يعانون من الاحتلال منذ أكثر من 60 عامًا. تعودت أياديهم على قذف الحجارة التي تسقط كالصواريخ النووية على أعدائهم، واعتادت عيونهم على رؤية الدخان والنيران والدمار، بينما اعتادت أسماعهم على أصوات القنابل إذ تهوي على البيوت فتدكها. لكن هذا الشتاء حمل لهم سحبًا وثلجًا، ليتغير المشهد الذي اعتادت عيونهم على رؤيته، ونزلوا إلى الشوارع يلعبون لتستريح أياديهم قليلا من الحجارة ويقذفون بعضهم البعض بكرات الثلج، أما آذانهم استبدلت صوت القنابل بصوت الرعد الذي يهز السماء قبل تساقط الثلوج، لتغطي ساحات وشوارع القدس، وتكتسي قبة الصخرة بالأبيض، والتي تخلت عن بريقها الذهبي قليلا، مستمتعة بالثوب الثلجي الجديد. الفلسطينيون قادرون على انتزاع لمحة من الجمال والحياة والفرحة، على الرغم من جحيم الاحتلال.