أكد الشيخ محمد العريفي أن سبب تدني الخطاب الديني لدى بعض الدعاة يرجع في المقام الأول إلى انتشار الفضائيات الدينية واتساع مساحة بثها، مما يجعلها لا تدقق في نوعية المتحدثين على شاشاتها، فظهر على الشاشات عدد من قليلي الثقافة والوعي والفقه والعقل، ومثيري الفتن وغلاة المتطرفين، وأنه عندما يسأله سائل عن فتاوى الفتنة والتطرف، فإنه يجيب دائما أن الكبار من المشايخ الثقاة المشهود لهم بالفقه والتقوى لا يصدر عنهم إلا ما يجمع ولا يفرق ويؤلف ولا ينفر، وأن فتاوى التكفير والكراهية والتطرف لا تصدر إلا عن مجهولين من مشوهي الفكر والفقه والعقل. والتقى الشيخ محمد العريفي مساء أمس الأربعاء بمنزله بالرياض وفداً شعبيا من أبناء الجالية المصرية بالسعودية، يتقدمه المهندس أمام يوسف رئيس اتحاد العام للمصريين بالسعودية، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، والقنصل طارق سراج وجمع من أعضاء الاتحاد وعدد من رموز الجالية المصرية بالرياض. عبر الشيخ العريفي في بداية اللقاء في كلمة قصيرة عن سعادته البالغة باستقبال وفد يمثل أبناء مصر العاملين على أرض وطنهم الثاني السعودية، وعن سعادته من كافة أشكال الحفاوة التي لقيها أثناء زيارته الأخيرة لمصر على كافة المستويات الرسمية والشعبية. وأوضح العريفي أنه التقى بعد العودة من زيارته الأخيرة لمصر بقيادات على أعلى المستويات في المملكة أعربت له عن تقديرها لما قام به الشيخ من التعبير الصادق عن مكانة مصر في قلوب كل سعودي قيادة وحكومة وشعبا. بعد كلمة الشيخ قدم المهندس إمام يوسف رئيس الاتحاد ، لوحة تذكارية له تعبيرا عن امتنان الشعب المصري كافة والجالية المصرية بالسعودية بشكل خاص للشيخ، والمشاعر التي يحملها كل مصري تجاه الشيخ العريفي بعد سلسلة خطبه الأخيرة والتي ذكر فيها وعدد فضائل مصر ومكانتها، ودورها التاريخي، وقد تلى المهندس يوسف نص اللوحة التذكارية .. التي جاء فيها: «إلى الرجل الذي دخل قلب كل مصري .. وبادلته مصر حبا بحب .. وأصبح بصدق كلماته، ودفء مشاعره، ونبل مقاصده أخا وصديقا وحبيبا وشيخا جليلا في فؤاد مصر وذاكرتها .. يتقدم الاتحاد العام للمصريين بالسعودية نيابة عن كل أبناء الجالية المصرية بالسعودية بكل آيات الحب والتقدير والامتنان لفضيلته، داعين العلي القدير أن يديم عليه الصحة والعافية .. وأن يبقيه دائما منبر حق ووفاء وصدق .. ونبراس نور وضياء لسماحة الإسلام وكرامة المسلمين». كما أعرب القنصل طارق سراج، نائب القنصل العام بالرياض، والذي رافق الوفد، عن تحيات وتقدير البعثة الدبلوماسية المصرية بالمملكة وعلى رأسها السفير عفيفي عبدالوهاب، سفير مصر لدى المملكة، والسفير حسام عيسى، القنصل العام بالرياض، وكافة أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي لفضيلته، ناقلا للشيخ رغبة السفير في ترتيب حفل استقبال رسمي لائق له في مقر السفارة. ودار بعد ذلك حوار مفتوح بين وفد الاتحاد العام للمصريين فى السعودية ورموز الجالية والشيخ العريفي، وصف خلالها تفاصيل زيارته الأخيرة لمصر، ومقدار ما لقيه من صادق المشاعر من كل من قابلهم سواء من المسئولين أو شيوخ الأزهر، أو من أفراد وجموع الشعب المصري «الذين أحاطوه بسياج من الحب لا يمكن وصفه». وفي سياق الحوار طرح الحاضرون على الشيخ العديد من الأسئلة والمداخلات والتعليقات في جو أخوي حميم، وفي سياقها أشار الشيخ العريفي أن الإسلام بسماحته وقبوله للآخر يجعل من أقباط مصر بمكانتهم الرفيعة في قلوب المسلمين ووصية الرسول الكريم عليهم، جناحا هاما لا تتم بدونه نهضة مصر وتقدمها، وأن تناحر عناصر الأمة الواحدة هو سبيل أكيد لدمارها، وجعلها لقمة سائغة لأعدائها، وأن لا خيار لدى المصريين سوى العمل سويا كأبناء بلد واحد، يدا واحدة، ومصير واحد. كما تطرق الشيخ العريفي في رده على أحد الأسئلة، إلى ما أثير مؤخرا من لغط، وما قيل عن فتوى له بضرورة احتشام البنت أمام أبيها، منوها أن هذا نموذج فج للتدليس وسوء النيه من بعض الذين يسعون إلى التضليل، عن طريق اجتزاء الآراء من سياقها والظرف الذي قيلت فيه، حيث أوضح فضيلته أن هذه الفتوى جاءت في سياق رده على سؤال سائلة له أثناء لقاء تلفزيوني حيث سألته عن ماذا تفعل وزوجها شخص شاذ التصرفات منحط الأخلاق دنىء الصفات، يتحرش بابنته، فأجابها بأن تجعل ابنتها دائما تحت عينها وأن تحميها من شذوذ أبيها، وأن تتوقى مواطن إثارة نفسه المريضة الشاذة بأن تجعل ابنتها لا ترتدي ملابس مثيرة أثناء وجودها أمامه، وما إلى ذلك من النصائح التي جاءت في سياق حالة خاصة، وسؤال بعينه ولا يتم ولا يصح تعميمها. كما أشار العريفي في سياق حديثه عن احتفاء قادة المملكة وكبار مسئوليها ومشايخها بخطب الشيخ عن مصر، وما أظهره ذلك من مدى محبة الجميع لمصر، واعترافهم بمكانتها، وأهمية دورها، وريادتها، ومدى الصلات والروابط التي تربط مصر والمملكة عبر مئات السنين، ومواقف القادة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله، منوها فضيلته بأن هذه الروح ليست غريبة عن مصر والمملكة، وأن الأيام الأخيرة تشهد حالة وجدانية فياضة بين الشعبين الشقيقين تجعل من المناسب الآن، بل ومن الضروري، العمل في كافة الاتجاهات لترجمة هذه الروح الوثابة الصادقة، لما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، وأنه يرى أن هذا التعاون يمكن أن يأخذ العديد من الأشكال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. من جانبهم أعرب ممثلوا الجالية عن المكانة الرفيعة التي احتلها الشيخ الدكتور محمد العريفي في قلوب كل المصريين، وأن كلماته عن مصر وعظمتها ومكانتها وفضائلها جاءت في وقت عصيب يمر على الإنسان المصري، وأن كلمات الشيخ جاءت بردا وسلاما على قلوب المصريين أعادت لهم ثقتهم في أنفسهم، وفي قدرتهم على تخطي كل الصعاب التي يمرون بها في الآونة الأخيرة. من جانب آخر نوه أحد الحضور عن متابعة المصريين بالسعودية لخطب الشيخ منذ فترة ليست بالقصيرة واعتزازهم كمحبين بوسطية الشيخ واعتدال خطابه الديني، وقدرته المتميزة على لمس الواقع بمشاكله وملابساته، مدللين على ذلك بخطبة الشيخ الخاصة بمعاملة الأجانب العاملين على أرض المملكة أهمية إكرامهم والإحسان إليهم وأداء حقوقهم وعدم ظلمهم، والنداء الذي وجهه إلى خادم الحرمين الشريفين بهذا الصدد وخاصة ما يتعلق بأبناء العاملين ممن ولدوا على أرض المملكة. واختتم اللقاء بكلمة للشيح الدكتور محمد العريفي أعرب فيها عن بالغ سروره بهذا اللقاء الأخوي الذي تم بين أشقاء له في الدم والدين والوطن واللغة، وعن المكانة الخاصة التي حظي بها اللقاء في قلبه، وأن حميمية هذا اللقاء ودفء المشاعر فيه جعلته يأمل أن يمتد ساعات وساعات. كما عبر فضيلته عن شكره للاتحاد العام للمصريين بالسعودية، لحسن تمثيله للشعب المصري، واللفتة الطيبة بالقيام بهذه الزيارة التي أدخلت على قلبه السرور والغبطة، منوها فضيلته بالدور الذي يقوم به الاتحاد في التواصل والتآخي بين الشعبين الشقيقين، ودعم المصريين في المملكة وخاصة في النواحي القانونية، متمنيا أن تحذو كل الجاليات حذو الجالية المصرية في تكوين مثل هذا الاتحاد كما دعى فضيلتة المصريين فى السعوديه الاشتراك فى الاتحاد للاستفادة من الخدمات المميزه الذى يقدما الاتحاد لاعضائه .