بداية.. حدّثنا عن تعريفك للصراع المسلح الدائر فى العراق؟ - هو صراع سياسى قبل أن يكون شيعياً سنياً أو صراعاً مذهبياً بين الطائفتين، فبعد الاحتلال الأمريكى أصبحت الساحة العراقية فارغة لمن يريد أن يعمل فيها، والأمريكان جاءوا بمشروع خبيث استطاعوا به أن يفتحوا قنوات كبيرة، هذه القنوات تمكنت من توسعة الخلاف وإيجاد العناصر التى تنمى الصراع، وفتحوا مدرستهم التى جاءوا بسببها إلى المنطقة، ووُجد أناس درسوا وتتلمذوا على يد المخابرات الأمريكية، وبهذه النتيجة كانت السنة الأولى من الاحتلال سنة تمركز وتمكين المخابرات فى المنطقة، وبعد ذلك بدأت القوات الأمريكية تعتقل أعداداً من أهل السنة كل يوم، فهناك ما لا يقل عن 40 ألف معتقل سُنى فى السجون الأمريكية، وكان القليل من الشيعة يسجنون فى البداية. ■ وما التهم التى يتم القبض عليهم بناء عليها؟ - القبض كان عشوائياً، وكما قلت فإن البقاء فى السجن تتفاوت مدته، لكن بدأت بعض الاضطهادات من الصغار فى السجون ضد الشيعة، وكان الأمريكان ينقلون للسنة أن الشيعة يقتلون السنة فى الخارج، وعندما يلتقى أهل الشيعة بالمحبوسين ويعلمون أن أهل السنة يعذبونهم يغضبون وتثار الفتنة، وياما حدث قلع أعين وقطع ألسن، واستمر ذلك حتى وصلوا فى 2005 و2006 إلى حرب طاحنة خارج السجون. أنا أحكى لك تجربة عشتها لأنى كنت داخل السجون الأمريكية 5 سنوات وكنت فى المحاضرات أنبّه السجناء بألا يرضخوا لهذا المشروع، فالسماع لهم يُعتبر تولياً، كما قال تعالى: «ومن يتولهم منكم فإنه منهم»، وحاولوا قتلى داخل السجن أكثر من 24 مرة، وبدأوا يرفعون شعارات أن الشيخ يميل إلى الشيعة ويحاول التستر عليهم، وهذه المسائل كان يثيرها الأمريكان الذين قرروا أن يجندوا خونة وسط السجناء، فمرات اعتقلوا دكتوراً وحاملى شهادات عليا، وكنا نتعجب لمَ دخل هؤلاء السجون، وكان المجاهدون يسألوننى: «أنت تعرفنى، أنا معتقل لأن العالم كله يعرف أنى مجاهد وأقاتل، ليش معتقلينك، إنت دكتور وما تقاتل؟»، وبعد التحقيق تمكنا من أن نحصل على 50 شخصية يحملون الدكتوراه والماجستير وشهادات عليا كلهم متطوعون ويأخذون رواتبهم من الأمريكان مقدماً لمدة ستة أشهر من أجل أن يثيروا الفتن داخل السجن. ■ وإلى أى طائفة ينتمون؟ - كانوا من الطائفة السنية، فبعد 2005 لم يكن هناك سنة وشيعة فى مكان واحد، لم يكن بعد هذا التاريخ اختلاط، حيث أصبح السنة فى سجون والشيعة فى سجون، وتمكنا أن نُجرى مصالحة ونزور السجون، والتقيت بمشايخ من الشيعة واليوم هم كبار على الساحة، ومنهم قيس الخزعلى، وقاسم الأعرجى، وعبدالهادى الدراجى، والحاكم الزاملى، التقيت بهم داخل السجن، واتفقنا أننا جزء واحد، وحقيقة تيقنوا أنى صادق. وحكيت لهم ما أعرفه عن محاولات الأمريكان للوقيعة، والشعب العراقى بتاريخه تمكّن من أن يقرأ الفكرة جيداً وأن يقضى عليها، لكنها تجذرت وسط السياسيين، فالسياسيون لما رأوا أن الشعب تعافى مما زرعه الأمريكان، رجعوا عن طريق المصالحة، وأنا شخصياً استشعرت من الحكومة التى اقتربت منها الخير، وتاريخى لا يسمح لى أن أجامل، ومكانتى الاجتماعية لا تسمح لى أن أحرف الحق، أنا رأيت من السيد المالكى أنه يريد أن يعمل للعراق، أقولها فى السر وفى العلن، أقولها بينى وبين المقربين، وأقولها أمام الإعلام، وما عندى شىء اسمه اثنين، فقد عاهدت الله أن أكون بوجه واحد، وأقول إنه لما خرجت مسألة الاعتصامات طلع الحزب الإسلامى العراقى الذى هو جزئية من الإخوان المسلمين يفتعلون المشاكل فى البلد ويطلبون الانشقاق ورفض الحكومة، وقالوا إن الحكومة طائفية وصفوية، وهم جالسون مع الحكومة فى غرفة واحدة، ويتناوبون المقاعد، حاولنا قدر الإمكان أن نغلق هذا الباب، فما استطعنا، والسبب الأصلى أن أهل السنة فُتنوا بالإخوان المسلمين، ومشروع الإخوان فى العالم لا أحد يستطيع أن ينكره، كنا نظن بهم خيراً فأظهروا لنا إما معى وإما ضدى، أحسنا الظن بهم وبأنهم جاءوا لإنقاذ المسلمين السنة والشيعة بمشروعهم القديم فرأينا القتل والخراب والدمار والذبح والتكفير على قدم وساق، استغربنا، حاولنا كدار إفتاء أن نقف أمام الفكرة، فكان أن القنوات الشيعية والسنية أجحفت فى حق دار الإفتاء، فخبأت حقيقة تُرسم للشعب العراقى، ووصلنا اليوم إلى قرب نهايتها، وكنا نحذر فى خطب الجمعة والمحاضرات من الفُرقة، لكن لا حياة لمن تنادى، لا عندنا فضائية ولا إعلامى يتابع دار الإفتاء أو ينقل فتاوى العلماء، وصار اتفاق مع السيد المالكى بأن تصير هناك قناة عراقية حكومية تهتم بهذا الأمر، فقال أفتح قناة «فتح» العراقية الثانية ببرنامج واحد وانتهى، ولا يوم من الأيام استطاعوا أن ينقلوا فتوى أو خطبة جمعة حتى نصد هذا الخراب المقبل على البلد. وهناك اشتراك بالقضية، اشتراك إعلامى يمثل كارثة تسلط علينا من قبَل برلمانيين سنة حاربوا أهل السنة بسبب النفاق والكذب والافتراء والمحاكاة السياسية والدرجات والمناصب العليا، فهى مؤامرة على الشعب العراقى، والله لله ثم للحق، المالكى حاول الإصلاح وإن أخطأ فى مكان، أخطأ مع السنة ومع الشيعة، لكن فى هذا الظرف الذى أتحدث عنه كان خائفاً على الكرسى ولم يكن يريد الإصلاح. انظروا اليوم قبل فترات قليلة أطلقنا بيان استنكار على مسألة الحصار الذى يضرب الفلوجة، وجدنا أكثر من 104 آلاف معلق على البيان عبر صفحتنا، لا يوجد بينهم 100 شخص يتكلمون فى صالح الفلوجة، وجدنا تعليقات «هم اللى دبحوا أبناءنا». ■ حدثنا عن فترة وجودك فى السجن؟ - اعتُقلت يوم 1 يناير 2004 وأُطلق سراحى يوم 1 يناير 2009، بتهمة أننى قائد السنة فى العراق، وأعلنت الجهاد رسمياً، وكان المسجد هو مقر المجاهدين، ورفضنا الاحتلال وأوجبنا على المسلمين القتال، وكان بالاتفاق مع التيار الصدرى، وصارت معارك فى الفلوجة وسامرّاء والنجف والكوفة وبابل، وكانت معارك تخص الطرفين، واستطعنا أن نسحق المشروع الأمريكى الذى جاء بعقيدة يهودية بحتة «فرق تسد». ومع الأسف كان وزير الداخلية صالح النقيب وقتها من أهل السنة من سامرّاء فى كل جلسة يحرّض الأمريكان على جامع أم الطبول بسبب أن الجامع أصبح يهدد المشروع الأمريكى، حتى اعتقلونى. ■ كيف تم القبض عليك؟ - ظللت أقاتل الأمريكان حتى ظهرت دعوات للحوار، وكان الوسيط فيها عصم الجنابى مع السيد عبدالعزيز الحكيم، واتفقنا أن يكون هناك جلسة مع الأمريكان، وأردنا نحن أن يكون هناك اعتراف رسمى بموقفنا الجهادى كعمل مشروع، لأنه بما أن الرئيس الأمريكى جورج بوش قال إنها حرب صليبية فإن الجهاد داخل العراق مشروع ضد هذه الحرب، وقلنا إن كل الخراب الذى حدث للعراق لا بد أن يعمروه، وكل المعتقلين فى السجون لابد أن يخرجوا، وبما أنهم خربوا البنية التحتية والجيش والشرطة فليعيدوا إصلاحها، وجلسنا الجلسة الأولى فى بيت عاصم الجنانى، وصار الاتفاق على 10 نقاط، هم اتفقوا على 9 عدا واحدة فقط، وهى أهم نقطة نطالب بها، وهى إعلان وقت الانسحاب من العراق. ■ كنتم تتفاوضون مع مَن فى القيادة الأمريكية المركزية؟ - مع ضباط أمريكيين، وكانوا يخاطبون القيادة الأمريكية والكونجرس والمخابرات والرئاسة فى الولاياتالمتحدة عبر الإنترنت، كانوا يكتبون إليهم فى أمريكا وهم يردون فى نفس اللحظة، ثم صار اتفاق إلى تأجيل جلسة الحوار بعد العيد وكان الموعد بعد 35 يوماً، واتفقنا مع أنفسنا أن نقلل العمليات ضد الأمريكان، حيث صار بيننا نقاشات وجلسات، لكن بعد أربعة أيام فقط من الجلسة، وعند الساعة السابعة صباحاً، وجدنا القوات الأمريكية تطوق المسجد بألفى عسكرى عراقى وأمريكى، و30 طائرة أباتشى تحلق فوق المسجد، واعتقلوا 56 شخصاً، أطلقوا سراح 26 وبقينا 30 شخصاً فى السجن 6 أشهر، وآخرون 8 سنوات، وأنا مكثت 5 سنوات، وكنا طوال فترة الاعتقال فى لقاءات متكررة، حيث لابد من لجنة تأتى لتتحدث عن مسألة التفاوض، وكنا نعرف أن الأمريكان أهل كذب يحاولون تضييع الوقت، ويكتشفون من خلال النقاشات درجة خطورة المقابل ويجرون دراسات نفسية يدرسون بها حالة المعتقل وحالة السجن ويكوّنون بها دراسات كبيرة وإحصاءات من خلال هذه المقابلات. ■ إلى أى سجن ذهبت؟ - فى البداية احتجزونا فى سجن داخل المطار يسمونه ال«بى دى آى»، وفيه يجرون التحقيقات من الجهات المختصة بمكافحة الإرهاب والإجرام، ويتحدد بناء عليها إما الإفراج أو الترحيل إلى سجن أبوغريب، بقيت فى هذه الدائرة 100 يوم، ثم انتقلت إلى سجن أبوغريب، وكان مقسماً من «الكامب» الأول حتى الثامن، وكلما انتقلت إلى «كامب» أعلى يعنى أنه زادت خطورتك، وكنت أنا فى «الكامب» الثامن وبقيت 11 يوماً، وشاهدت أحد الأمريكان يعتدى على سجينة عراقية ويتحرش بها، تعرفت على الجندى الأمريكى، وفى الوقت الذى كانوا يحضرون لى فيه الطعام أول ما فتحوا الباب خرجت وأمسكت بالجندى الأمريكى وضربته، وشافونى السجناء، وقاموا بثورة داخل السجن بسببى، حتى أعادنى الأمريكان من المحاجر، ونقلونى إلى «الكامب» الثالث. ■ هل التقيت أبوبكر البغدادى فى المعتقل؟ - بداية سنة 2005 كنا فى سجن أبوغريب فى الكامب الثانى (kampaont) وكان عدد المعتقلين تقريباً يزيد على 700 وكنا فى خيمة 8، وأكيد يكون هناك تعارف بين السجناء، فعرفنا أن اسمه إبراهيم أبودعاء، وباعتبار أنه دكتور فقد كان هناك اهتمام بالتعرف عليه، تعرفت عليه، وما كان يظهر منه أى تطرف أو أى شىء يدعو للتعجب أو التنبؤ بأى دور مستقبلاً، وكان متواضعاً ويحب لعب كرة القدم، وكانت أخلاقه عالية ومتواضعاً، ولم أره قط يتقدم ليصلى إماماً، بل كنت أنا إمامه وإمام الكامب كله، ولم ألتق به بعد أن انتقلت إلى كامب المرضى، ولم أسمع عنه إلا بعد أن أسس تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، ولقب نفسه ب«أبوبكر البغدادى». ■ وضح لى الصورة الحقيقية للعلاقة بين السنة والشيعة فى العراق وهل الصراع المسلح قائم بين هاتين الطائفتين؟ - أنا لا أصحح الصورة، الواقع هو الذى يصحح الصورة، وبعد الفتوى التى أصدرها السيد السيستانى بالتطوع للجهاد الكفائى قمنا فى دار الإفتاء بإصدار فتوى بضرورة الجهاد للدفاع عن الأرض والعرض والنفس، وفى ذلك الوقت شكلنا قوة سميناها قوة أحرار العراق لها أرضية كبيرة، أكتر من 50 ألف مقاتل سنى بينهم شيعة، واليوم لدينا فى الأنبار 7 آلاف مقاتل سنى، ونعطى شهداء فى بيجى والأنبار والحمد لله من أجل الدين أولاً ثم العراق، حقيقة لا يوجد صراع طائفى مسلح على الإطلاق بين السنة والشيعة، فأنت تجد فى عشيرتى مثلاً سنة وشيعة وعشيرة جبور سنة وشيعة أيضاً، كلنا عائلات كبيرة تضم فى داخلها سنة وشيعة، هذا سنى وأبوه شيعى وهذا شيعى وزوجته سنية، المشكلة ليست اجتماعية، هذه قضية سياسية خربت العراق باعتبار أنها أطراف أرادت أن تحرق البلد بمشروع أمريكى خبيث. ■ تقول إن لديكم 50 ألف مقاتل من السنة فى الحشد الشعبى؟ - نعم، يمكن يكون أكثر من 50 ألف مقاتل سنى. ■ تحت أى مسمى؟ - قوة أحرار العراق، وتنقسم إلى لواء طوارئ بغداد الأول، ولواء طوارئ بغداد الثانى، ولواء طوارئ بغداد الثالث، ولدينا الجيش العباسى فى الأنبار، ولواء طوارئ الأنبار الأول، وكتائب الحمزة، ولدينا فوج الصوفية، ولدينا فى بيجى لواء صلاح الدين الأول وفوج أمية، ولدينا سرية فى ناحية العلم والضلوعية، وفوج فى أبوحشمة. ■ وأين مقر تلك الفرق الموزعة على محافظاتالعراق الشمالية؟ - فى بغداد، هنا فى جامع أم الطبول، ولدينا ساحة فى المسجد يتلقون فيها التدريبات والمحاضرات لتأهيلهم فكرياً وعقائدياً ومنهجياً، ويطلق على هذه القوة الحشد السنى، لكنى لا أفضل هذا المسمى بأن يكون هناك حشد سنى لكى يقسم الحشد الشعبى إلى سنى وشيعى، بل أفضل تسميته بقوة أحرار العراق لأن بها شيعة أيضاً. ■ حتى الحشد السنى به شيعة؟ - نعم، به مئات الشيعة، بالنسبة للحشد فهو حشد شعبى عراقى سنى وشيعى. ■ ما دمت من مؤسسى الحشد الشعبى ولديك أكثر من 50 ألف مقاتل سنى، ما رأيك فى جرائم الحشد الشعبى من قتل وتعذيب لمدنيين وأسرى منتشرة على موقع «يوتيوب»؟ - العراق اليوم مخترَق بكل شرائح المجتمع، الأبواب مفتوحة على مصراعيها أمام أى مؤامرة وأمام أى جماعة تريد أن تفعل ما تشاء، فالحكومة مخترَقة والبرلمان مخترَق، وفى ظل انشغال هذه الجهات بما فيها الجيش والحشد ظهرت عصابات وجماعات زعمت أنها من الجيش أو من الحشد بعد ارتدائهم زى الجيش والحشد، وتنفذ عمليات قتل وذبح وسرقة، مستغلة انشغال الحكومة ومؤسسات الدولة بمعاناتها من خلافات واختراقات، لكن الجيش الحقيقى يصارع ويقدم شهداء من أجل العراق، والحشد الشعبى يقدمون خدمة سيذكرها التاريخ، فهم يقاتلون بدون رواتب أو وظائف رسمية بالدولة، ويروح منهم ضحايا ويستشهدون، لكن العصابات الخارجة التى تقاتل باسم السنة أو باسم الشيعة يصورون للعالم أن كل العراق هكذا، ويتم تسليط الضوء على هذه الفكرة وترويجها، كما أن كثرة الجماعات المسلحة التى ظهرت لمواجهة داعش سمحت لهذه العصابات بأن تندس وترتدى زى الجيش أو الحشد لارتكاب جرائم، وهو ما دفع هيئة الحشد الشعبى إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه العصابات وأى شخص يزعم أنه من الحشد الشعبى وبالفعل تم القبض على العشرات خلال الشهر الماضى فقط، يزعمون انتماءهم للحشد بهدف السرقة وتنفيذ جرائم. ■ بالنسبة لأسرى الدواعش، هل التقيت بهم؟ - نعم، وأرى أن الصورة مغيبة بالنسبة لهم، تعرف أن داعش ليس جميعهم دواعش، ففيهم من المحافظاتالغربية، وفيهم أناس رأوا المشكلة وتغرروا بمشروع الإخوان المسلمين، لكن الموجودين الآن كثير منهم نادمون من التصرفات التى تجرى عندهم، فالرسول وصفهم بالشدة والغلظة، همهم وشعارهم قتل المسلمين للشبهات، وبهذا يكون هناك لوم علينا، حيث يجب أن تشكل لجنة الحكماء لإعادة تأهيل ومواجهة هذه الأفكار، وفكرت بالفعل فى تشكيل لجنة الحكماء برئاستى لنطلع على بعض الحالات حتى نقيم مدرسة للدراسات الشرعية الاستراتيجية، مدرسة لنلتقى مع هؤلاء ونتعرف على أفكارهم ودوافعهم ونقاط قوتهم وضعفهم لتصحيح مفهوم الإسلام عندهم. ■ هل هناك علاقة بين الإخوان والدواعش؟ - أنتم يا مصريون تعرفون هذه المشكلة، لأن رئيسكم المعزول مرسى أيّده تنظيم القاعدة علناً، وتم دعمه من قبَل التنظيم رسمياً، وهذا فكركم أنتم أيها المصريون من كتب سيد قطب. ■ هل كان تشكيل الحشد السنى بالتنسيق مع المرجعية الشيعية؟ - المرجعية الشيعية أصدرت فتوى للتطوع للجهاد الكفائى والمرجعية السنية أصدرت فتوى للتطوع للجهاد عن العراق، السنة استجابوا يقيناً للفتوى السنية، والشيعة استجابوا للمرجعية الشيعية وجُمعت الفتويان فحمتا العراق. ■ وهل ستلقى دعوة أخرى بعد انتهاء الحرب مع داعش لحل الفرَق التى تم تشكيلها؟ - من باب الحقوق والإنسانية والشرعية والأخلاقية، يمكن أن تكون هذه الفرق جزءاً من الجيش، هذا من باب الحقوق، كيف لجندى جاء ليتطوع وأنت تقول له ارحل إلى بيتك؟ يمكن أن تجرى تفاهمات حول هذه الأمور؟ والحشد قدم خدمة كبيرة عجزت عنها القوات المسلحة العراقية بسبب الصدمة التى تعرضت لها القوات، وتمكن الحشد الشعبى من إعادة المعنويات الكاملة لروحهم وقوتهم. ■ يقال إن إيران تتدخل فى العراق. - يوجد تدخل إيرانى فى العراق، وتدخل سعودى، وتدخل تركى، السنة يقولون إن هناك تدخلاً إيرانياً، والشيعة يقولون بالتدخل السعودى والتركى، والمشكلة أن الشعب العراقى لا بد أن يحافظ على هويته بنفسه.