العمل اليوم بسبب كثافة الدخان نتيجة إلقاء قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لفض التظاهرات، ما أدى إلى وقوع حالات من الاختناقات وعدم الرؤية وتصاعد حدة الدخان إلى الأدوار العليا وخوفا من تصاعد الأحداث في ذكرى جمعة الغضب التي دعت إليها قوى ثورية وسياسية. وامتدت أدخنة الغاز لتغطي مداخل محطة مترو "السادات" من ناحية شارع طلعت حرب والجامعة الأمريكية بعد غلق إدارة المحطة للمنافذ المؤدية لمجمع التحرير وعمر مكرم نتيجة للاشتباكات الواقعة بين قوات الأمن والمتظاهرين أعلى كوبري قصر النيل، ما أدى إلى وقوع حالات إغماء واختناقات بين ركاب الخطين الأول والثاني بسبب دخان قنابل الغاز المسيل للدموع الذي تسرب بكثافة داخل المحطة، ما دفع الركاب وبعض العاملين بالمحطة إلى ارتداء واقيات وكمامات فيما امتدت أدخنة الغازات إلى محطتي جمال عبدالناصر وسعد زغلول بالخط الأول (حلوان-المرج) وانتشرت على بوابات الخروج مجموعة من الشباب المسعفين مستخدمين زجاجات من الخل وبعض المواد الكيماوية لرشها على وجه الركاب المتجهين إلى ميدان التحرير عبر منافذ المترو. قالت سعاد المالكي موظفة بمجمع التحرير، إنها لم تستطع استكمال عملها بسبب إصابتها بحالة من الإغماء الشديد نتيجة وصول أدخنة القنابل المسيلة للدموع إلى الدور العاشر في المبنى لشدة تأثير الغاز الذي أصابها بهياج عصبي، وهو ما أدى إلى تركها العمل دون إذن حفاظا على حياتها وخوفا من تصاعد حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وقال أشرف شعبان عامل بمحطة مترو السادات، إن أدخنة الغازات بدأت بشكل مكثف منذ الساعة التاسعة من صباح أمس، ما أثر على أداء المشرفين وأفراد الأمن بسبب الاختناق وضعف الرؤية داخل المحطة لليوم الرابع على التوالي. ومن جانبه، قال المهندس عبدالله فوزي رئيس مجلس إدارة جهاز مترو الأنفاق، إن إدارة المترو اضطرت إلى تشغيل الشفاطات بالمحطة لاحتواء الكميات الكبيرة من الدخان بسبب الأحداث التي تتصاعد في محيط ميدان التحرير، مشيرا إلى حدوث بعض حالات الإغماء بالمحطة بين الركاب والعاملين وتم إسعافهم بالوحدة الصحية الموجودة داخل المحطة، مؤكدا أن حركة القطارات منتظمة ولن تتوقف، لافتا إلى التنسيق مع شرطة النقل والمواصلات لتأمين المحطة خوفا من معاودة قطع المتظاهرين قضبان السكة وتوقف حركة القطارات.