نحن نعيش فى زمن الشىء وعكسه، وأحياناً كثيرة يتم نفيه وإنكاره، عزيزى القارئ أود أن أقول لك إن القاهرة تعيش أزهى عصور «ياخنى عجب» اتفضل معايا: هنا القاهرة المقهورة التى من خلالها وجه السيد عصام العريان دعوته إلى اليهود المصريين المقيمين بإسرائيل العودة إلى وطنهم مصر المحروسة، قائلاً فيما معناه «انتوا قاعدين عندكوا بتهببوا إيه فى إسرائيل دى دولة عنصرية» وكأن مصر الآن دولة تنعم بالحرية والديمقراطية.. وعجبى!! هنا القاهرة العامرة المسكينة التى يقطنها عدد لا بأس به من اليهود لا يزيدون على أصابع اليد وتتوافر لديهم أكثر من ثلاث دور للعبادة أى بمعدل دار عبادة لكل ثلاثة يهود فى حين الغلابة من المسلمين والمسيحيين أعدادهم تزيد بمراحل عن المتاح لهم من دور العبادة، وبرغم كل ذلك يتيح الدستور الإخوانى الجديد لليهود بالمساواة مع المسلمين والمسيحيين الحق فى إقامة دور للعبادة مثلهم.. وعجبى!! هنا القاهرة الحزينة التى يهنئ حكامها ميسحيى الغرب بأعيادهم وفى الداخل تهنئة المسيحيين أصلاً حرام.. وعجبى!! هنا القاهرة المتألمة الحائرة.. خدعوك فقالوا إن السيد عصام العريان قام بتوجيه تلك الدعوة لليهود بصفته الشخصية!! لماذا تتبرأون منه يا سادة؟ فالرجل لم يفعل أكثر من مناداة بتطبيق المادة الثالثة من الدستور، وطبقاً لها من حق اليهود الذين يحتفلون بمولد أبوحصيرة أن يرفعوا دعوة قضائية على الجهات المصرية لمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية وكله بالدستور.. وعجبى!! هنا القاهرة تتساءل فى ألم: تطلبون من اليهود العودة لمصر مع صرف تعويضات فى حين أنها على وشك الإفلاس؟! تطلبون من اليهود العودة إلى مصر لأنها أكثر أمناً لهم فى حين أن مسلميها ومسيحييها لم يشعروا بهذا الأمان.. وعجبى!! هنا القاهرة المخدوعة المتأثرة بألاعيب الأمريكان وحلفائهم المخلصين الإخوان أصحاب أجندة التنازلات المؤلمة التى تنص على إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل، التى وعدها مندوب الإخوان فى الرئاسة دكتور مرسى رئيسنا الهمام شعبها بالسلام والوئام فى أولى رسائله لصديقه الوفى شيمون بيريز وكعادة الإخوان برروا الرسالة بأنها بروتوكولية!! وطبقاً للدستور، ودعوة العريان تصبح رسالة رسمية وليست بروتوكولاً.. وعجبى!! هنا القاهرة الضاحكة الباكية لأن رئيسها وإخوانه فى الخارج يصرحون بعدم المساس باتفاقية كامب ديفيد وفى الداخل يصرحون لا بد من إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، وسط هتافات على القدس رايحين شهداء بالملايين ورويداً رويداً أصبحت على القدس رايحين نجيب إخواتنا اليهود وراجعين.. وعجبى!! هنا القاهرة الموهومة التى ظن أهلها أن رئيسهم الفاتح مرسى فتح إيران لمجرد أنه كرم الصحابة وذكرهم فى أولى زياراته لإيران، ولا يعلمون أنه ليس سوى ساعى بريد يقوم بتوصيل الرسائل الأمريكية من تحت الماء وكانت الرسالة مفادها التخلى عن سوريا مقابل عودة العلاقات المصرية الإيرانية، كما أن إيران هى أول دولة باركت تمرير دستور الإخوان، إذن مصر سوف تغرق تغرق تغرق.. وعجبى!! وأخيراً هنا القاهرة القوية المبهرة التى حتماً سوف تعود يوماً ما إلى أحضان أبنائها رغم مكر آل روتشيلد أصحاب حق شراء قناة السويس وأصحاب وعد بلفور وأصحاب أجندة سايكس بيكو، التى تشهد المنطقة الآن المرحلة الأخيرة لها..