بعد ظهور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية مباشرة أصدر عدد من الشخصيات العامة الشهيرة - منهم الأساتذة علاء الأسوانى، ووائل الإبراشى، ويسرى فودة، وخالد يوسف - بيانات وتصريحات تؤيد انتخاب محمد مرسى - مرشح حزب الحرية والعدالة وهو الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ومرشح التيار الدينى بأطيافه المختلفة - ورفضها لانتخاب أحمد شفيق المرشح الفردى، ولكنه المرشح الفعلى للدولة المصرية ونظام ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير. المدهش هو التعجل فى الإعلان الصادر من هذه الشخصيات العامة الذى يشى بانفعال عصبى أنساهم الفارق بين كونهم مواطنين عاديين، وبين أنهم شخصيات عامة شهيرة دعت الشعب عن طريق وسائل الإعلام والصحافة وشبكات التواصل الاجتماعى إلى اتجاهات سياسية مؤيدة للثورة والتغيير، وداعمة للتقدم والتنوير والتحديث، بما يعنى أن البعض من عامة الشعب والمثقفين يثمنون آراءهم ويتتبعون مواقفهم، وقد يفكرون كثيراً ليزنوا هذه الآراء ليأخذوا منها الصالح، ويرفضوا ما لا يتناسب مع وجهة نظرهم، ولكن تظل هذه الآراء مدعومة بشهرة هذه الشخصيات، والثقة فى صدقهم وحسن إدراكهم للمصلحة العامة للوطن، غير أن الكثير من عامة الشعب يثقون فيما يصدر عن هذه الشخصيات وفيما يبدونه من آراء، ثقة تتراوح بين الكبيرة والمطلقة، وتصبح هذه الآراء التى قيلت متعجلة لاهثة بالغضب والانفعال، التى لم يصاحبها تبرير منطقى مقنع، قناعات لا شك فى صحتها، على أن المشكلة أن الواقع سريع التغيير، والأحداث متلاحقة، والقوى السياسية تناور وتقدم التنازلات والتراجعات، والوسطاء يتدخلون لتقريب وجهات النظر، ويأتى الرفض أو القبول من القوى السياسية ليؤكد أو يوضح أو يكشف مواقف، سواء كانت مزيفة أو صادقة، هشة أو صلبة ومتماسكة، وهنا يبدو الموقف الأول الصادر فى التصريحات شديد البدائية والسطحية خالياً من حسن التقدير. وتظل المشكلة أن هذه الشخصيات التى يفترض أن تقود الرأى العام، قد ارتكبت خطأ تضليل الرأى العام بالتعجل، حتى لو كان بحسن نية، ونرجو أن نتذكر أن الطريق إلى الجحيم مفروش بالنيات الطيبة.