لم يمر وقت طويل حتى ينسى المصريون القوافل الطبية التى كان يشارك فيها الحزب الوطنى المنحل مع وزارة الصحة، لأغراض سياسية منها الدعاية الانتخابية للحزب قبيل الانتخابات، عامان مرا على آخر أنشطة قام بها الحزب قبل أن تقوم ثورة يناير التى أطاحت بالنظام وبحزبه. بعد اندلاع ثورة 25 يناير لم يتغير الوضع كثيراً فالقوافل مستمرة واللافتات ما زالت تعلق، لم يتغير سوى شعار الوطنى الذى وضع بدلاً منه شعار حزب «الحرية والعدالة»، حيث يرعى الحزب نفس القوافل الطبية مع وزارة الصحة، للغرض نفسه وهو الدعاية السياسية. «لا مانع من تنظيم قوافل طبية من ميزانية الحزب لكن أن تستخدم القوافل الطبية التى تخرج من ميزانية وزارة الصحة للدعاية للحزب الحاكم فهو شىء سيئ جداً وظللنا نحاربه لسنوات».. هكذا قالت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، مؤكدة أن القوافل الطبية تعتبر باباً من أبواب الفساد وسوء التوزيع لميزانية وزارة الصحة التى أضرب الأطباء لرفعها وإعادة هيكلتها فهى ترى أنه «لا مانع من إقامة قافلة طبية على حساب أى حزب كنوع من العمل التطوعى لكن أن تقام القافلة على حساب ميزانية وزارة الصحة وأن تتكبد الوزارة مصاريفها التى تصل إلى 250 ألف جنيه للقافلة الواحدة، موضوع عليها شعار حزب يدخل الانتخابات بعد شهرين، فهنا تثار العديد من الشبهات حول مصدر التمويل والدعاية بفلوس الوزارة.. فلوس دافعى الضرائب للحزب الحاكم بالإضافة إلى أن الوزارة ما ينفعش تعمل قوافل.. الوزارة مفروض تصرف فلوس القوافل على المستشفيات اللى مفتوحة منظر من غير إمكانيات». وأضافت: «القوافل التى تتحمل مصاريفها الوزارة وعليها شعار حزب سياسى شىء مرفوض تماماً ونوع من أنواع الفساد الذى يجب محاربته فوزارة الصحة تحتاج لكثير من الأموال».