رابطة الجامعات الإسلامية تشارك في مؤتمر لمعالجة الاختلاف بين فرق المسلمين

تشارك رابطة الجامعات الإسلامية في المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة، الذي تستضيفه جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم بجمهورية السودان خلال الفترة من 11 إلى 12يناير الحالى.
وقال الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، إن المؤتمر يهدف لمعالجة الاختلافات بين طوائف المسلمين الذين تفرقوا إلى أكثر من سبعين فرقة متراوحة بين طرفي التشدد والتساهل، ويحتاج المسلم لمثل هذا المؤتمر للاقتداء والتآسي بالرسول القائد الذي يحشد الأمة نحو أهداف فاضلة وغايات رئيسة تهم الناس في حياتهم اليومية، ذلك أن دراسة سيرته تُعَلِّم الناس فن صناعة الحياة وإدارتها على النحو الأمثل في إعمال الذهن والتفكير والتربية والتعليم والإستراتيجيات والتخطيط.
ولفت إلى أن محاور المؤتمر تدور حول النبوة والرسالة، ودراسة الأوضاع العالمية قبل البعثة مقارنة بأوضاع العالم اليوم، ودور النبوة والرسالة في نشأة الحضارات وبنائها، ومراحل الدعوة ودورها في تحقيق مقاصد الشريعة، وإبراز نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة. وأيضا دراسة محبة النبى باعتبارها أساس الإيمان، وفقه السيرة وتنزيل الأحكام في الواقع (في التربية الأخلاقية، والجهاد، والسياسة الشرعية والتشريع، وفي المعاملات المالية والاقتصادية، وفي العلاقات الدولية).
كما يتناول المؤتمر وضع المرأة فى الاسلام مقارنة مع أوضاع المرأة في الغرب، والتعامل مع غير المسلمين، كما تتضمن محاور المؤتمر دراسة موقف الغرب من رسول الإسلام، والأسس الفكرية لمعاداة الغرب للإسلام ولرسوله، وجهود المنصفين من المستشرقين، ودور المستشرقين في تشويه السيرة النبوية، كما يتناول المؤتمر دراسة جهود المسلمين في العصر الحاضر في خدمة السيرة النبوية، من خلال دور الإعلام في التعريف برسول الله عليه السلام، والمواقع الإلكترونية، وترجمة السيرة والأخلاق النبوية للغات الأجنبية.
ومن المقرر مشاركة رابطة الجامعات الإسلامية في هذا المؤتمر بوفد برئاسة د. جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ويضم الباحث أحمد علي سليمان المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية، حيث يشارك الأمين العام للرابطة في اجتماع مجلس أمناء جامعة إفريقيا العالمية يوم 10 يناير الجاري، ثم يقدم دراسة علمية في المؤتمر بعنوان "أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية"، مشيرا إلى أن أخلاقيات الحرب التي وضعها الإسلام تتجلى في غزوات الرسول، التي احتوت على هذه الأخلاقيات فى الممارسة العملية، خاصة غزوات: بدر، وأحد، وحنين، وفتح مكة، كما تجلت بشكل واضح فى صلح الحديبية. وأكد أن أخلاقيات الحرب فى الإسلام والتى استخلصت من أقواله عليه الصلاة والسلام وأفعاله فى الغزوات، تعد من الشواهد العملية على رحمة النبي وعالمية الدين الإسلامي الذي جاء به من ربه، فقد سبق الإسلام مواثيق حقوق الإنسان الدولية بمئات السنين.
فالإسلام مثلا ركز على الجوانب الإنسانية والأخلاقية التى وضحت بجلاء فى السيرة النبوية في ضبط سلوك المقاتلين، وتعاملهم مع ضحايا الحروب بصورة إنسانية تمثل رحمة الإسلام في أغلى معانيها.
كما يقدم الباحث أحمد علي سليمان دراسة بعنوان "دور الإعلام في التعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم"، يؤكد خلالها أن التعريف بالنبي واجب إسلامي أصيل، وتصحيح لمفاهيم مغلوطة، وتفنيد لأباطيل شائعة، أسهم فيها بقصد أو بغير قصد العالم الإسلامي، حين قصر في أداء واجبه نحو التعريف بنبيه وبدينه الحنيف الذي يعد رافدا حضاريا من أهم روافد الحضارة العالمية المعاصرة. وتتضمن الدراسة تجارب عملية في مجال التعريف بالنبي وبدينه الحنيف، أتيحت للباحث من خلال زياراته الدعوية للعديد من الدول الغربية، ويتناول البحث قراءة في تعاطي وسائل الإعلام مع الإساءات الموجهة لرسولنا عليه الصلاة والسلام. والمسلمون وصورة الرسول في الإعلام الغربي،
داعيا إلى تفعيل دور الإعلام فى الرد على الإساءات من خلال خطة إستراتيجية إعلامية متكاملة، تشترك في تنفيذها وتمويلها كل الدول الإسلامية، تعمل على إيضاح الحقائق المتعلقة بالنبي وتواجه الهجمة الشرسة على سيرة الرسول وشريعته.