السؤال الذي يطرح نفسه علي الساحة الآن من المسئول عن موقعة العباسية التي راح ضحيتها ما يقرب من 11 قتيلاً وعشرات المصابين؟ تلك الأحداث التي بدأت باشتباكات بين أنصار المرشح الرئاسي المستبعد حازم صلاح أبوإسماعيل ومسلحين مجهولين بالقرب من مقر وزارة الدفاع. قد أصدر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بياناً صحفياً أعلن فيه صدور قراره بتكليف المستشار أحمد الدجراوي المحامي العام لنيابة غرب القاهرة برئاسة فريق من أعضاء النيابة العامة للتحقيق في أحداث العباسية التي وقعت فجر أمس والتي أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات للوقوف علي أسباب هذه الأحداث. جاء في البيان الذي أعلنه المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي للنيابة العامة ان أعضاء النيابة العامة قاموا بمعاينة أماكن الأحداث كما انتقلوا إلي المستشفيات التي تم تحويل المصابين والضحايا إليها للوقوف علي الأعداد النهائية لهؤلاء وهي مستشفيات دار الشفاء والزهراء الجامعي والتأمين الصحي. قد تم تكليف أطباء مصلحة الطب الشرعي بمعاينة جثث المتوفين لتحديد الأسباب المؤدية لوفاتهم مع التصريح بدفنهم عقب انتهاء علميات التشريح. كما تبين لمحققي النيابة تضارب أعداد المصابين وعدم تحديدها بدقة لأن هناك عدداً منهم غادروا المستشفيات بعد ان تم علاجهم ولم يتم الاستماع إلي أقوالهم. كما كشفت التحقيقات ان هناك عدداً من الأشخاص المجهولين قاموا باستخدام أعيرة نارية وخرطوش وقنابل مسيلة للدموع وإطلاقها علي المتظاهرين المتواجدين بالميدان. أكد المستشار عادل السعيد ان النائب العام أمر بنزول أعضاء النيابة إلي ميدان العباسية فوراً لمباشرة التحقيقات رغم عدم قيام الشرطة بتحرير محاضر بتلك الأحداث. قرر المصابون الراقدون في المستشفيات انهم لم يتعرفوا علي هوية من تسببوا في إصاباتهم وان أشخاصاً مجهولي الهوية هم الذين هاجموهم وتسببوا في إصاباتهم وإحداث وفاة آخرين. أضاف المستشار عادل السعيد ان بعض أهالي منطقة العباسية تمكنوا من ضبط ثلاثة أشخاص من أنصار حازم أبوإسماعيل قاموا بإطلاق أعيرة نارية من بندقية آلية كانت بحوزة أحدهم وهم شاهين حسن عبدالهادي وهاني السحيمي ومحمد عثمان أبوالمجد كما تم ضبط ثلاثة من أعضاء جماعة الاشتراكيين الثوريين وهم أحمد محمد متولي ومؤمن أحمد شاكر ومعتزة محمد صلاح وبحوزتهم منشورات مذيلة بتوقيع الاشتراكيين الثوريين ومكتوب عليها نعم نريد انقاذ مصر من الاستبداد. قد قام الأهالي بتسليم هؤلاء إلي قسم شرطة الوايلي حيث تم تحرير محاضر ضدهم وإحالتهم إلي النيابة للتحقيق معهم. اختتم قائلاً إن الحصيلة النهائية التي تم التوصل إليها حتي الآن لضحايا الحادث هم: أبوالحسن إبراهيم طالب بالسنة الثالثة بكلية طب جامعة قنا وينتمي لحركة 6 أبريل وقد أصيب بطلق ناري بالصدر ومصطفي أسامة أحمد عبدالسلام من السنبلاوين دقهلية وأصيب بطلق ناري بالرأس وعمرو إبراهيم الدسوقي من العباسية وأصيب بطلق ناري في الرأس مصطفي إسماعيل حسين "سائق" من العباسية وأصيب بطلق ناري في الرأس وعاطف فتحي عبدالفتاح "طباخ" وأصيب بطلق ناري في الصدر ورأفت رضا جميل "طالب" وأصيب بطعنات نافذة بالجسم وأحمد إبراهيم بدر مهندس زرا عي من المحلة الكبري وأصيب بطلق ناري بالرأس وأحمد رفاعي وطارق عبدالنبي وقد تم ذبحهما بالإضافة إلي اثنين مجهولي الشخصية لم يتم التعرف عليهما حتي الآن. من ناحية أخري أكد محمد خالد مهندس: الأحداث التي يشهدها ميدان العباسية سيناريو متكرر من أحداث التحرير ومحمد محمود وغيرها حيث شهدت المنطقة حالة من الرعب والهلع والفزع وأغلقت المحلات التجارية أبوابها خوفاً من أي تجاوزات في الساعات القادمة. أضاف حدثت اشتباكات حامية بين المتظاهرين بعضهم البعض واستخدموا الطلق الحي والخرطوش مما أدي إلي وقوع عدد كبير من القتلي والجرحي. يقول حمد مجدي أحد المعتصمين: لن ننتازل عن مطالبنا لحظة واحدة فرحيل المجلس العسكري وتسليم السلطة والإسراع في محاكمة المتسببين في حادث بورسعيد أهم مطالبنا. يقول أحمد شهيد صيدلي: عدد القتلي تجاوز ال 20 قتيلاً حيث تحول الميدان بأكمله إلي ساحة دماء وقامت مدرعات الجيش بتطويق العباسية وقوات الأمن المركزي وبعض القوات الخاصة وقاموا بغلق الطريق أمام السيارات. أضاف ان وزارة الصحة قامت بإرسال 7 سيارات إسعاف لنقل المصابين إلي المستشفيات القريبة من الميدان. أضاف ان هناك مجهولين قاموا بمحاصرة مستشفي دار الشفاء القريبة من ساحة الأحداث ومنعوا المصابين من الدخول لتلقي العلاج. يقول إبراهيم أبوالحسن طالب بجامعة عين شمس وعضو بحركة 6 أبريل: استشهد زميلي أحمد رجب بكلية الآداب بطلق ناري بمنطقة ميدان عبده باشا بواسطة البلطجية المندسين وسط أهالي منطقة العباسية الذين يقومون بنشر الفتن بين أهالي العباسية والمعتصمين حتي دارت ما يشبه المعركة الحربية بين الطرفين استخدمت فيها كافة الأسلحة النارية والبيضاء والشوم والطوب ونتج عنها الكثير من الشهداء من الطرفين. عبدالرحمن سعيد طالب: منذ فترة ونحن معتصمون دون أي مشاكل وفوجئنا بأهالي العباسية ومعهم بعض البلطجية يهجمون علينا ونحن سنظل معتصمين حتي تتحقق مطالبنا بإنهاء حكم العسكر وإلغاء المادة .28 يحيي حمدي دكتور صيدلي: قام بعض البلطجية بالاندساس وسط أهالي العباسية وقاموا بإطلاق النار علينا وبالتالي كان هناك رد فعل للشباب المعتصم وهذه بداية المأساة.