أصدرت نيابة غرب القاهرة الكلية بإشراف المستشار أحمد البحراوى، المحامى العام الأول للنيابات، قرارها بالتصريح بدفن 7 جثث هم محصلة ضحايا الاشتباكات التى نشبت منذ فجر أمس بين أنصار المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة «حازم أبوإسماعيل» بشارع الخليفة المأمون بالعباسية وعدد من البلطجية، الذين هاجموا اعتصامهم باستخدام الأسلحة النارية والخرطوش والمولوتوف، وذلك عقب تشريحها بواسطة الأطباء الشرعيين، فى الوقت الذى رفض فيه جميع أهالى المتوفين تشريح الجثث وطالبوا بتسليمها لهم لدفنها. كشفت تحقيقات النيابة أن سبب الوفاة بالنسبة للقتلى السبعة هو الإصابة بطلقات نارية فى الرأس فيما عدا حالة واحدة أصيبت برصاصة خرطوش فى منطقة الصدر، وأفادت المعاينة المبدئية التى أجرتها النيابة ومناظرة الجثث بأن القتلى الذين نُقلوا إلى مستشفى دار الشفاء بالعباسية هم: «مصطفى إسماعيل حسين» و«رأفت رضا نبيل بدران» و«عمرو إبراهيم الدسوقي» و«أسامة أحمد عبد السلام» و«أبو الحسن إبراهيم محمد»، بينما تم نقل «أحمد إبراهيم بدير أحمد» إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، و«عاطف فتحى عبد الفتاح عبد السلام» إلى مستشفى الزهراء. فى الوقت نفسه تجمع العشرات من أسر المتوفين أمام نيابة غرب القاهرة، بمبنى محكمة جنوبالقاهرة بباب الخلق، وطالبوا النيابة بالإسراع فى استخراج تصاريح الدفن الخاصة بذويهم، ورفضوا أمام ممثل النيابة العامة أن يتعرض أى من الجثث السبع لعملية التشريح، وهو ما رأته النيابة غير قانونى، وصممت على إصدار تصاريح الدفن متضمنة جملة «عقب عملية التشريح». واستدعت النيابة وليد إبراهيم الرفاعى، شقيق المتوفى «أحمد»، لسماع أقواله حول الواقعة، حيث كان شاهد رؤية على مقتل شقيقه أثناء الاشتباكات التى وقعت وقت وجوده بصحبته فى اعتصام «أنصار أبوإسماعيل»، وقال وليد، خلال تحقيقات استمرت أكثر من ساعتين متواصلتين، إنه يسكن بمنطقة المطرية، وكان بصحبة شقيقه الأصغر فى الاعتصام، وفوجئ بعدد من الأشخاص المجهولين يحملون الأسلحة النارية والخرطوش ويطلقون النار بطريقة عشوائية على المعتصمين، مما أدى إلى استقرار رصاصة برأس شقيقه فسقط بجانبه جثة هامدة، وطلب من النيابة سرعة صرفه للحاق بدفن شقيقه وأخذ العزاء فيه. «أبو كريم»، عم المجنى عليه رأفت رضا، وقف أمام مكتب وكيل النيابة منتظراً تصريح الدفن فى حالة من الحزن والتوتر، وقال ل«الوطن»: «إحنا من سكان العباسية ناحية السوق، ومالناش دعوة بحاجة، وابن اخويا كان راجع على بيته، خد طلقة فى راسه من غير ذنب، وهو أصلاً مش عارف الهدف من ورا الاعتصامات دى إيه، منهم لله اللى ضيعوا حياته». مصدر قضائى رفيع المستوى أكد ل«الوطن» أن التحقيقات والإجراءات التى تقوم بها النيابة تمت دون تحرير أو تسلم أى محاضر من جانب الشرطة، و«النيابة عملت ده من تلقاء نفسها، لأن ده دورها فى البحث عن الحقيقة والتوصل للجناة فى الجرائم المختلفة»، وأوضح أن هناك صعوبة فى الوقت الحالى فى إجراء معاينة لمكان الأحداث، لتجدد الاشتباكات، نافياً ما تردد حول قيام مجهول بذبح المجنى عليه «أحمد الرفاعى»، وأكد أن سبب وفاته «طلق نارى فى الرأس».