رحَّب سياسيون وبرلمانيون بحديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، أمام عدد من النواب والسياسيين والمثقفين، حول القضايا المطروحة على الساحة، وأهمها قضية جزيرتَى «تيران وصنافير»، مشيرين إلى أن حديثه تميز بالشفافية والوضوح، وأكد أنه لا يمكن التفريط فى ذرة رمل من تراب الوطن، فى الوقت الذى اعتبر فيه البعض أنه لا تزال هناك قضايا مبهمة بحاجة لتوضيح وأحاديث أخرى من الرئيس. وقالت الدكتورة هالة السعيد، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ل«الوطن»، إن حديث الرئيس ونقله على الهواء خطوة إيجابية تتمتع بروح الشفافية والوضوح، وهو عنصر مهم فى سبيل تحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى. وتابعت: «كنا نتمنى أن يتم ذلك اللقاء فى وقت سابق، لكنه حدث الآن وهى خطوة إيجابية مهمة من أجل السلم والاستقرار المجتمعى». وأعرب أحمد الفضالى، رئيس تيار الاستقلال، عن ثقته الكاملة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنه لا يمكن أن يفرط فى أى شبر من أراضى الدولة المصرية. ودعا «الفضالى» مجلس النواب لإجراء استفتاء شعبى على تبعية جزيرتَى «تيران وصنافير»، لإنهاء الجدل الدائر حالياً فى أعقاب توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التى تقضى بتسليم الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية. وقال النائب مصطفى بكرى إن الرئيس بدا واثقاً ومتزناً كعادته ووجه حديثه لعامة الشعب، وبدا أنه مطمئن رغم أن الأوضاع حوله مقلقة، فتحدث عن أهم القضايا الشائكة وهى قضية «تيران وصنافير» وأنهما سعوديتان، ودعا الناس لترك القضية للبرلمان باعتباره صوت الشعب، كذلك تحدث عن المؤامرة التى تتم لخلق أزمة بين مصر وإيطاليا. وقال النائب محمد الغول، عضو المكتب السياسى لائتلاف «دعم مصر»، إن «السيسى» فى خطابه تحدث بلغة الشعب وركز على نقطة مهمة للغاية، وهى ثقة الشعب فى مؤسسات الدولة، عملاً بمبدأ أنه «ليس كل ما يُعرف يُقال»، لأن هناك كثيراً من المشكلات الحيوية للدولة لا يمكن عرضها بشكل مفصل على جميع الناس، ولا يجب طرح سُبُل معالجتها على وسائل الإعلام، على حد قوله. وأضاف «الغول» ل«الوطن»: «الرئيس أراد بتوجيهاته بالكف عن الحديث فى قضية الجزيرتين، ألا يتداول الشباب معلومات خاطئة أو غير مدروسة على مواقع التواصل الاجتماعى، كما أكد أن وزارة الخارجية والمخابرات والجيش راجعوا الوثائق، ولا أعتقد أنه من الكياسة والحكمة أن 90 مليون مصرى يطّلعون على عليها». وأشادت النائبة مارجريت عازر، عضو المكتب السياسى لائتلاف «دعم مصر»، بكلمة «السيسى»، مشيرة إلى أنها تميزت بالصدق والأمانة والشفافية التامة، حيث أكد الرئيس أنه لا يبيع أرضنا لأحد ولا يأخذ حق أحد، وأن مصر لا تُفرط فى أى حق لها بشأن جزيرتَى «تيران وصنافير» ولكن أعطت السعودية حقها فى إطار القرار الجمهورى الصادر سنة 1990. وقالت «عازر»، فى بيان لها: «السيسى أكد أننا لا نعتدى على أى دولة نأخذ خيرها بحجة الإرهاب، ولكن نمتلك الصبر على إيذاء الآخرين لنا، ونعطيهم الفرصة لمراجعة مواقفهم تجاه مصر، فحديث السيسى تميز بصراحته التامة ووقوفه بكل قوة هو وزير الدفاع ضد نظام الإخوان، وتأكيده أن عقيدة الجيش تعنى الحفاظ على كل ذرة رمل فى هذا الوطن وعدم الانتماء لأية تيارات سياسية». وتابعت: «لدينا رئيس جمهورية يخاف على شعبه ووطنه ويعيش لحظة بلحظة أمور الشعب ويفهم ما يدور بعقولهم، وأن مصر تواجه مُخططاً إرهابياً أدواته خارج وداخل مصر، ومصر قادرة على حماية شعبها وأرضها من أى شر»، داعية الشعب إلى أن يضع ثقته فى «السيسى» الذى يعى جيداً كيفية الحفاظ على تراب وتراث مصر العظيم. فى المقابل، قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «خطاب الرئيس لم يكن بالدرجة التى كانت تنتظرها الناس، ورغم أهميته فإن الناس ما زالت لديها العديد من المسائل غير الواضحة والمبهمة، خاصة فى قضية التنازل عن الجزيرتين، لا سيما أن الخطاب ناقش أكثر من قضية، فى الوقت الذى كانت تحتاج فيه كل قضية عدداً من الخطابات لتوضيحها». وتابع «العزباوى»: «الرئيس تحدث كثيراً عن مواقع التواصل الاجتماعى ودورها فى الأزمة، مما خلق تخوفاً لدى الناس من احتمالية غلقها، خاصة فى ظل عدم وجود شفافية ووضوح فى الحديث الرسمى، ونحن نعلم تماماً أنه لا يمكن حجب هذه المواقع وفقاً للدستور».